Page 219 - ميريت الثقافية- العدد 21 سبتمبر 2020
P. 219
217 ثقافات وفنون
رأى
الإعلام الحديث مثل شبكات التواصل النشر والتلقي والتفاعل ،فإنه يتوجب
الاجتماعي فشل في اختبار المصداقية، على وسائل الإعلام التقليدية أن
وخاصة فيما يجري الحديث عنه من تؤسس لاستراتيجيات جديدة تستغل
جوانب سلبية ،ولاسيما نشر أخبار هذه الشبكات في نشر محتوى
إعلامي صحي محترف يتلاءم
مفبركة ،وشائعات مغرضة ،وأحداث مع الخصائص التواصلية لهذه
كاذبة ،والسعي لبث الخوف والذعر في الشبكات؛ حيث إن لكافة القنوات
نفوس الناس ،الذين وضعتهم الأزمة الفضائية والصحف والدوريات
حسابات عبر شبكات التواصل
في حالة من القلق والتوتر الاجتماعي (فيسبوك ،تويتر،
يجني بها الإنسان على نفسه جه ًل المعاصرة العبرة من تجربة تغطيتها يوتيوب ،إنستجرام ،وغيرها) ،ولكنها
أو تجاه ًل للسلوك الصحي القويم. لجائحة فيروس كورونا ،وتعيد في الغالب ُتستغل للترويج لبرامج
النظر في فهمها وتعاطيها مع القناة ،بد ًل من أن تقدم محتو ًى
ويجب أن توجد الفضائيات
والدوريات من صحف وجرائد الإعلام الصحي حتى لا تتكرر مثل خا ًّصا بمستخدمي شبكات التواصل
ومجلات برام ًجا وأبوا ًبا ثابتة تهدف هذه الجائحة في عصر ت َّدعي فيه الاجتماعي .وعندما تضطر لتغطية
إلى التوعية الصحية بمخاطر الأوبئة الجوائح والأوبئة ،عليها أن تأخذ
والجوائح والطواعين ،وتقدم محتوى البشرية أنها خطت خطوات متقدمة الأمر بالعزم اللازم ،وتعقد الشراكة
إعلامي جديد وفق استراتيجيات في النمو والتطور؛ بينما يصعب الفاعلة مع الجهات المعنية لإعلام
مدروسة يعمل على التوعية بكيفية الناس بما يجب أن يعرفوه بعي ًدا
التعامل مع مثل هذه الأزمات عندما عليها الاستعداد لمخاطر تهددها منذ عن الإرباك ،والنشر غير المسؤول،
يتعرض لها المجتمع ،ومن ثم فإن ال ِق َدم ،وتكرر أخطاءها التواصلية. والمفتقر لأخلاقيات المهنة ،الذي
المرحلة التاريخية الحالية ،تعتبر وعلى وسائل الإعلام المعاصرة
مرحلة فاصلة لمستقبل سيكون أن تنبِّه المجتمعات وقياداتها إلى قد يجد طريقه إلى شبكات التواصل
فيه المستقبل للإعلام ،الذي سيهتم أهمية الإعلام الصحي ،والفوائد الاجتماعي ،ولا تكتفي بتسليط
بمثل هذه البرامج التوعوية التثقيفية، المطلقة ،التي تأتي من ِق َبله ،وأن ما الأضواء على بعض ما يدور في
والذي سيوظف وسائل التواصل ُي ْن َفق عليه لا ُيقاس بما قد ينتج عن
الاجتماعي في برامجه ،ويستفيد من غيابه أو إهماله .كما أن الفضائيات المجتمع ،وتنشغل بما لا فائدة فيه،
صفحاته على شبكة الإنترنت ويتخذ وتقديم برامج على مستوى ُيش ِّكل
منها أداة للتفاعل مع الجمهور، الإخبارية وغيرها من وسائل الإعلام راف ًدا لإعلام صحي ف َّعال ومستدام؛
فالمستقبل في ظل ما بعد العدمية مدعوة للاستثمار في مجال الإعلام بل وإنشاء أقسام الإعلام الصحي
هو لتكنولوجيا البرمجيات الحديثة الصحي ،من خلال تعزيز مواردها بالصحف والقنوات الفضائية ،كما
المتطورة في عصر ثورة المعلومات البشرية بأفضل الكوادر الفاعلة في هي حال الأقسام الرياضية وغيرها،
المجالين الصحي والطبي ،وتوفر وتأهيلهم للقيام بدور المراسل،
لهم الإمكانيات اللازمة لتقديم إعلام وتحرير المحتوى الصحي وفق
استراتيجية إعلامية تهدف إلى
صحي يقود البشرية إلى مستقبل تأسيس إعلام محترف ،ومضطلع
خا ٍل من الجوائح والأوبئة ،التي
بأدواره الحيوية.
ويجب أن تأخذ وسائل الإعلام