Page 153 - merit 48
P. 153

‫‪151‬‬  ‫تجديد الخطاب‬

                                  ‫أحمد الزلوعي‬

     ‫أعمار الخلفاء والسم‬
               ‫في العسل‬

             ‫والفكرية والثقافية‪.‬‬             ‫القائمين على رسمها‪.‬‬    ‫نقارب حد ًثا أو ظاهرة‬           ‫حين‬
  ‫وعلى ضوء ما وصفناه بصلابة‬          ‫ومن يطالع تاريخنا الإسلامي‬     ‫يلزمنا جمع المعلومات‬

   ‫المعلومات تعتبر أعمار الخلفاء‬       ‫في مدوناته الأشهر والأكثر‬          ‫الصلبة أو ًل‪ ،‬ثم‬
  ‫من أشد المعلومات صلابة نظ ًرا‬     ‫كلاسيكية سيجد على ذلك عد ًدا‬       ‫محاولة استنطاقها‬
                                  ‫كبي ًرا من الأمثلة والشواهد‪ .‬ومن‬    ‫بأكبر قدر ممكن من‬
       ‫لبعدها عن أهواء المدونين‪،‬‬   ‫قبيل ذلك رصدنا لأعمار الخلفاء‬    ‫الحياد‪ .‬ونعني بصلابة المعلومات‬
    ‫وصعوبة التلاعب بها كحدث‬          ‫في الفترتين الأموية والعباسية‬    ‫موثوقيتها على اختلاف أشكال‬
     ‫تاريخي‪ ،‬فض ًل عن ارتباطها‬      ‫الأولى‪ ،‬وقراءة ذلك في إطار كلي‬
 ‫بوثائق رسمية مختلفة المصادر‪،‬‬       ‫متسق‪ ،‬مما قد يلفت الانتباه إلى‬        ‫التوثيق‪ .‬وكثي ًرا ما تختلف‬
 ‫وأحداث تاريخية واقعية في أغلب‬       ‫ملاحظات مهمة‪ ،‬ولا يخفى ما‬      ‫الصورة الذهنية الآنية عن حدث‬
                                  ‫للفترتين من أهمية تأسيسية فيما‬    ‫تاريخي عما كان عليه في الواقع‪،‬‬
                       ‫الأحيان‪.‬‬                                      ‫ومرجع ذلك لأسباب أهمها أنها‬
                                      ‫لحقهما من حقب على مختلف‬       ‫في عمومها ُترسم قص ًدا لبلوغ أو‬
‫الدولة الأموية وخلفاؤها‬                ‫الأصعده السياسية والدينية‬    ‫تبليغ معنى بعينه يخدم مصلحة‬

    ‫حكمت الدولة الأموية من ‪41‬‬
   148   149   150   151   152   153   154   155   156   157   158