Page 129 - merit 42 jun 2022
P. 129

‫حول العالم ‪1 2 7‬‬

       ‫والأخلاقية) والنماذج‬          ‫وإمكانياته‪ -‬يعني ضمنًا‬      ‫تامارا دي‬
 ‫الموضوعة أكاديميًّا من خلال‬      ‫دمج هذه الظاهرة الثانية في‬      ‫أوليفيرا‬

     ‫التدخل‪ /‬النقد‪ .‬وفي هذا‬          ‫تحليلها‪ ،‬بد ًءا من التكوين‬  ‫رودريجز‬
    ‫الصدد‪ ،‬تقترح هذه المقالة‬     ‫الاجتماعي الجديد للفترة التي‬
‫توسيع ونشر هذه المناقشات‬                                                      ‫جومبريخت” أي ًضا أن نمو‬
                                                  ‫ترتبط بها‪.‬‬                     ‫الاهتمام بالتاريخ الذي‬
           ‫بد ًل من تنظيمها‪.‬‬          ‫جومبريخت هو الوحيد‪،‬‬
                                                                           ‫يحدث في سياقات أخرى غير‬
   ‫تاريخ التأريخ‬                          ‫فالعديد من الأعمال‬               ‫المؤسسات الأكاديمية بالمعنى‬
  ‫ونظرية التاريخ‪:‬‬                      ‫تعكس تشخيص حدود‬
 ‫البحث عن وظيفة‬                      ‫التاريخ وعلاقته بـ”أزمة‬                   ‫الدقيق للكلمة أمر مختلف‬
                                     ‫التاريخانية”‪ .‬تبحث هذه‬                ‫تما ًما‪ .‬هناك رغبة في التاريخ‪،‬‬
       ‫أدائها‬                         ‫الأعمال أي ًضا في المطالب‬
                                                                                ‫تتجلى في الحياة اليومية‬
      ‫حدثت الولادة الرسمية‬               ‫والإمكانيات الجديدة‬                   ‫من خلال الأدب والأفلام‬
     ‫للتاريخ كنظام في القرن‬             ‫للتخصص‪ .‬يجمع هذا‬                       ‫والمسلسلات التليفزيونية‬
    ‫التاسع عشر وتكشف عن‬             ‫المقال هذه التأملات بهدف‬                  ‫والموسيقى وألعاب الفيديو‬
‫ظهور الحداثة وأزمة التمثيل‪.‬‬            ‫مناقشة العلاقة بين ما‬                ‫والمسرحيات والفنون بشكل‬
    ‫وف ًقا لرينهارت كوسليك‪،‬‬           ‫سنسميه “التواريخ غير‬                      ‫عام‪ ،‬وبعبارة أخرى‪ ،‬من‬
  ‫يشير ظهور الحداثة وأزمة‬           ‫التقليدية” لـ”دومايسكا”‪:‬‬                  ‫خلال التليفزيون والراديو‬
   ‫التمثيل إلى فقدان تدريجي‬            ‫نظرية التاريخ وتاريخ‬                   ‫والمتاحف ووسائل الإعلام‬
‫للتعاطف مع الماضي والابتعاد‬           ‫التأريخ المعاصر‪ .‬يصف‬                   ‫الأخرى‪ .‬هذا مطلب لا يمكن‬
   ‫عن قدرتهم الصحيحة على‬           ‫القسم الأول من هذه المقالة‬
    ‫إيجاد توجه بسبب ظهور‬          ‫عملية ولادة تاريخ التأريخ‪،‬‬                      ‫تجاهله‪ .‬إن فهم مكانة‬
‫تجارب غير مسبوقة‪ ،‬في حين‬            ‫ونظام التاريخ بشكل عام‪،‬‬                     ‫التاريخ كنظام في العالم‬
‫أن المستقبل يحتاج إلى تشكيل‬          ‫وكيف أدى ترسب الزمن‬                    ‫المعاصر ‪-‬بالنظر إلى حدوده‬
    ‫من قبل الأنشطة البشرية‬            ‫الجديد إلى تغيير العلوم‬
 ‫السريعة بشكل متزايد‪ .‬أدت‬        ‫الإنسانية وأولوياتها المعرفية‬
‫هذه الظاهرة إلى تصدعات في‬        ‫والأخلاقية‪ .‬في القسم الثاني‪،‬‬
 ‫كيفية تجربة وإنتاج التاريخ‪.‬‬         ‫أع ِّرف مصطلح “تواريخ‬
     ‫وهكذا اكتسب الانضباط‬               ‫غير تقليدية” بد ًءا من‬
      ‫ملامح غير مسبوقة في‬         ‫مساهمات “إيفا دومايسكا”‬
 ‫الحداثة‪ .‬من فلسفات التاريخ‬       ‫وسوف يستكشف القسمان‬
‫الحديثة ولاح ًقا من الفلسفات‬         ‫الثالث والرابع من المقالة‬
     ‫التاريخية‪ ،‬شكل التاريخ‬        ‫كيف يمكن فهم الاستقصاء‬
    ‫الماضي والمستقبل (اللذان‬          ‫الكمي النقدي‪ ،‬ونموذج‬
 ‫ُع ِّرفا بسرعة على أنهما أبعاد‬       ‫الوجود‪ ،‬والتاريخ العام‬
  ‫للزمنية الفوقية والتاريخية‬            ‫والتأريخ الشعبي على‬
    ‫العابرة للثقافات)‪ .‬بعبارة‬         ‫أنها بدايات لـ”التواريخ‬
   ‫أخرى‪ ،‬أعاد التاريخ تنظيم‬         ‫غير التقليدية”‪ .‬تؤكد هذه‬
                                   ‫القصص غير التقليدية على‬
                                 ‫الخطابات التاريخية (المعرفية‬
   124   125   126   127   128   129   130   131   132   133   134