Page 157 - merit 48
P. 157
155 تجديد الخطاب
من علماء الفترة ذات الموضوع يوحنا بن ماسويه
بدراسات موسعة .ويكفى أن
نذكر ما ورد عن اغتيال الرشيد طبيب عالم له مصنفات كثيرة علي (إن لله جنو ًدا من عسل) ،كما
لإدريس مؤسس دولة الأدارسة في الطب .ومنها كتاب بعنوان يمكننا فهم مساحة الدور الذي
العلوية بالمغرب عن طريق سم لعبه السم فى تلك القرون على
في عطر ،عن طريق أحد عملائه (السموم وعلاجها)(.)5
كما ورد في (الاستقصا لأخبار ولا عجب أن تشيع الأبحاث ضوء هلع الحكام منه ،حتى يذكر
العلمية المتعلقة بالسموم مبك ًرا، أن يوحنا بن ماسويه الطبيب
المغرب الأقصى) لأحمد بن الشهير كان يقوم على موائد
خالد الناصري ،وسواء صدقت فقد خصص عالم الكيمياء العباسيين لا يتناولون طعاما
هذه الرواية أم لم تصدق فهي العربي الأشهر جابر بن حيان
تشير إلى مدى التوسع في أبحاث ولا شرابا إلا تحت إشرافه ،وهو
السموم ومتعلقاتها ،وغالبًا ما كتا ًبا للسموم ،وتناول غيره
يكون ذلك بدعم السلطة التي
تحتاج كثي ًرا إلى قاتل صامت
تلتبس أعراض فعله بأعراض
المرض التي يمكن أن يتعرض لها
أي إنسان.
قد يهتم البعض بنفي مقتل
كثيرين من قادة التاريخ
الإسلامي بالسم ،ويجهد نفسه في
ذلك ،لكن الحقيقة التي تظل ماثلة
تستوجب التفكير هي متوسط
الأعمار القصيرة لخلفاء القرون
الأولى بالمقارنة بمجايليهم ،وإذا
كانت الانقلابات والتناحرات
التي أودت بحياة بعضهم؛ فإن
الغموض الذي يحيط بنهايات
آخرين يجعلنا نميل بعض الميل
لأخبار السم التي تنتشر فى كثير
من كتب التراث ،سواء كان السم
في العسل أو في غير العسل
المراجع:
-1تاريخ ابن خلدون ،ص 655دار
الأفكار.
-2تاريخ الطبري ج 7أحداث سنة .125
-3البداية والنهاية لابن كثير ،ج،12
ص.715
-4تاريخ الطبري ،ج ،8ص.207
-5الفهرست لابن النديم ،ص.354