Page 220 - ميريت الثقافية- العدد 21 سبتمبر 2020
P. 220
العـدد 21 218
سبتمبر ٢٠٢٠
عوالم ما قبل
وما بعد الوباء..
العودة أسماء عبد العزيز مصطفى
صراع للتضحية من أجل الصالح المشروطة
العام ،ومع الظهور المؤلم لكوفيد- للحياة مرة أخرى
،19عاد التفاضل وكشف الوباء يوفر أدب الأوبئة مثا ًل كلاسيكيًّا،
عن الهشاشة الضمنية للحياة ما وتمثي ًل رمز ًّيا لما يمثله الوباء
على المستوى الرمزي المحض
قبل كوفيد ،19 -وما ستصبح لواقعنا المعاصر ،بكل سلبياته
عليه الحياة بعدها ،هل سنعود على وايجابياته ،في مواجهة الأوبئة
ما كانت عليه الحياة قبل الوباء؟ الجديدة ،ابتد ًء من سارس وإيبولا
أم سيتطلب الرجوع للحياة عودة وانتها ًءا بكوفيد ،19 -على سبيل
مشروطة بالتخلي عن ممارسات
معينة أو استحداث مسارات جديدة؟ المثال ،يستلهم ألبير كامو في
روايته «الطاعون» ( )1946الوباء
وكيف كان عالم ما قبل الوباء؟
هذه الأسئلة تتطلب الانتباه إلى كفرصة أخلاقية تضع الإنسان
ما كانت عليه الأفعال والإجراءات في صراع المفاضلة بين المصلحة
بالنسبة للمنظمات والحكومات
والأفراد ،فمع المنعطف المؤلم، الذاتية والمسؤولية الاجتماعية،
وما آلت إليه الأمور بعد كوفيد- والالتزام تجاه الآخر ،موقف (كامو)
19والحال الذي انتهينا إليه، في روايته أنه في عالم بلا معنى،
حيث غيرت العولمة والتقنيات يعكس الوباء عن كل شيء هش،
أفكار متطرفة ،رأسمالية متوحشة،
الرقمية مسار حياتنا بشكل مغالاة دينية ،تجعل الإنسان في
جذري ،ورسخت لطرق معيشية
غير مستدامة ،ظهرت في التدهور
البيئي ،وانخفاض الإنتاج الزراعي،
وارتفاع مستويات التلوث،
والانفجار السكاني ،واعتمادنا
على سلاسل توريد بعيدة المدى
كان تأثيرها واض ًحا أثناء فترة
الإغلاق ،كما كشف الوباء عن
هشاشة التبادل الإقليمي في السلع
والخدمات والأشخاص والاستثمار،