Page 259 - merit 43- july 2022
P. 259

‫‪257‬‬           ‫الملف الثقـافي‬

‫محمد الجوهري‬  ‫كارل ماركس‬      ‫فلورنس بارلي‬                    ‫الأيديولوجيات القديمة‬
                                                             ‫سيدعيها الطريق الرابع‪،‬‬
  ‫الناس والعالم‪ ،‬فلن يعلن‬       ‫ذاته التي قدمتها الذهنية‬      ‫حيث سنجد أن دوجين‬
  ‫أحفاد القبائل الجرمانية‬      ‫الجرمانية في أقنعة ثقافية‬    ‫يعتبر الليبرالية جز ًءا من‬
                                ‫كثيرة‪ ،‬حتى وصلت الآن‬          ‫بنية نظريته السياسية‪،‬‬
       ‫مباشرة على العالم‬
   ‫هكذا أنهم يتقاتلون على‬        ‫للمواجهة المكشوفة بين‬          ‫مثلما تضمن الطريق‬
 ‫السيطرة‪ ،‬والهيمنة بدافع‬       ‫الجرمان البرية الشرقيين‬          ‫الثالث بعض السمات‬
‫العصبية القبلية والرواسب‬
  ‫الثقافية المستقرة المتعلقة‬          ‫والجرمان البحرية‬            ‫الاجتماعية التي قد‬
   ‫بـ»الذهنية الجرمانية»‪.‬‬                     ‫الغربيين‪.‬‬       ‫تحسب على الاشتراكية‬
                                                            ‫الاجتماعية القديمة‪ ،‬وكأن‬
     ‫إذ سيطور الروس أو‬           ‫‪ -2‬ثنائية الاستقطاب‬
‫الجرمان الشرقيون خطا ًبا‬       ‫الديني بين الأرثوذكسية‬            ‫«المسألة الأوروبية»‬
                                                            ‫تتجاوز الاستقطاب حول‬
    ‫ثقافيًّا يؤسس للثنائية‬           ‫والبروتستانيتية‪:‬‬
     ‫الجديدة ويخترع لها‬         ‫من حيث القشرة الثقافية‬         ‫الليبرالية والشيوعية‪،‬‬
  ‫المبررات والمسوغات‪ ،‬مع‬        ‫الخارجية للثنائية الحدية‬     ‫وتنتقل لاستقطاب جديد‬
    ‫القبول النسبي بآليات‬      ‫الجديدة بين قبائل الجرمان‬   ‫حول الأبنية الثقافية الأقدم‬
  ‫الليبرالية وانتصارها في‬                                   ‫التي تشمل الدين والعرق‬
    ‫الاستقطاب القديم‪ ،‬لذا‬            ‫الشرقية القديمة في‬
  ‫من حيث السمات المميزة‬          ‫روسيا (البرية)‪ ،‬وقبائل‬        ‫والموقع الجغرافي الذي‬
  ‫للطريق الرابع سنجد أن‬        ‫الجرمان الغربية في أمريكا‬     ‫مركزه الجرمانية‪ ،‬وذلك‬
    ‫ألكسندر دوجين يرفع‬         ‫(البحرية)‪ ،‬ستتطور بعض‬       ‫بد ًل من أن تسمح «المسألة‬
  ‫الشعارات الزائفة نفسها‬                                  ‫الأوروبية» لنفسها بالتحلل‬
  ‫التي رفعها دعاة الطريق‬           ‫الخطابات من أجل أن‬
                                 ‫يكتمل شكل الاستقطاب‬            ‫وظهور نمط ونموذج‬
                                 ‫والصراع وفق تفاصيل‬                   ‫إنساني جديد‪.‬‬

                                   ‫وشعارات تطرح أمام‬              ‫فيقول دوجين عن‬
                                                             ‫طريقه الرابع أو نظريته‬
                                                              ‫الرابعة وتبنيها لأشكال‬
                                                               ‫من الليبرالية‪« :‬أما على‬
                                                          ‫مستوى السياسة الداخلية‪،‬‬
                                                             ‫فهي تعني تحديد الهيكل‬
                                                             ‫السياسي للمجتمع وف ًقا‬

                                                                ‫للحقوق المدنية‪ ،‬وعلى‬
                                                          ‫أقسام من نموذج الليبرالية‬

                                                                 ‫والقومية»(‪ ،)10‬فالمهم‬
                                                              ‫عنده أن يقف الطريقان‬
                                                             ‫في المواجهة ويعيدا إنتاج‬
                                                             ‫«ثنائية حدية» متصارعة‬
                                                             ‫جديدة تعبر عن «المسألة‬
                                                           ‫الأوروبية» واستمراريتها‪،‬‬
                                                          ‫ليتضح أن المسألة هي فكرة‬
                                                               ‫الصراع الحدي في حد‬
   254   255   256   257   258   259   260   261   262   263   264