Page 208 - ميريت الثقافية- العدد 21 سبتمبر 2020
P. 208
العـدد 21 206
سبتمبر ٢٠٢٠
د.أبو اليزيد الشرقاوي مقدمة
الشهد
والدموع..
محاولة فهم
جمالي
في هذه المقدمة فإن إيقاع الكونجا نهاوند ،وهو في الموسيقا أقرب في عتبات العمل الفني تظهر عدة
هو الذي يحدد السمة العاطفية للحن، إلى وزن الطويل في العروض
عناصر تلقي ضو ًءا سوف يصاحب
فيجعله ميا ًل إلى حالة من الإثارة الشعري ،من جهة أنه وزن يصلح المتلقي في تفاعله مع هذا العمل،
الوجدانية ،من خلال نغمات عالية لكل العواطف ،الحزينة والمرحة.
الإيقاع تشبه قرع طبول الكونجا يساعد على ذلك طبيعة مقام النهاوند تتمثل في الجانب الشكلي للموضوع،
بالضبط ،ومن ثم فإن عمار الشريعي نفسها ،إذ له نفس الأبعاد الهارمونية مثل المؤلف والملحن والمسلسل
(لا يحتاج إلى تقريظ مني) مبدع في للسلم الصغير Harmonic minorفي
اللحن والتوزيع بهذه الطريقة الفنية الموسيقى الكلاسيكية ،مما يجعله لا والمخرج والدراما ..الخ ،فهذه كلها
التي تحقق العاطفية الجمالية التي يعتمد على ثلاثة أرباع التون (ال ُبعد من عناصر الشكل التي تتفاعل مع
تعمل المقدمة على إثارتها في وعي المتوسط) ،وبالتالي تجعله هذه المضمون من أجل خلق دلالة معنوية
المتلقي ،قبل أن يواجه كل حلقة من الخاصية مناسبًا للألحان العاطفية وشعورية ،ولعل ما يعزز ذلك أننا
المسلسل ،قبل أن يلتقي بعمل يلعب المغرقة في الحزن ،والألحان البهيجة لم نعد نتلقى هذه المقدمة باعتبارها
على إبراز مفهوم الظلم الاجتماعي، المفرطة في الحبور ،ويلعب الإيقاع ن ًّصا ،بل هي جزء من عمل درامي،
وهي الفكرة الجوهرية التي يدور الدور المهم لنقل الحالة النفسية نتلقاه من خلال أبرز حاستين وهما
حولها المسلسل ،الذي كتبه مؤلف لمقام نهاوند وجذبه نحو الحزن أو السمع والبصر ،وتغيب فكرة قراءة
مهموم برصد التحولات الاجتماعية المرح ،لذلك فجولة بين بعض الأغاني النص من خلال طريقة تقديمه في
في مصر ،وما صاحب ذلك من عملية المشهورة من النهاوند توضح لك أغنية مصورة ،هنا يكون التعامل
تحول في منظومة القيم والعلاقات مقدرته الهائلة ،ولك أن تتخيل لحن مع المقدمة باعتبارها ك ًّل ،وليست
الاجتماعية ،وكلنا يذكر لأسامة أنور الأغاني التالية وكلها من النهاوند :ألف عناصر مجزأة ،وحتى في حال عزل
عكاشة :ليالي الحلمية وأرابيسك ليلة وليلة– حبيتك بالصيف -أيظن–
وضمير أبلة حكمت ورحلة أبو العلا هذه العناصر فهذا يتم من أجل
لما بدى يتثنى– أعطني الناي. الدراسة فقط ،وليس بقصد الإصرار
على العزل.
تنتمي المقدمة موسيقيًّا إلى مقام