Page 105 - m
P. 105

‫‪103‬‬  ‫إبداع ومبدعون‬

     ‫القصة‬

                                               ‫محب خيري الجمال‬

                    ‫دمع ٌة لامع ٌة في ن ٍص قصير‬

            ‫أنا السط ُر الأخير من حكاية لا ُتحكى‬                        ‫دمع ٌة واحد ٌة كفيل ٌة بتغيير اتجاه البحر‪،‬‬
             ‫النب ُأ الذي يمتحن الأبواب ويرتجف‬                                         ‫ر َّبما لا يجو ُز ذل َك أب ًدا‬
                                                                                             ‫لكنه سوء الحظ‪،‬‬
        ‫لأني مح ُض جث ٍة هزيل ٍة مخلوع ِة الأسنا ِن‬
                ‫أو دمع ٌة ما زالت على قيد الحياة‬                          ‫ر َّبما فكرة فاشلة في بداي ِة ن ٍص بائ ٍس‬
                                                                                 ‫ينظ ُف آثا َر الملل نهاي َة السط ِر‬
      ‫كمث ٍل مهمل للأعماق الغائرة والمُقل اليابسة‬
                                                            ‫يكنس المزاج المعت َّل بالسكتا ِت الدماغية ويأ ِس الكلام‪،‬‬
        ‫هيا‪ ..‬جهزوا المنحدر جي ًدا لتسقط ضفافي‬                        ‫أنا والن ُّص لا نعر ُف َمن منا يدخ ُن الوق َت‬
    ‫في بح ٍر مت ِس ٍع بالقسو ِة وتخم ِة المو ِت المبرم ِج‬                           ‫ر َّبما تبادلنا تلوي َن العتم ِة‪،‬‬
  ‫تعب ُت من الصحرا ِء والابتساما ِت البارد ِة المعلب ِة‬                          ‫شربنا من ُب ٍّن مكتم ِل الحري ِق‪،‬‬

                  ‫والد ِم المتجلِّ ِط في حواري الرئ ِة‬              ‫شاهدنا نصو َص البورنو في ساحا ِت القتال‬
‫تعب ُت من جسدي ومصمص ِة عظا ِم الأيا ِم المحقون ِة‬            ‫ر َّبما تعاركنا على ُمرا ِهق ٍة محترف ٍة تط ُل من علاما ِت‬

                                  ‫في حنجرتي‬                                                          ‫الترقي ِم‬
        ‫كاصطكا ِك حجرين تتراك ُض عليهما النار‬                           ‫ضحكنا على ُنكت ٍة بذيئ ٍة من رج ٍل ُمس ٍن‪،‬‬
                                                               ‫ر َّبما استبدلنا ملاب َسنا من فر ِط الخو ِف وفضيل ِة‬
                     ‫أو أي شيء من هذا القبيل‪،‬‬
                                                                                                   ‫الحرو ِف‪،‬‬
        ‫ليس هناك ما يجاري ُعزلتي على الإطلاق‬                         ‫ر َّبما أذكر وجهي يو ًما وأمل ُك جرأ َة الكلا ِم‬
                     ‫بض ُع ليا ٍل ُمحتمل ٍة وأحترق‬
                                                                                      ‫وأقو ُل‪ :‬أحب ِك دون إنذار‬
      ‫ر َّبما دمع ٌة واحد ٌة في َن ٍص قصي ٍر غي َر ُملغ ٍز‬    ‫أنا س ِّكي ُنك و ُفتا ُت الخب ِز وطاولتك الممتلئ ِة بكدما ِت‬
          ‫تفض ُح ما تخيَّلته من تحولاتي المفاجئ ِة‬
                                                                                                     ‫الماضي‬
     ‫وأنا أه ُّش السط َر تلو الآخر من توافه حياتي‬                        ‫وأحلا ُمك الرقيق ِة واختلالا ُتك النفسي ِة‬
                                ‫وما هي بحياة‬
                                  ‫كل ما أعر ُفه‬                                    ‫أنا الظ ُل المائ ُل خل َف النافذ ِة‬
                                                                                ‫حفن ٌة مني في ش ِّق الجدا ِر الميت‬
   ‫أن هناك من يتسلل إلى الآخر بلا سب ٍب واض ٍح‬                            ‫وحفنتان من ُحطا ٍم في سلة المهملا ِت‬
              ‫أنا وأن ِت والقصيد ِة المفضل ِة عندي‪.‬‬
   100   101   102   103   104   105   106   107   108   109   110