Page 261 - merit 43- july 2022
P. 261

‫‪259‬‬  ‫الملف الثقـافي‬

 ‫تأكيد فلسفة وجودها عن‬            ‫الصهاينة و»إسرائيل»‬                     ‫محردة»(‪.)13‬‬
  ‫السيادة والهيمنة المطلقة‬     ‫للصراع عندما وقع الغزو‬        ‫وهو ما يتواكب مع موقف‬
 ‫والمقدسة على البشر‪ ،‬كان‬
‫لزاما على الشرق الروسي‬               ‫الروسي لأوكرانيا‪.‬‬          ‫الكنيسة الروسية حيث‬
  ‫أن ينتج «البديل الحدي»‬           ‫من ثم في ظل سيادة‬           ‫«مع بداية دخول القوات‬
  ‫لتكتمل «الثنائية الحدية»‬          ‫«المسألة الأوروبية»‬     ‫الروسية إلى سوريا‪ ،‬أطلقت‬
 ‫كسمة أساسية لـ»المسألة‬            ‫و»الذهنية الجرمانية»‬
   ‫الأوروبية»‪ ،‬لذا سيطور‬       ‫القديمة ذاتها البرية شر ًقا‬       ‫الكنيسة الأرثوذكسية‬
‫لنا دوجين فكرة حضارية‬         ‫والبحرية غر ًبا‪ ،‬فإن القارة‬    ‫الروسية تصريحات‪ ،‬أيدت‬
  ‫للصراع مع الغرب تحت‬          ‫الأوروبية شرقها وغربها‬
‫عنوان قوى البر ضد قوى‬        ‫ستميل دو ًما إلى إعادة إنتاج‬         ‫فيها إجراءات الجيش‬
‫البحر (دون أن يكشف عن‬        ‫«الثنائيات الحدية» المتطرفة‬        ‫الروسي؛ حيث اعتبرت‬
 ‫البعد الجرماني لتقسيمته‬       ‫وسيطرتها على العالم؛ في‬        ‫أن التدخل الروسي يأتي‬
 ‫بين البر والبحر)‪ ،‬معتب ًرا‬     ‫استمرار لتخيل «الذهنية‬           ‫في سياق‪ :‬حماية رعايا‬
   ‫أن قوى البر الأوراسية‬          ‫الجرمانية» أنها مركز‬
   ‫تضم‪ :‬روسيا والصين‬           ‫العالم وشعب الله المختار‬                   ‫الصليب»(‪.)14‬‬
‫والهند وإيران‪ ،‬في مواجهة‬       ‫والمقدس‪ ،‬فهناك «الطريق‬            ‫وفي الوقت نفسه نجد‬
                             ‫الثالث» الذي «بديله الحدي»‬        ‫خلفية الفلسفة السياسية‬
     ‫قوى البحر الأطلسية‬       ‫يتمثل في «الطريق الرابع»‪،‬‬      ‫حاضرة لهذه التصريحات‬
‫التي ترمز للغرب وأمريكا‬         ‫و»المسيحية الغربية» مع‬        ‫في صلب تصور ألكسندر‬
‫بامبراطوريتها‪ ،‬وتحالفاتها‬    ‫شعار الديمقراطية و»بديلها‬      ‫دوجين للمقومات والشروط‬
                                  ‫الحدي» مع «المسيحية‬         ‫الأساسية لتحقيق طريقه‬
    ‫المتدرجة التي مركزها‬                                          ‫الرابع ونظريته‪ ،‬التي‬
     ‫أصبح في عهد بايدن‬                ‫الشرقية» ورفض‬           ‫يقف الدين والأرثوذكسية‬
 ‫يتمثل في اتفاقية أوكوس‬       ‫الاضطهاد لرعايا الصليب‪،‬‬            ‫في موقع رئيسي منها‪،‬‬
                                                                 ‫حين ينص على «شحن‬
                ‫البحرية‪.‬‬           ‫وقوى البحر الغربية‬        ‫المعادلة الدينية‪ -‬القيصرية‬
     ‫كذلك يرصد دوجين‬            ‫(الجرمان البحرية) التي‬          ‫بالمضمون المقدس الذي‬
‫جذور «البديل الحدي» عند‬        ‫«بديلها الحدي» قوى البر‬         ‫ضاع تحت تأثير الغرب‬
‫هنتجنتون حين يقول عنه‪:‬‬                                          ‫العلماني‪ ،‬وتحقيق ثورة‬
    ‫«إن رفض أيديولوجية‬                ‫(الجرمان البرية)‪.‬‬        ‫أرثوذكسية محافظة من‬
  ‫الشيوعية‪ ،‬والانزياحات‬         ‫كما أنتج الغرب الليبرالي‬          ‫أجل العودة إلى منابع‬
                                                             ‫النظرة المسيحية الحق»(‪،)15‬‬
                                   ‫بعد سقوط الشيوعية‬             ‫ولقد لاحظ الجميع في‬
                             ‫أطروحة صراع الحضارات‬           ‫المقابل الخطاب الديني الذي‬
                                                               ‫حاول الرئيس الكرواتي‬
                                   ‫مع هنتجنتون لتبحث‬         ‫الدفع به محاو ًل استقطاب‬
                                   ‫«النظرية المطلقة» عن‬
                                  ‫أعداء جدد لتستمر في‬
   256   257   258   259   260   261   262   263   264   265   266