Page 222 - ميريت الثقافية- العدد 21 سبتمبر 2020
P. 222

‫العـدد ‪21‬‬                          ‫‪220‬‬

                                     ‫سبتمبر ‪٢٠٢٠‬‬

 ‫الزائف كما ُذكر في سفر التكوين‪:‬‬         ‫الذي لا يعرف حدود ولا يمكن‬        ‫كبير‪ ،‬وهو مهدد بكارثة إذا قلت‬
 ‫‪ ،11‬فإن الوباء بمثابة عاصفة تنذر‬       ‫مجابهتة إلاّ بالتنسيق الجماعي‪،‬‬    ‫نسبة الرواسب الفيضية والسعة‬
  ‫بأنه قد حان الوقت لتعديل مسار‬
                                           ‫والتخطيط المستقبلي‪ ،‬تما ًما‬       ‫التخزينية للأراضي الزراعية‪،‬‬
    ‫العلاقات الإقليمية‪ ،‬من مسارها‬                                              ‫حيث من المرجح أن يؤدي‬
 ‫غير المنتج إلى مسار يمكن معه‬         ‫بالتماشي‬                                    ‫ارتفاع منسوب مستوى‬
  ‫مجابهة التحديات المناخية‬              ‫مع عدم اليقين بشأن كيف وأين‬                   ‫مياه البحر الأبيض‬
  ‫والبيئية ويكون حاف ًزا‬              ‫بدأ الوباء بالأساس‪ ،‬لذلك مجابهة‬                      ‫المتوسط إلى‬
 ‫للتغيير والابتعاد عن‬                   ‫التهديد البيئي بمجهود محلي لا‬                      ‫زيادة تسريب‬
  ‫أي وضع عدائي‪.‬‬                      ‫يعود بالنفع بمفرده‪ ،‬فالمطلوب معه‬                         ‫مياه البحر‬
                                                                                               ‫إلى الدلتا‬
   ‫مخرج آمن‬                                    ‫التعاون الإقليمي لدعمه‪.‬‬                           ‫والمياه‬
‫قرارات الدول‬                         ‫بالاستناد إلى ما سبق‪ ،‬من الواضح‬                            ‫الجوفية‬
                                                                                              ‫الساحلية‪،‬‬
 ‫هي انعكاس‬                                 ‫أن استراتيجية عدم التعاون‬                           ‫مع نقص‬
  ‫لأولوياتها‪،‬‬                            ‫الإقليمي ليست مستدامة لدول‬                                ‫ثلث‬
 ‫والعقلية غير‬                         ‫المنطقة‪ ،‬لقد أتى الوباء كالعاصفة‬                          ‫الكهرباء‬
                                     ‫المثالية للسقوط والكشف عن وهن‬                           ‫المولدة عن‬
    ‫المتعاونة‬                        ‫وهشاشة التضامن البشري‪ ،‬وعلى‬                             ‫طريق السد‬
   ‫مع الجيران‬                          ‫غرار السقوط العظيم لبرج بابل‪،‬‬                     ‫العالي بأسوان‪،‬‬
‫الإقليميين تشوه‬                         ‫الذي كشف للبشر عن كبريائهم‬                   ‫ويترتب على ذلك أن‬
   ‫أولويات التعاون‬
                                                                             ‫مصر ستواجهة نق ًصا خطي ًرا‬
     ‫والتكامل وسلاسل‬                                                            ‫في المياه العذبة والكهرباء‬
‫التوريد الإقليمية‪ ،‬إلاّ أنه لا توجد‬
                                                                            ‫بحلول (‪ ،)2025‬كما قد تعاني‬
     ‫اقتراحات دامغة بنوع الواجب‬                                           ‫الزراعة داخل الدلتا التى تنتج ما‬
   ‫المطلوب في عالم ما بعد الوباء‪،‬‬                                          ‫يصل إلى ‪ %60‬من أغذية مصر‪،‬‬
  ‫وما جلبه من فلسفة لكل الشعوب‬                                          ‫مما يهدد الأمن الغذائي‪ ،‬ويعتبر سد‬
   ‫والمفاضلة بين الالتزام بالواجب‬                                       ‫النهضة الأثيوبي مجرد سلسلة من‬
  ‫الإقليمي التى تفرضها السياسات‬                                         ‫سلاسل تهديدات بيئية تتعامل معها‬
  ‫الإقليمية‪ ،‬وبين التمحور المركزي‬
                                                                                    ‫مصر الآن إقليميًا‪)3(.‬‬
           ‫حول المصلحة الذاتية‪.‬‬                                          ‫وف ًقا لهذا السيناريو يتوجب ‪-‬على‬
‫إن المضي قد ًما في علاقات التعاون‬
                                                                            ‫الأقل في بعض دول المنطقة‪-‬‬
 ‫بين بلدان الإقليم الواحد يولد معه‬                                        ‫التفكير في تضمين طرق معيشية‬
‫دائره من السلام‪ ،‬ومساحة للحوار‬
                                                                              ‫مستدامة‪ ،‬والاتجاه نحو دعم‬
    ‫والنقاش يمكن الاستفادة منها‪،‬‬                                            ‫تشريعي لضمان تحقيق الأمن‬
  ‫لإحراز تقدم في العلاقات الثنائية‬                                        ‫المائي‪ ،‬بات ضرور ًّيا‪ ،‬خاصة بعد‬
                                                                            ‫تغيير المناخ ‪-‬كظهور الأوبئة‪-‬‬
     ‫بين بلدان تلك المنطقة‪ ،‬وتبني‬
 ‫رؤى التعاون التى تحتاج إلى دعم‬
  ‫سياسي لتكون مدعومة ومعممة‪،‬‬
   217   218   219   220   221   222   223   224   225   226   227