Page 206 - ميريت الثقافية- العدد 21 سبتمبر 2020
P. 206

‫العـدد ‪21‬‬                                  ‫‪204‬‬

                                        ‫سبتمبر ‪٢٠٢٠‬‬

    ‫من الأشياء السحرية كذلك لقائي‬            ‫السحرية”‪ ،‬وتحتوي على أشياء‬              ‫لأني ولدت ابني قيصر ًّيا‪ ،‬والغريب‬
‫بالفنان الكبير ناجي شاكر‪ ،‬الذي يحب‬                                                        ‫أنني غيرت اسمه المتفق عليه‬
                                        ‫وأشخاص قابلتهم في حياتي وأنا في‬
  ‫حجازي أي ًضا‪ ،‬كنت أتمنى أن أكتب‬                                                  ‫“يحيى” وأنا في الطريق للمستشفى‪،‬‬
‫معه “اسكتشات ناجي”‪ ،‬كانت مقابلة‬          ‫وقت ضيق‪ ،‬كأنها معجزات صغيرة‪،‬‬                     ‫حيث استمعت لسورة يوسف‬
  ‫مبهرة استمرت ساعتين حدثني عن‬
‫قصص حب وعمل في حياته‪ .‬وعندما‬             ‫منها على سبيل المثال عندما سافرت‬          ‫وأحببت ساعتها أن أسميه بهذا الاسم‬
  ‫عرف بحبي للدمى دعاني لأنهل من‬         ‫ليبيا‪ ،‬كان السفر مستحي ًل وقتها حيث‬                         ‫واعتبرتها رسالة‪.‬‬

   ‫مكتبته وقتما أشاء‪ ،‬وكنت في غاية‬       ‫علمت بفوزي قبل السفر بيوم واحد‪.‬‬             ‫المشكلة كانت فيما بعد الولادة من‬
 ‫السعادة‪ ،‬لكن فوجئت بعدها مباشرة‬                                                    ‫سهر وإرهاق وعدم القدرة على فعل‬
                                           ‫أخبرت أهلي ولم يصدق أحد أنني‬
   ‫بحملي بابنتي فتوقفت مشروعاتي‬                                                        ‫ما أحب‪ ،‬وهذا ما تمر به كثير من‬
                          ‫مؤقتًا‪.‬‬            ‫سأسافر خلال يوم‪ ،‬وكانت أمي‬                     ‫الكاتبات والسيدات عمو ًما‪.‬‬

   ‫بعد سنوات قابلت “ناجي شاكر”‬            ‫تسخر من ذلك لكن أبي كعادته كان‬             ‫ثم جاءت ولادة ابنتي أكثر سهولة‪،‬‬
     ‫ثانية وتذكرني تما ًما وكان لقا ًء‬                                               ‫وكنت قد تعلمت من ولادتي الأولى‬
     ‫ساح ًرا أي ًضا‪ ،‬قلت له إنني كنت‬         ‫البطل الذي يحقق لي المعجزات‪،‬‬
     ‫أحلم بأن يصمم عرائس لإحدى‬                                                         ‫كيف أستمر في ممارسة نشاطي‬
                                           ‫ابتسم وسألني هل تريدين السفر؟‬              ‫خلال تلك الفترات الصعبة‪ ،‬فكتبت‬
  ‫مسرحياتي‪ ،‬فابتسم ورحب بالفكرة‬                                                    ‫“يوميات تختة” وأنا حامل في ابنتي‪،‬‬
  ‫وطلب مني المسرحية‪ ،‬وقال إنها لو‬         ‫وحين رددت بالإيجاب جهز لي كل‬               ‫وهو العمل الذي تقدمت به بتشجيع‬
                                                                                      ‫من صديقة لي إلى جائزة سوزان‬
    ‫أعجبته سيفعل‪ ،‬كان يو ًما سحر ًّيا‬    ‫شيء واشترى لي كل ما يلزمني في‬
      ‫استكملت فيه حلمي القديم قبل‬                                                                   ‫مبارك وفزت بها‪.‬‬
                                         ‫ساعات‪ ،‬ولا أنسى الحذاء ذا الفيونكة‬          ‫نشرت في تلك الفترة كتبًا للأطفال‪،‬‬
 ‫سنوات‪ .‬صحيح أن المشروع لم يتم‬                                                     ‫وكتبت في مجلات الأطفال مثل “قطر‬
‫لدخول الفنان الكبير في مرحلة حرجة‬         ‫الذهبية؛ كانت المعجزة أني سافرت‬            ‫الندى”‪ ،‬وابتكرت أبوا ًبا منها “دفتر‬
                                                                   ‫فع ًل‪.‬‬
  ‫من المرض لكن يكفي أنني التقيته‪.‬‬                                                      ‫كائن خرافي” الذي استمر لثلاث‬
     ‫موقف سحري آخر بطله سائق‬              ‫موقف آخر حين أصر ناشر ديواني‬             ‫سنوات‪“ ،‬هيا نبتكر عل ًما”‪“ ،‬صديقات‬
                                                                                   ‫ماما”‪ ،‬وكتبت بمصاحبة رسوم الفنان‬
   ‫التاكسي‪ ،‬ركبت معه وأنا في حالة‬          ‫“مشنقة في فيلم كارتون” أن آخذ‬
 ‫حزن‪ ،‬بسبب العقبات التي اعترضت‬               ‫إذ ًنا كتابيًّا حف ًظا لحقوق الملكية‬     ‫الكبير جورج البهجوري “حكايات‬
                                                                                       ‫جورج وعلي”‪ ،‬فكانت تلك الفترة‬
                                        ‫لأصحاب الفيلم‪ ،‬وراسلت الشركة في‬
                                           ‫إنجلترا فع ًل‪ ،‬ودهشت أنهم وافقوا‬               ‫أعوا ًما مضيئة للكتابة للطفل‪.‬‬
                                                                                      ‫بالفعل لم تعد حجرة الولادة مكانا‬
                                         ‫وعرضوا عل َّي اقتراح بأن يرسلوا لي‬           ‫للخوف فقط بل للأمل والبحث عن‬
                                          ‫المشاهد التي أريدها بالبريد بجودة‬
                                                                                                             ‫جديد‪.‬‬
                                          ‫عالية‪ ،‬لكني كنت قد جهزت الديوان‬
                                                    ‫وكان في المطبعة فع ًل‪.‬‬

                                                                                      ‫برغم كل الصعوبات التي‬
                                                                                       ‫تلغي بعض المشروعات‬
                                                                                   ‫وتؤجل أخرى ثمة “معجزات‬

                                                                                         ‫صغيرة” تمهد الطريق‬
                                                                                   ‫لتحقيق أحلام الكتابة والفن‪.‬‬

                                                                                       ‫الحجرة العاشرة هي “الحجرة‬
   201   202   203   204   205   206   207   208   209   210   211