Page 216 - ميريت الثقافية- العدد 21 سبتمبر 2020
P. 216

‫العـدد ‪21‬‬                            ‫‪214‬‬

                                     ‫سبتمبر ‪٢٠٢٠‬‬

                                     ‫الاستراتيجيات‬

                                     ‫الإعلامية‬

‫د‪.‬علي عفيفي علي غازي‬                 ‫للحكومات بعد‬
                                     ‫أزمة كورونا‬

 ‫تنتهي بانتهاء الفيروس‪ ،‬فمن المهم‬     ‫بداية الجائحة‪ ،‬وفي ذلك إشارة إلى‬     ‫تؤكد البوادر الجديدة أن عالم ما‬
  ‫أن تضع الحكومات خط ًطا للتعافي‬       ‫أهمية تفعيل دور الإعلام الرسمي‪،‬‬
                                                                            ‫بعد جائحة كورونا سوف يختلف‬
      ‫في مرحلة ما بعد الأزمة‪ ،‬وأن‬         ‫في سبيل مواكبة التطورات في‬           ‫كثي ًرا عن عالم ما قبلها‪ ،‬وكذلك‬
‫تتضمن استراتيجيات جديدة للتعامل‬                  ‫استراتيجياته المختلفة‪.‬‬         ‫استراتيجيات صناعة الإعلام‬
 ‫مع طوارئ الأوبئة وإدارة الأزمات‪،‬‬                                              ‫لن تكون كما كانت قبلها‪ ،‬حيث‬
                                          ‫ولقد كان لدور وسائل الإعلام‬
    ‫وتعادل أهمية هذا الإجراء أهمية‬         ‫الرسمية دو ًرا في نقل الأخبار‬     ‫فرضت الجائحة أن يكون الإعلام‬
    ‫التعامل الفعلي مع الوباء نفسه‪،‬‬      ‫الإيجابية عن حالات الشفاء‪ ،‬وعن‬      ‫على شكل تفاعلي‪ ،‬ورقمي وفوري‬
   ‫حيث يتعين على الحكومات تبني‬          ‫نجاح جهود الحكومات في احتواء‬
‫سياسات مستقبلية واضحة؛ لتحفيز‬           ‫الفيروس‪ ،‬ومن جانب آخر ركزت‬             ‫ولحظي‪ .‬وكشفت الجائحة‪ ،‬عن‬
   ‫النمو الاقتصادي‪ ،‬واستراتيجيات‬      ‫على أخبار الأفراد‪ ،‬الذين يتعرضون‬          ‫حاجة الحكومات إلى أن تؤمن‬
‫إعلامية جديدة في سبيل تحفيز هذا‬         ‫للعقاب جراء اختراقهم للإجراءات‬      ‫باستراتيجيات الذكاء الاصطناعي‪،‬‬
‫النمو‪ ،‬والحد من الظواهر الاجتماعية‬       ‫المفروضة‪ ،‬كي يتجنب الآخرين‬         ‫فالإعلام الرقمي لعب الدور الأكبر‬
     ‫والنفسية المترتبة على الأزمة‪.‬‬   ‫الوقوع في نفس التجاوزات‪ ،‬واهتمت‬          ‫في التوعية بالآثار المترتبة على‬
‫وتفرض الأزمة على الإعلام الرسمي‬        ‫بالأبعاد النفسية المرتبطة بانتشار‬  ‫فيروس كوفيد المستجد‪ ،‬وعمل على‬
   ‫أن يكون أكثر صراحة في تعامله‬        ‫الوباء‪ ،‬والعزل الاجتماعي والحجر‬    ‫استنهاض روح المسؤولية‪ ،‬واحترام‬
  ‫مع الأزمات‪ ،‬فإن محاولات التستر‬     ‫المنزلي‪ ،‬في سبيل تخفيف التداعيات‬       ‫الإجراءات‪ ،‬والتدابير الوقائية‪ ،‬التي‬
   ‫المبكرة‪ ،‬التي قامت بها السلطات‬       ‫النفسية المرتبطة بالأزمة‪ ،‬بتقليل‬  ‫ُتعلن عنها الجهات الرسمية‪ ،‬لمواجهة‬
 ‫الصينية‪ ،‬قد أدت إلى إثارة الغضب‬           ‫حدة التوتر والخوف المرتبطة‬       ‫ومحاصرة الوباء‪ ،‬في صورة ُتبرز‬
                                     ‫بإجراءات الحجر الصحي‪ ،‬أو الشعور‬      ‫تحمله للمسؤولية الوطنية في تعامله‬
      ‫الشعبي إزاء ردة فعل الحزب‬       ‫بالخوف والهلع‪ ،‬الذي ينتاب الأفراد‬     ‫مع أزمة الجائحة‪ ،‬ومن جانب آخر‬
     ‫الشيوعي الصيني الحاكم على‬                                            ‫وضعت الإعلام الرسمي أمام اختبار‬
  ‫الأزمة‪ ،‬فقد لجأ إلى الدعاية كجزء‬             ‫خشية الإصابة بالمرض‪.‬‬          ‫قوي في التعامل مع الوعي العام‪،‬‬
 ‫من محاولته لإدارة الأزمة‪ ،‬والتقليل‬      ‫ومن الجدير بالذكر أن الأزمة لا‬      ‫ومع الشائعات‪ ،‬التي انتشرت مع‬
   211   212   213   214   215   216   217   218   219   220   221