Page 128 - merit 42 jun 2022
P. 128

‫العـدد ‪42‬‬                      ‫‪126‬‬

                               ‫يونيو ‪٢٠٢2‬‬

                                                              ‫تامارا دي أوليفيرا رودريجز*‬

            ‫نظرية التاريخ وتاريخ التأريخ‪..‬‬
‫بداية الانفتاح على “تواريخ غير تقليدية”‬

                                                                                                          ‫ترجمة ‪:‬‬

                                                            ‫طارق فراج‬

‫التاريخية في المواقف العملية‪.‬‬  ‫حاسم في الخطابات والنماذج‬          ‫تهدف هذه المقالة إلى‬
  ‫يعني هذا الادعاء أن الغلبة‬         ‫الأكاديمية والتاريخية‪.‬‬
                                     ‫أعطت الأبحاث الحالية‬           ‫مناقشة العلاقة بين ما‬
‫المؤسسية التي حققها النظام‬          ‫الأولوية لضرورة إعادة‬          ‫سنسميه “التواريخ غير‬
     ‫في تجلياته في الثقافات‬                                     ‫التقليدية”‪ ،‬ونظرية التاريخ‬
                                   ‫تأسيس علاقتنا بالماضي‬         ‫وتاريخ التأريخ‪ .‬سنناقش‬
   ‫الغربية من القرن التاسع‬     ‫بشكل خاص والزمانية بشكل‬        ‫البدايات المحتملة لهذه الأنظمة‬
‫عشر فصاع ًدا كانت إشكالية‬                                       ‫في المجالات التي لا تنسجم‬
 ‫على نطاق واسع‪ .‬ومن هذه‬           ‫عام‪ .‬تحدث هذه العلاقات‬           ‫مع بروتوكولاتها الأكثر‬
                                 ‫بشكل مستقل عند مقارنتها‬         ‫استقرا ًرا‪ .‬علاوة على ذلك‪،‬‬
   ‫الإشكالية‪ ،‬تم “استبدال”‬                                         ‫نسعى للتفكير في علاقة‬
    ‫المفهوم الرسمي للتاريخ‬         ‫بتلك التي يتم إنتاجها في‬    ‫هذه البدايات لظهور الزمنية‬
 ‫بأشكال أخرى للوصول إلى‬            ‫المساحات الأكاديمية مثل‬     ‫التي غيرت العلوم الإنسانية‬
                                ‫الجامعات‪ .‬يرتبط سبب هذه‬         ‫وأولوياتها المعرفية‪ .‬الجدير‬
                  ‫الماضي‪.‬‬          ‫الظاهرة بمواجهة شعور‬           ‫بالذكر أن الماضي العملي‪،‬‬
   ‫على الرغم من أن التاريخ‬       ‫معين بالفشل‪ ،‬أو حتى عدم‬        ‫والاستقصاء الكمي النقدي‪،‬‬
  ‫لا يزال في مناهج المدارس‬         ‫الصلة بالتاريخ كنظام في‬       ‫ونموذج الوجود‪ ،‬والتاريخ‬
   ‫الغربية‪ ،‬فإن أولئك الذين‬     ‫النقاشات المعاصرة‪ .‬أؤكد أن‬        ‫العام‪ ،‬والتأريخ الشعبي‪،‬‬
 ‫يقومون بتدريسه يشعرون‬            ‫الوقت قد حان لكي يواجه‬          ‫ستكون بعض الأمثلة على‬
                                 ‫المؤرخون المحترفون حقيقة‬
      ‫أن الخطب المستخدمة‬         ‫أن لا أحد يعتمد على المعرفة‬         ‫بدايات “التواريخ غير‬
 ‫لإضفاء الشرعية عليه تفقد‬                                     ‫التقليدية”‪ ،‬لأن هذه المنظورات‬
 ‫قوتها‪ .‬يؤكد “هانز أولريش‬
                                                                    ‫يمكن أن تتدخل بشكل‬
   123   124   125   126   127   128   129   130   131   132   133