Page 264 - merit 43- july 2022
P. 264

‫العـدد ‪43‬‬         ‫‪262‬‬

                                                               ‫يوليو ‪٢٠٢2‬‬   ‫أقنعتها الفكرية والفلسفية‬
                                                                               ‫والسياسية عن احتواء‬
     ‫ولذا وجب ان نبرهن‬               ‫الصنع من اللقاحات‬
       ‫أننا لسنا أسوأ من‬        ‫للاستخدام المحلي‪ ..‬وقال‪:‬‬                     ‫النموذج هناك‪ ،‬بوصلوها‬
            ‫الآخرين»(‪.)20‬‬                                                       ‫لذرة الانسداد والعجز‬
       ‫ولقد التفت البعض‬            ‫اليوم‪ ،‬يحجب الأنجلو‬
       ‫إلى فكرة الجرمانية‬       ‫ساكسون الكثير من هذه‬                          ‫عن استيعاب التناقضات‬
                              ‫المكونات واللقاحات‪ .‬وعلينا‬                    ‫الحضارية القائمة بشكلها‬
    ‫وهيمنة المكون الأنجلو‬      ‫الآن معرفة ما هي المشكلة‬
     ‫ساكسوني على النمط‬        ‫الحقيقية؟! حيث إن الأمر لا‬                         ‫الحالي‪ ،‬في ظل تحول‬
‫الثقافي الأوروبي‪ /‬الغربي‬       ‫يتعلق ح ًّقا بالملكية الفكرية‪،‬‬              ‫نموذجها الحضاري بأبنيته‬
‫السائد‪ ،‬لكن لم تتمكن هذه‬      ‫التي يمكنك منحها لمختبرات‬
  ‫الفكرة من التحول لتيار‬        ‫لا تعرف كيفية إنتاجها أو‬                     ‫«الثقافية العليا الفلسفية»‬
 ‫نظري قوى يواجه المتون‬                                                      ‫إلى متلازمات وعقد ثقافية‬
  ‫الجرمانية الحاكمة بقوة‬               ‫الحفاظ عليها»(‪.)19‬‬                   ‫ترفض التطوير والإصلاح‬
    ‫متجذرة في المؤسسات‬             ‫بما يدل على أن فرنسا‬
                                ‫الفرنجيه (نسبة إلى قبيلة‬                                 ‫والتصحيح‪.‬‬
         ‫الرئيسية الغربية‬      ‫الفرنجه الجرمانية الغربية‬                    ‫وهو ما ظهر مع سياسات‬
‫الأمريكية‪ ،‬فمثلا التفت لها‬        ‫أي ًضا والتي تحسب على‬
                                 ‫الجرمان البحرية سكان‬                         ‫ترامب وانتصاره للرجل‬
  ‫أستاذ الاقتصاد بجامعة‬       ‫الشواطئ) تستشعر بدورها‬                          ‫الأبيض المتعالي «الأنجلو‬
     ‫نيويوك ذي الأصول‬           ‫تفكك وصعود العنصرية‬                            ‫ساكسوني» أي ًضا‪ ،‬مما‬
                                 ‫والقبائلية الجرمانية عند‬                  ‫فجر ثورة السود الأمريكان‬
  ‫الشرقية نوريل روبيني‪،‬‬        ‫الأنجلو ساكسونيين‪ ،‬وهو‬                         ‫مع اغتيال جورج فلويد‬
      ‫فعلى ضفاف المسألة‬       ‫الملمح الذي يغيب كثي ًرا عن‬                     ‫في أمريكا‪ ،‬ودفع أنصار‬
                              ‫التحليل العربي‪ ،‬رغم وجود‬                         ‫العنصرية الجرمانية أو‬
  ‫خرجت أسئلة مثل‪« :‬هل‬            ‫سوابق معلنة لهذا العداء‬                       ‫الأنجلو ساكسونية مع‬
  ‫أدت بنا الإدارة الضيقة‪،‬‬          ‫بعضها يرجع لبدايات‬
 ‫وأحادية الثقافة جمي ًعا إلى‬   ‫الألفية الجديدة وفي وقائع‬                         ‫ترامب لاقتحام مبنى‬
‫كارثة؟ هنالك من سيخبرك‬             ‫جرت على أرض عربية‬                          ‫الكابيتول في الانتخابات‬
 ‫بأنهما فع ًل كذلك‪ .‬ومنهم‬         ‫مثلما حدث أثناء افتتاح‬
 ‫نوريل روبيني على سبيل‬            ‫فرع لجامعة السوربون‬                            ‫الرئاسية‪ ،‬كما استمر‬
 ‫المثال‪ ،‬حيث عرض أستاذ‬         ‫في الإمارات‪ ،‬حيث اعتبروا‬                     ‫المكون الأنجلو ساكسوني‬
                                   ‫«المشروع [افتتاح فرع‬
      ‫الاقتصاد في جامعة‬         ‫السوربون] يمثل انتصا ًرا‬                          ‫في الحضور في عهد‬
‫نيويورك وجهة النظر هذه‬              ‫كبي ًرا للفرنسيين على‬                       ‫الرئيس الأمريكي جو‬
 ‫في الفاينانشيال تايمز قبل‬         ‫الأنجلوسكسونيين‪ ،‬إذ‬                     ‫بايدن‪ ،‬من خلال الخصومة‬
                                 ‫يقول دانييل غولي ممثل‬                      ‫الفرنسية مث ًل في موضوع‬
   ‫فترة قصيرة‪ .‬في العالم‬      ‫«أورن» في البرلمان‪ ،‬ورئيس‬                         ‫اللقاحات ضد فيروس‬
 ‫المالي‪ ،‬عنى نظامنا الأنجلو‬        ‫مجموعة فرنسا ودول‬                           ‫كوفيد‪ 19 -‬والسخرية‬
  ‫ساكسون القذر للمراقبة‬            ‫الخليج‪ :‬إننا نشهد منذ‬                       ‫من دعوة بايدن لمجانية‬
‫والتنظيم عمليًّا عدم وجود‬          ‫بضع سنوات صليبية‬                           ‫الملكية الفكرية للقاحات‪،‬‬
                                 ‫أنجلوسكسونية حقيقية‪،‬‬                         ‫حيث «أضافت الصحيفة‬
     ‫أي تنظيم إطلا ًقا‪ ،‬كما‬                                                    ‫[فاينانشيال تايمز]‪ :‬أن‬
   ‫قال‪ .‬وشجعت تعليقاته‬                                                     ‫ماكرون استهدف الولايات‬
 ‫على صياغة عنوان رئيس‬                                                        ‫المتحدة على وجه التحديد‬
    ‫لافت‪« :‬نموذج الأنجلو‬                                                      ‫في كلمته‪ ،‬مشي ًرا إلى أنها‬
   ‫ساكسون قد فشل»(‪.)21‬‬                                                         ‫تحتفظ بجرعات محلية‬
     ‫وفي أوقات مبكرة من‬
   259   260   261   262   263   264   265   266   267   268   269