Page 27 - m
P. 27

‫‪25‬‬          ‫إبداع ومبدعون‬

            ‫رؤى نقدية‬

                                                                  ‫التفصيلات داخل النصين‪.‬‬
                                                                       ‫ثالثًا‪ :‬لا يسمح النص‬
                                                                      ‫الشعري بتطبيق الكم‬
                                                                      ‫الكبير من التصورات‬
                                                                       ‫التفصيلية في السرد‬
                                                                                  ‫الروائي‪.‬‬

                                                                   ‫البنيات السردية‬
                                                                  ‫مفهوم إمبرتو إيكو‬
                                                                  ‫في تصور الحكاية(‪)5‬‬

                                                                  ‫يقوم تصور إيكو لمنظور‬

                                                                  ‫الخطاب السردي على‬

                                                                  ‫أساس وجود عدد‬

                                                                  ‫من البنى الأساسية‬

‫رولان بارت‬  ‫روبرت شولز‬                              ‫حميد لحمداني‬    ‫التي تشكل مجمل‬
                                                                  ‫الخطاب‪ ،‬وهي‪ :‬البني‬

 ‫النصوص غير الحكائية‪ ،‬والمتواليات الحكائية وما‬                    ‫الخطابية‪ ،‬والبني السردية‬
        ‫يطرأ عليها من تشكيلات خطابية متداخلة‪.‬‬
                                                    ‫الخاصة ببني العوالم في الخطاب‪ ،‬البني الفاعلية‬
     ‫ثم يفصل بالمقصود ببنى العوالم‪ ،‬سواء كانت‬
 ‫هذه العوالم تحترف ممكنة باعتبارها بنيات ثقافية‬     ‫والإيديولوجية‪ ،‬وهي مجتمعة تجعل من العمل‬

  ‫تسهم في التعرف على توجهات الخطاب السردي‬           ‫الأدبي رؤية فنية وموضوعية خالصة‪ ،‬ويميل‬
‫والتأويل الذي تطرحه هذه العوالم‪ ،‬أم كانت العوالم‬
‫المرجعية التي تعود إليها هذه البنى فيما تطرحه من‬    ‫مثل هذا التصور إلى اعتبار أن فصل البنى المشكلة‬

   ‫قيم فكرية وأخلاقية‪ ،‬كما أن العوالم التي تتصل‬     ‫للعالم بهذه الصورة يجعل فاعلية التحليل أقرب‬
‫بالحكاية أو التي تعود إليها الحكاية غالبًا ما تسهم‬
                                                    ‫إلى واقعية النص والعالم في وقت واحد‪ ،‬كما أن‬
                                      ‫في أمرين‪:‬‬
      ‫الأول‪ :‬الوقوف على دلالة الموقف الحكائي‪.‬‬       ‫هذا التصور يميل للنصوص السردية المشكلة‬
       ‫الثاني‪ :‬طرح روي التحاور بين الموقفين‬
                                                    ‫للعالم ويبتعد بذلك عن التصور الذاتي للنصوص‬
              ‫الحكائيين أو العالمين الحكائيين‪.‬‬
     ‫وتأتي دراسة الشخصيات والأحداث في إطار‬          ‫التي تمثل بصورة ما ذوات معقدة‪ ،‬أو مغلقة‪،‬‬
   ‫الحديث عن العوالم الحكائية المختلفة‪ ،‬ولكن هذا‬
 ‫التصور يختلف عن دراسة الشخصيات والأحداث‬            ‫ويجعل هذا التصور أي ًضا النص الروائي هو أقرب‬
    ‫في التصورات السابقة‪ ،‬فعلي حين يأتي تصور‬         ‫النصوص إليه‪ ،‬لأن مسألة فصل هذه البنيات فض ًل‬
   ‫«جنيت» بأساسيات الخطاب والتصور السردي‬
  ‫لها كأساس في تحليل النص‪ ،‬ويجعل «جريماس»‬              ‫عن وجودها يحتاج نصو ًصا أكثر انفتا ًحا على‬
    ‫«وبارت» دراسة الأفعال والوظائف من منظور‬         ‫الواقع بأفكارها وفاعليتها‪ ،‬وإيديولوجيتها‪ ،‬فالبني‬
   ‫تفصيلي يختلف ويفصل منطق السرد عن منطق‬
                                                    ‫الخطابية تسهم في التعرف على دلالة النص والمدار‬

                                                    ‫التأويلي الذي يدور العمل في فلكه‪ ،‬كما يعرف إيكو‬

                                                    ‫ما يسمي بالنظائر الخطابية‪ ،‬وهي المتشابهات‬

                                                    ‫التى تلتصق بالأحداث والصفات والشخوص في‬

                                                    ‫النصوص‪ ،‬ويمكن الاعتماد عليها في معرفة الدلالة‬

                                                    ‫العامة لبنى النصوص‪ ،‬ثم ينتقل إلى البنى السردية‬

                                                    ‫بداية من الفاعل السارد ومستويات الحكاية‬

                                                    ‫المختلفة‪ ،‬سواء كانت الأولى أو الثانية‪ ،‬أو الحكاية في‬
   22   23   24   25   26   27   28   29   30   31   32