Page 154 - merit 48
P. 154

‫ديوان الرسائل بالخبر‪،‬‬                                 ‫والحسن‬           ‫حتى ‪ 132‬هجرية‪ ،‬أي حوالي‬
‫فسأل عن كاتبه عياض فقال‏‪:‬‏‬                    ‫البصري عن ‪ 88‬عا ًما‪،‬‬      ‫ثلاثة وثمانين عا ًما‪ ،‬بإنقاص فترة‬
                                             ‫وسفيان الثوري عن ‪61‬‬
   ‫لم يزل محبو ًسا حتى مات‬                  ‫عا ًما‪ ،‬ومحمد بن سيرين‬        ‫خلافة ابن الزبير التي استمرت‬
   ‫هشام‪ ،‬فأرسل إلى الحراق‬                  ‫عن ‪ 80‬عا ًما‪ ،‬وابن شهاب‬                        ‫تسع سنوات‪.‬‬
   ‫أن يحتفظوا بما في أيديهم‬                    ‫الزهري عن ‪ 72‬عا ًما‪.‬‬
‫حتى منعوا هشا ًما من شيء‬                                                    ‫وحين ننظر في أعمار خلفائها‬
   ‫طلبه‏‏‪ .‬ثم خرج بعد موته‬                       ‫وكلهم أعلام عاشوا‬           ‫نجد أنه باستثناء معاوية بن‬
    ‫من الحبس وختم أبواب‬                      ‫نفس الحقبة‪ ،‬والمفترض‬          ‫أبي سفيان الذي ع َّمر ‪ 78‬عا ًما‬
‫الخزائن‏‪.‬‏ ثم كتب الوليد من وقته‬            ‫منطقيًّا أن تتوافر الرعاية‬     ‫فإن الأغلبية الغالبة منهم مات‬
 ‫إلى عمه العباس بن عبد الملك أن‬      ‫الصحية في أعلى درجاتها للملوك‬         ‫عن أعمار قصيرة نسبيًّا فيزيد‬
  ‫يأتي الرصافة فيحصي ما فيها‬          ‫والأمراء بالمقارنة بمجايليهم من‬       ‫بن معاوية مات عن ‪ 36‬عا ًما‪،‬‬
  ‫من أموال هشام وولده وعماله‬          ‫الشعراء والفقهاء وعامة الناس‪،‬‬       ‫ومعاوية بن يزيد عن ‪ 22‬عا ًما‪،‬‬
    ‫وخدمه‪ ،‬إلا مسلمة بن هشام‬              ‫ولا يعقل أن يكون متوسط‬         ‫ومراون بن الحكم عن ‪ 63‬عا ًما‪،‬‬
     ‫فإنه كان يراجع أباه بالرفق‬      ‫الأعمار القصير في معظم الخلفاء‬      ‫وعبد الملك عن ‪ 60‬عا ًما‪ ،‬والوليد‬
‫بالوليد‪ ،‬فانتهى العباس لما أمر به‬
                                                ‫من قبيل المصادفات‪.‬‬             ‫بن عبد الملك عن ‪ 50‬عا ًما‪،‬‬
                     ‫الولي‏د»(‪.)1‬‬                                        ‫وسليمان عن ‪ 45‬عا ًما‪ ،‬وعمر بن‬
     ‫بينما توجد الرواية بتفاصل‬         ‫أجواء وفاة هشام‬                    ‫عبد العزيز عن ‪ 40‬عا ًما‪ ،‬ويزيد‬
  ‫أوسع عند الطبري الأقدم زمنيًّا‬
                                          ‫وعلى سبيل المثال‪ ،‬يرد خبر‬         ‫عن ‪ 34‬عا ًما‪ ،‬وهشام عن ‪53‬‬
                     ‫كما يأتي‪:‬‬       ‫وفاة هشام بن عبد الملك عند ابن‬        ‫عا ًما‪ ،‬والوليد بن يزيد عن ‪36‬‬
 ‫(ذكر الخبر عن العلة التي كانت‬        ‫خلدون كما يأتي‪« :‬وأراد هشام‬          ‫عا ًما‪ ،‬ويزيد بن الوليد عن ‪40‬‬
                                                                        ‫عا ًما‪ ،‬ومات أخر الحكام الأمويين‬
                     ‫بها وفاته)‬          ‫خلعه (أي الوليد) فلم يمكنه‏‏‪.‬‬     ‫مروان بن محمد عن ‪ 60‬عا ًما‪.‬‬
   ‫«حدثني سالم أبو العلاء‪َ ،‬قا َل‪:‬‬        ‫وكان يضرب من يأخذه في‬           ‫فإذا نظرنا نظرة عامة في أعمار‬
   ‫خرج علينا هشام ْبن عبد الملك‬        ‫صحبته‪ ،‬فخرج الوليد في ناس‬             ‫معاصري الدولة الأموية من‬
                                         ‫من خاصته ومواليه‪ ،‬وخلف‬          ‫الشعراء والفقهاء ومن هم خارج‬
     ‫يو ًما وهو كئيب‪ ،‬يعرف ذلك‬         ‫كاتبه عياض بن مسلم ليكاتبه‬         ‫دائرة الحكم نجد ما يأتي‪ :‬مات‬
    ‫فيه‪ ،‬مسترخ عليه ثيابه‪ ،‬وقد‬      ‫بالأحوال‪ ،‬فضربه هشام وحبسه‏‏‪.‬‬       ‫جرير عن ‪ 77‬عا ًما‪ ،‬والفرزدق عن‬
  ‫أرخى عنان دابته‪ ،‬فسار ساعة‬        ‫ولم يزل الوليد مقي ًما بالبرية حتى‬   ‫‪ 72‬عا ًما‪ ،‬والاخطل عن ‪ 70‬عا ًما‪،‬‬
                                      ‫مات هشام‪ ،‬وجاءه مولى بكتاب‬        ‫وعمر بن أبي ربيعة عن ‪ 70‬عا ًما‪،‬‬
      ‫ثم انتبه‪ ،‬فجمع ثيابه وأخذ‬         ‫سالم بن عبد الرحمن صاحب‬           ‫ورؤبة بن العجاج عن ‪ 78‬عا ًما‪،‬‬
   ‫بعنان دابته‪ ،‬وقال للربيع‪ :‬ادع‬                                         ‫وسعيد بن المسيب عن ‪ 79‬عا ًما‪،‬‬
 ‫الأبرش‪ ،‬فدعي فسار بيني وبين‬
‫الأبرش‪ ،‬فقال له الأبرش‪ :‬يا أمير‬
   149   150   151   152   153   154   155   156   157   158   159