Page 25 - m
P. 25

‫‪23‬‬           ‫إبداع ومبدعون‬

             ‫رؤى نقدية‬

                                                              ‫النص كما يقرر «جنيت»‪،‬‬

                                                              ‫لذا فإن «جنيت» بهذا‬

                                                              ‫المفهوم الذي يضع السرد‬

                                                              ‫في مقابل الخطاب يقترب‬

                                                              ‫من المفهوم اللغوي للسرد‬

                                                              ‫عند العرب‪ ،‬حيث يعتمد‬

                                                              ‫الأخير على النظر للسرد‬

                                                              ‫باعتباره الخطاب نفسه‪،‬‬

                                                              ‫يقول «جنيت»‪ :‬فاندراج‬

                                                              ‫عناصر سردية في صميم‬

                                                              ‫الخطاب لا يكفي لتحريره‪،‬‬

                                                              ‫والسبب هو أن هذه‬

                                                              ‫العناصر تظل مشدودة في‬

                                                              ‫الغالب إلى مرجعية المتكلم‬

                                                              ‫الذي سيتمر حضوره‬

‫جيرار جينيت‬  ‫الجيرداس جوليان جريماس‬              ‫أمبرتو إيكو‬         ‫ضمنيًّا في الخلفية‪.‬‬
                                                              ‫وهكذا فإن مفهوم «جنيت»‬

                                                              ‫يتسم بعدة سمات نوجزها‬

‫العام الذي يتصل بالتصور والأداة‪ ،‬فإن كان جنيت‬                 ‫فيما يلي‪:‬‬
    ‫يعتمد على تقسيم المنظور إلى مقولات أساسية‪،‬‬   ‫أو ًل‪ :‬يرتبط الخطاب السردي عند «جنيت»‬
   ‫ثم ينصرف لرؤية الخطاب السردي بشكل كلي‪،‬‬
       ‫فإن نظرية التركيب العاملي لجريماس تأتي‬    ‫بمفهوم بنيوي يتصل ويتراكب بعضه فوق‬
    ‫لتعطي تصو ًرا جزئيًّا مفص ًل لوحدات الخطاب‬   ‫بعض ليعطي تشكي ًل عا ًّما لمجمل النص‬
  ‫السردي‪ ،‬وهو تطوير لآراء بارت وتودروف من‬                     ‫السردي‪.‬‬

‫ناحية‪ ،‬وتشكيل خاص لرؤى مختلفة تعطي أولوية‬        ‫ثان ًيا‪ :‬يأتي تفريق «جنيت» بين المقولات الثلاث‬
   ‫للعناصر السردية الصرفة في الخطاب‪ ،‬وتفصل‬       ‫السابقة كمقدمة ليساوي بين السرد والخطاب‪،‬‬

  ‫بين تلك العناصر السردية‪ ،‬وبين عناصر خطابية‬     ‫وليدخل في خطة الحكاية السردية بؤ ًرا خطابية‬
    ‫أخرى تدخل في إطار التركيب السردي‪ ،‬ويقوم‬           ‫قد لا تتصل بالمتن الحكائي اتصا ًل مباش ًرا‪،‬‬
                                                 ‫ولكنها تتبع أحد العناصر المشكلة للسرد‪.‬‬
  ‫هذا التصور على اعتبار أن حركة الذات هي المحك‬   ‫ثال ًثا‪ :‬يستعين «جنيت» كغيره من البنيويين‬
   ‫الرئيسي والمشكلة لبنية الخطاب السردي‪ ،‬فعند‬
                                                 ‫بتشكيلات أسلوبية ولسانية تتصل بطروحات‬
 ‫بارت تقوم الوظائف بدور خاص في تشكيل رؤية‬
‫الخطاب‪ ،‬وهي عبارة عن تركيب للوحدات السردية‬       ‫علم اللغة في تحليل أجزاء الخطاب السردي‪،‬‬
                                                 ‫وفي توصيف الخطاب توصي ًفا شام ًل يتماشى‬
  ‫على امتداد المركب السردي‪ ،‬ويستمد بارت بعض‬
    ‫تصوراته من “بروب” الذي يقرر أن تحليلاته‬                   ‫مع وجهة النظر البنيوية‪.‬‬
   ‫هي التي فتحت الطريق أمام الدراسات الحديثة‪،‬‬
     ‫والتركيب الوظيفي نظام يسعى لتحليل كل ما‬     ‫السرد ونظرية التركيب العاملي‬
    ‫يرتبط بنظام التتابع الزمني للأحداث‪ ،‬ورد هذا‬       ‫جريماس وآخرون(‪)4‬‬

 ‫التتابع إلى تصور منطقي يتصل بالزمن وعلاقاته‬     ‫تأتي نظرية التركيب العاملي مغايرة بشكل ما‬
                                                 ‫لمفهوم «جنيت» السابق‪ ،‬وذلك في إطار المنظور‬
   20   21   22   23   24   25   26   27   28   29   30