Page 260 - merit 43- july 2022
P. 260

‫العـدد ‪43‬‬         ‫‪258‬‬

                                                          ‫يوليو ‪٢٠٢2‬‬      ‫الثالث في الغرب‪ ،‬حول‬
                                                                         ‫التعدد وحقوق الآخرين‪،‬‬
 ‫على إعادة إنتاج «المسألة‬  ‫وأطروحات ما بعد الحداثة‪،‬‬                       ‫إذ «أمام ذلك كله يطمح‬
  ‫الأوروبية» وتناقضاتها‬        ‫ولكن الطريق الثالث في‬                    ‫المؤلف [دوجين] لصياغة‬
   ‫في شعارات تقترب من‬         ‫الغرب أنتج فظائع حرب‬
 ‫الطريقين الثالث والرابع‬        ‫العراق وتدميره بحجة‬                          ‫فلسفية متعالية هي‬
 ‫بشكل ما‪ ،‬خاصة أنه تم‬          ‫فرض «الديمقراطية» في‬                     ‫بمثابة نظرية رابعة تؤمن‬
 ‫تقسيم الأجواء الروسية‬
  ‫بين الروس والأمريكان‬     ‫التسعينيات‪ ،‬وصو ًل لمرحلة‬                      ‫بعالم تعددي واخلاقي؛‬
‫(تحت اسم التحالف وهو‬        ‫التطرف الديني مع ترامب‬                        ‫عالم يعترف بالشعوب‬
 ‫الاسم الذي تعمل أمريكا‬    ‫اليميني وظهور «الاتفاقيات‬                     ‫الأخرى وبحريتها بعي ًدا‬
                                                                         ‫عن قيم المركزية الغربية‬
      ‫تحت غطائه دو ًما)‪.‬‬                ‫الإبراهيمية»‪.‬‬
     ‫وقبل تصريح وزير‬         ‫وبالمثل تطبي ًقا على «النمط‬                          ‫المفروضة»(‪.)11‬‬
   ‫الخارجية عن مسيحي‬       ‫الروسي» سنجد أن الطريق‬                         ‫وهو الكلام نفسه الذي‬
     ‫الشرق بالتواكب مع‬        ‫الرابع الروسي تدخل في‬                    ‫يردده دعاة الطريق الثالث‬
 ‫موقف روسيا ضد الحق‬                                                   ‫في الغرب الجرماني بطريقة‬
     ‫العربي في ملف سد‬           ‫الثورة السورية بحجة‬                     ‫ما‪ ،‬وفي ذلك يشير محمد‬
‫النهضة في بيان الخارجية‬       ‫حماية مسيحيي الشرق!‬                        ‫الجوهري عالم الاجتماع‬
 ‫الروسية‪ ،‬خرجت في عام‬      ‫وانتهى الأمر بتدمير سوريا‬                   ‫المصري في مقدمته لكتاب‬
   ‫‪ 2019‬تصريحات دالة‬         ‫وتمزقها وتفرق دمها بين‬                       ‫أنطوني جدنز «الطريق‬
‫لم يلتفت لها أحد بالشكل‬       ‫القبائل‪ ،‬وصو ًل إلى ملف‬                  ‫الثالث‪ :‬تجديد الديمقراطية‬
    ‫الكافي بعد؛ ذلك حين‬     ‫سد النهضة والتصريحات‬
 ‫صرح «المتحدث الرسمي‬                                                        ‫الاجتماعية»‪ ،‬إلى أنه‪:‬‬
     ‫باسم قاعدة حميميم‬               ‫الروسية المعادية‬                    ‫«تستند هذه الفلسفة إلى‬
     ‫الروسية في سوريا‪،‬‬        ‫للموقف العربي المصري‬                     ‫ثلاثة دعائم أساسية هي‪..‬‬
 ‫أليكسندر إيفانوف‪ ،‬بأن‪:‬‬       ‫والسوداني‪ ،‬بحجة عودة‬
  ‫القوات الجوية الروسية‬    ‫روسيا للفضاء الدولي‪ ،‬الذي‬                      ‫مبدأ أخلاقي يقوم على‬
    ‫تش ُّن هجمات مركزة‬       ‫بالطبع سيتم على حساب‬                         ‫المسئولية المتبادلة التي‬
‫ومكثفة على مقاطعة إدلب‪،‬‬     ‫الآخرين‪ ،‬وفي حقيقة الأمر‬                     ‫ترفض سياسات التمييز‬
‫ر ًّدا على قصف مسيحيين‬         ‫سيعيد إنتاج «الثنائيات‬                   ‫بنفس القدر الذي ترفض‬
      ‫أرثوذكس في مدينة‬      ‫الحدية» للمسألة الأوروبية‬                    ‫به سياسات النبذ (الذي‬
                              ‫بين «المسيحية الشرقية»‬                  ‫أسماه جيدنز في هذا الكتاب‬
                                                                       ‫الاستبعاد الاجتماعي)(‪.)12‬‬
                                 ‫و»المسيحية الغربية»‪.‬‬                  ‫فهنا يتقابل الطريق الثالث‬
                               ‫وتعد سوريا أبرز مثال‬
                                                                            ‫نظر ًّيا وافتراضيًّا مع‬
                                                                            ‫شعارات الديمقراطية‬
                                                                      ‫وحضورها والتعدد الثقافي‬

‫الصين وروسيا تس ّيران دورية بحرية مشتركة‬
   255   256   257   258   259   260   261   262   263   264   265