Page 207 - ميريت الثقافية- العدد 21 سبتمبر 2020
P. 207
205 ثقافات وفنون
حوار
يصاحب نصوصه الرسم وأن يكون عشرة ،فقد ظلت العلب التي كانت حملة “ادعم شعر” ،وفوجئت به يقول
ملو ًنا. جدتي تحتفظ بها تشغل ذاكرتي حتى لي إنه من الممكن أن يبدل حزني
سعادة بأن يسمعني شع ًرا ،وبدأ
في “ماقبل البطيخ” لم أشعر أني كبرت ،وصارت لي صناديق ملونة
أكرر مافعلته من قبل؛ لأن هذا الديوان بأشكال وأحجام مختلفة تخصني. في إلقاء مقاطع من السيرة الهلالية
كنت أحتفظ فيها بأشياء كثيرة لكني سجلت بعضها وعرضتها في الحفل
يحمل روح السخرية وليس خيا ًل بدأت أخصص أيضا صناديق للافكار،
وفك ًرا فقط مثل “بيننا سمكة” ،ربما إذ عادة ما تأتيني أفكار أكثر مما الختامي لادعم شعر.
لسخرية تلك الثمرة انتقلت لي عدواها، أستطيع تنفيذه ،أكتبها في مفكرات شعرت أنها رسالة من الله انني لا بد
واخترت أن يشاركني التجربة الفنان وأضعها في الصندوق حتى يمتليء أن أستكمل الحملة وألا أيأس؛ لأن هذا
ثم ابدأ في ملء صندوق آخر .وعندما السائق البسيط الجميل الموهوب ،كان
سمير عبد الغني إذ إن تجاربي أقرر البدء في مشروع جديد أحضر بمثابة معجزة صغيرة ،وجاء ليخفف
معه ناجحة دائ ًما وهو يعرف كيف صناديق الأفكار وأبحث فيها لأستمد
يرسم للشعر ويضيف للنص أبعا ًدا همومي بالشعر.
جديدة مبهجة ،نتائجه معي ممتازة مفردات العمل الجديد منه.
فعلت ذلك في معظم أعمالي ،لكنني “ماقبل البطيخ” بداية من
ومضمونة وقد بذل بالفعل جه ًدا في ديواني الأخير “ماقبل البطيخ” عنوانه يشي بمغامرة مبهجة
مضنيًا .كان حضور اللون ضرور ًّيا بدأت بتحدي نفسي ،هل أستطيع ان وفيه أيضا إيهام بالخفة بينما
ليعكس هذا العالم المتفرد ويضيف أكتب قصيدة قصيدتان؟ هل تتحمل تكمن معا ٍن فلسفية عميقة في
للنص صو ًتا جدي ًدا .وكالعادة قابلت
الصعوبات التي اعتدت عليها ،لكني تلك الثمرة بكل أبعادها الفكاهية كل قصائده .وربما كان هو
والسياسية وغيرها ديوانا كام ًل؟ أكثر الكتب احتفاء بالرسم
صممت أن يكون الديوان بالكامل ولأنني أحب اللعب والتحدي وأملك والألوان وتجسد فيه التفاهم
مرسو ًما وملو ًنا. صو ًتا يخصني في الكتابة استطعت الفني عبر أكثر من تجربة مع
أن أكمل الديوان ،وكان لا بد ان
طبعت ألف نسخة على نفقتي وصدر الفنان سمير عبد الغني.
هذا الديوان الذي سعدت بأن جاءت حجرة الصندوق هي الحجرة الحادية
تجربتي فيه بلا صندوق؛ لأن الفكرة
حين جاءتني جلست فو ًرا للكتابة
ولم أضعها في صندوق ،وربما كان
الصندوق هذه المرة هو البطيخة
نفسها التي كتبت عنها.
الانتظار جاء بعد كتابة الديوان لتنفيذ
الرسومات والإخراج ومحاولات
البحث عن ناشر التي فشلت ،فأنتجته
بنفسي لأني مؤمنة بواجبي في تقديم
أي شيء أستطيع أن أقدمه للشعر .إن
الفن في حاجة لمن ينفق عليه.
تلك هي قصة 11حجرة كان لها تأثير
في حياتي ،فلطالما اهتممت بألا أصنع
قطيعة مع ذاكرتي بل كانت الذاكرة
دائ ًما ملهمتي الأولى فيما أحب أن
أفعل