Page 31 - m
P. 31
29 إبداع ومبدعون
رؤى نقدية
تكون الهيئة والمبني العام للشخصية هو المحرك لها وتتبع مسارها في الحدث ،وبيان كل ما تقوم به
وللإطار الخاص بها. من أدوار على مستويات النص بصفة عامة ،ولكنها
الثاني :اتجاه الوجود المجرد ،بمعني أن يكون وجود في النص الشعري تصبح موضوعات الصوت
الشخصية وجو ًدا مجر ًدا أو وجو ًدا رمز ًّيا ،فهي السارد الفعلي أو الضمني ،ويمكن أن تصبح من
شخصية محكي عنها بواسطة الذوات الأخرى في
النص ،وهذا الغياب يكون مؤث ًرا بدرجة كبيرة في الدلالات المهمة في توجيه النص ،وأي ًضا يمكن
أن تصبح من أدوات التشكيل ،ولكن ذلك يتم في
حركة النص والمدارات التي تمثل الوجوه المختلفة له، النص بفعل السارد المتحكم الوحيد في حركة هذه
ويمكن وصف هذه الشخصية «بالسكون» أو الجمود الشخصيات ،ويصبح من العسير تتبع خطوات
وذلك بسبب نوع الإطار الزماني والمكاني التي تتحرك الشخصية في النص الشعري ،لأن ظهورها على
هيئة أفعال كلامية ،أو أفعال تتصل بالحدث في
فيه. النصوص الشعرية الحكائية ،ولا يتميز هذا التتبع
ثان ًيا :شخصيات غير فاعلة ،وهذه الشخصيات يكون في الغالب عن سماتها من الناحية الشكلية ،وإن كان
إدراكها في النص القصصي عن طريق الحكاية عنها، يمكن التعرف على سيكولوجية هذه الشخصيات
بالبحث في الأثر الخاص بأفعالها ،ويمكن تقسيم
كأحد التفسيرات الخاصة بمنظور الرواية ،أو أحد
التفسيرات الخاصة بمنظور الراوي ،وقد توجد في الشخصيات في النص السردي عدة تقسيمات
كالتالي:
النص على عدد من الأشكال:
الأول :شخصيات ظاهرة تأتي في خلفية الحكاية: أو ًل :شخصيات فاعلة :وهذه الشخصيات ينظر
وهى برغم غيابها النسبي لها بعض التأثير في توجيه إليها في العمل على أنها مؤثرة بصورة ما في بناء
الراوي ،أو في توجيه المنظور السردي ،أو يكون
لها تأثير ما في توقع القارئ بعي ًدا عن حركة النص النص ،ومؤثرة في تطوره وحركة الدلالة فيه،
بصفة عامة ،وكثي ًرا ما ترد مثل هذه الشخصيات وغالبًا ما يمتد تأثيرها على بقية المحاور النصية،
في النصوص الشعرية محددة الإطار الخلفي للنص، وشبكة العلاقات التى تتحدد أو تنفصل عنها كما
وموحية ببعض الدلالات التى تتبع السياق الخارجي
له ،وهي لا تحتاج في مثل هذه الحالة للتعرف على أية يوضح الشكل الآتي:
صفات خاصة بها ،ولكن الحاجة فقط تكون لمعرفة
فعل
السياق النصى وقد تكون في القصة ،أو الرواية
من نتاج الراوي نفسه كأداة لتحويل منظومة القيم ذات صفة
الخاص بالحكاية أو الحدث جهة تأويل ما ،ويحدد علاقة
«جريماس» في نموذجه الشخصية كأحد العناصر في
التركيب العاملي فهي :مرسل ومرسل إليه ،موضوع، دلالة خاصة بها
مساعد ،معارض(.)7 وتكون هذه الشخصيات لها وجه دال في النص بمعني
وتكتسب بذلك دورها من السياق المحكية فيه من أنها تتخذ عدة أسماء أو صفات تلخص هويتها ،أو
خلال ما يلتصق بها من صفات نفسية ،أو صفات يكون لها وجه يعمل كمدلول ،وذلك من مجموعة ما
جسمية. يقال عنها بواسطة جمل متفرقة في النص أو بواسطة
الثاني :شخصيات مبهمة تأتي في السياق الحكائي، تصريحاتها ،وأقوالها ،وسلوكها وقد يكون تأثير
الشخصية نابع من اتجاهين:
وقد تكون هذه الشخصية بمثابة موضوع للفعل، الأول :اتجاه الوجود المحسوس للشخصية ،وفيه
ووظيفة يؤديها ،وقد يمتد تأثيرها -برغم غموضها-
لتصبح أداة فاعلة لشكل ظاهري ،ولكن تصنيفها
يأتي ضمن الشخصيات غير الفاعلة ،لأن وجودها
غير فاعل في الحركة العامة للنص ،ولكن له تأثي ًرا