Page 202 - ميريت الثقافية- العدد 21 سبتمبر 2020
P. 202

‫العـدد ‪21‬‬                                             ‫‪200‬‬

                                         ‫سبتمبر ‪٢٠٢٠‬‬

         ‫أشياء صغيرة في الذاكرة‪.‬‬             ‫قالاه عن شخص غا ٍل عندي ج ًّدا‪،‬‬           ‫فل َم الهروب من ضوضاء‬
   ‫لذلك عندما كتبت قصائد “مشنقة‬          ‫وشعرت كأنهم يدبرون شيئًا شري ًرا‪.‬‬              ‫لضوضاء أخرى ساكنة‪.‬‬
  ‫في فيلم كارتون” لم أضع عناوين‪،‬‬           ‫كان رد فعلي غريبًا‪ ،‬فقد أغلقت باب‬      ‫هذا النص من “مشنقة في فيلم‬
‫وإنما كانت هناك مقاطع تفصل أجزاء‬                                                    ‫كرتون” يبدو كاش ًفا لطبيعة‬
  ‫الديوان‪ ..‬أخذتها من قراءة الكف أو‬         ‫الحمام عل َّي‪ ،‬وصرت أبكي بصوت‬             ‫الديوان الذي يعتمد التأمل‬
   ‫الكوتشينة أو تفسير الأحلام وفك‬         ‫عا ٍل‪ ،‬حتى تنبهوا أني سمعتهم‪ ،‬لكني‬      ‫والتعمق في التفاصيل الذاتية‬
                                                                                    ‫البسيطة واكتشاف العلاقات‬
           ‫السحر أو عالم الأبراج‪.‬‬           ‫لم أستجب لمحاولاتهم تهدئتي أو‬          ‫الغامضة بينها‪ ،‬عبر نصوص‬
  ‫تلك المقاطع كان لها تصور ما لأن‬             ‫إقناعي بالخروج‪ .‬الغريب في رد‬           ‫متصلة تحت أربعة عناوين‬
  ‫الديوان فلسفي يحمل رؤية للحياة‪،‬‬        ‫فعلي أني حولت الحمام لسجن أغلقته‬          ‫رئيسية‪ ..‬وافتتح كل قسم من‬
                                         ‫بنفسي‪ ،‬لم أستطع الخروج والمواجهة‬           ‫الديوان بنص عن الأبراج أو‬
    ‫كنت أريد أن تكون هناك قراءات‬            ‫المباشرة لهذا السوء‪ ،‬جاء الجميع‬            ‫الطالع أو تفسير الأحلام‪.‬‬
     ‫حقيقية وتأملات عميقة للفلسفة‬         ‫على صوت بكائي‪ ،‬ودونما أن أقصد‬               ‫“الحجرة المخيفة” هي الحجرة‬
   ‫الكامنة خلف سلوك البشر‪ ،‬بهدف‬          ‫كشف الأمر لأنهم عندما صمموا على‬            ‫الرابعة في ذاكرتي‪ ،‬ورغم أن الاسم‬
   ‫تحطيم كل ما هو مجهول ومخيف‬            ‫خروجي تحدثت بكل ما سمعت؛ أردت‬             ‫قد يثير فكرة الرعب أو التعذيب لكن‬
  ‫والبحث عن تأويلات حقيقية؛ لربط‬          ‫أن أزيح هذا الهم عن صدري‪ ،‬لأنني‬            ‫أمر تلك الحجرة كان غريبًا؛ حادثة‬
   ‫تلك الأشياء بأجزاء من حياتنا‪ ،‬لذا‬                                               ‫واحدة صنعت تلك الحجرة‪ .‬كنت في‬
    ‫وضعت تلك المقدمات التي تمثل‬                      ‫لا أريد إلا عال ًما مضيئًا‪.‬‬    ‫الصف الأول الإعدادي حين سمعت‬
‫تأملات بسيطة في علوم الميتافيزيقا‪.‬‬        ‫وللأسف كانت هناك عواقب وخيمة‪،‬‬                ‫وأنا داخل الحمام صوت اثنتان‬
                                                                                     ‫من أقاربي لم تعرفا أنني بالداخل‪،‬‬
                 ‫من منا يملك‬                ‫لكن تلك الحادثة جعلت تلك الغرفة‬           ‫وسمعت بينهما حديث صادم في‬
            ‫تربا ًسا للقصيدة‬                ‫هي الوحيدة المخيفة التي قابلتها‪،‬‬        ‫مثل عمري‪ .‬كنت أحب الفتاتين ج ًّدا‪،‬‬
            ‫أو قف ًل بمفتاحين‬             ‫ورغم أن الحكاية تبدو ساذجة لكنها‬          ‫ولم أتصور هذا الكلام السيئ الذي‬
            ‫القصائد الحقيقية‬                ‫كونت لد َّي قناعة بألا أسمح برؤية‬
                                          ‫غرفة مخيفة أخرى إلا وحطمتها‪ ،‬كما‬        ‫هنرى برجسون‬  ‫جلال جمعة‬
                  ‫بلا ترباس‬                ‫حطمت تلك الغرفة ولم يبق منها إلا‬
             ‫أو قفل أو مفتاح‬
      ‫هي فقط بوابات ونوافذ‬                          ‫ناجى شاكر‬

                    ‫متاهات‪..‬‬
          ‫رحلات لاحصر لها‪.‬‬
   ‫“التشكيل بالسلك” كان هو‬
     ‫الفن الذي رافق نصوص‬
 ‫ديوان “يوم آخر من النعيم”‬
‫كاش ًفا عن علاقة ما ربطت بين‬
    ‫هذا الفن وماهية القصائد‪.‬‬
 ‫الحجرة الخامسة هي حجرة “راقية‬
    ‫إبراهيم”‪ .‬كثير منا تؤثر الأعمال‬
‫الفنية في تكوينه‪ .‬وبالنسبة لي مشهد‬
  ‫وحيد في فيلم “زينب” كان الأكثر‬
‫تأثي ًرا‪ .‬لم أتأثر براقية ابراهيم كبطلة‬
   197   198   199   200   201   202   203   204   205   206   207