Page 242 - merit 48
P. 242
العـدد 48 240
ديسمبر ٢٠٢2 وبالفعل نجحوا في ذلك ،إذ
لم ينتظروا حتى تتحسن
خطوة ،فيكسب المجتمع لعيوب فنية ،أو لارتباطها الأوضاع أو قدموا أفلا ًما
المحلي ،ويستطيع التقدم بسياسات دعائية للنظام لا تستحق المشاهدة ،بل
أو غير ذلك ،حيث تتدفق قاوموا ذلك ،وتكيفوا مع
على المستوى العالمي، ميزانية الدولة والحرس هذه المحاذير ،وفضل
كاس ًرا بذلك القواعد الثوري على إنتاج الأفلام البعض منهم المنفى بحثًا
السينمائية أحيا ًنا ،فمث ًل الدينية والوطنية والدعائية عن حرية فنية أكبر.
قدرة السينمائي الإيراني وغيرها ،وعبر منظمة أوج
على عدم التفات المشاهد وتظهر مقاومة الظروف في
على ارتداء طفلة لا يتخطى للفنون والإعلام ،يمرر أمثلة عديدة منها إنتاج فيلم
عمرها 6سنوات الحجاب الحرس الثوري رسائله من «انفصال» لأصغر فرهادي،
أكثر من القصة تعد نجا ًحا
باه ًرا للسينما الإيرانية. خلال الأفلام(.)19 الذي نجح في تصويره
وختا ًما؛ إن الارتباك في داخل إيران ،وهي يحكي
ويمكن القول إن الحالة الإيرانية التي تتسم قصة عائلة في طور التفكك
السينمائي الإيراني قرر بالمتناقضات منطقي ،فمع
معالجة الرقابة والحواجز النظام الإسلامي الرافض بسبب الطلاق ،مما عد
لأبسط المعايير السينمائية، انطلاقة جديدة في السينما
بالسينما ،حتى عندما استطاع السينمائي الإيراني
وضع تحت الإقامة كسر الحواجز ،ومقاومة الايرانية على المستوى
الرقابة ،والالتفاف عليها، العالمي.
الجبرية ،أو اختار منفى بمعالجة قضايا مجتمعه
حتى يستمر ،أما النظام الصغيرة ،التي تعد نواة فيما فاز المخرج جعفر
مجتمعه الكبير ،غير معتمد بناهي ،بجائزة الدب الذهبي
فيستفيد من صعود في مهرجان برلين عن فيلم
الأفلام الإيرانية إلى في ذلك على الصورة
منصات التتويج دعائيًّا، المبهرة ،أو أحدث المعدات «تاكسي» في الوقت الذي
وفي نفس الوقت يحاول حكم عليه بالسجن عشرين
السيطرة على المشهد السينمائية ،أو ميزانية عا ًما ،مع منعه من تصوير
السينمائي في الداخل ،لكن الإنتاج الهائلة ،وإنما الأفلام ،بعد إنتاج وثائقي
في النهاية تبقى السينما حول تظاهرات عام ،2009
قرا ًرا للسينمائيين مهما بمعايير سينمائية بسيطة، احتجا ًجا على إعادة انتخاب
كانت الظروف ،وإيران قادرة على تقديم حبكة
الرئيس المحافظ محمود
نموذج لذلك درامية إنسانية واقعية تمثل أحمدي نجاد(.)18
المجتمع ،يطورها خطوة
وهنا تجب الإشارة إلى أن
الوجود المكثف للأفلام
الإيرانية في المهرجانات
العالمية لا يغطي سوى
جز ًءا صغي ًرا من الأفلام
التي يتم إنتاجها في إيران،
ففي مقابل هذه الأفلام
هناك العشرات من الأفلام
الإيرانية التي لا تعبر
الحدود من الأصل ،سواء