Page 247 - merit 48
P. 247

‫‪245‬‬           ‫الملف الثقـافي‬

‫زحلة شديتالب‬  ‫تهمينة ميلاني‬   ‫آية الله مطهري‬                     ‫علمانية‪ ،‬وأنتجتها نساء‬
                                                                 ‫غادرن إيران بعد الثورة‬
 ‫قادرة على تحمل حضانة‬           ‫مليو ًنا خلال الثمانينيات‪،‬‬       ‫وكتبن من خارج البلاد‪.‬‬
    ‫هؤلاء الأطفال‪ ،‬إلا أنه‬     ‫وكان نصف السكان دون‬             ‫داخل إيران‪ ،‬كانت الحركة‬
    ‫كان من النادر أن يتم‬        ‫سن العشرين‪ .‬وقد شكل‬             ‫النسوية‪ ،‬التي نمت خلال‬
   ‫التخلي عن بعض هؤلاء‬          ‫ذلك تحديات هائلة للدولة‬          ‫الستينيات والسبعينيات‬
                                                              ‫من القرن الماضي‪ ،‬مشلولة‬
 ‫الأطفال‪ .‬بشكل عام‪ ،‬أدت‬             ‫في توفير بنية تحتية‬       ‫إلى حد كبير (مثل الحركات‬
  ‫الاضطرابات الاجتماعية‬       ‫تعليمية واجتماعية مناسبة‪.‬‬          ‫الاجتماعية الأخرى التي‬
                               ‫في الوقت نفسه‪ ،‬لم تسمح‬
      ‫التي سببتها الحرب‬                                            ‫كان لها دور فعال في‬
  ‫والسياسات الاجتماعية‬          ‫القوانين المقيدة لمهن المرأة‬      ‫نجاح الثورة)‪ ،‬وتركت‬
                               ‫بالعديد من النساء الأرامل‬           ‫في حالة صدمة وعدم‬
     ‫‪-‬التي أدت إلى تفاقم‬                                         ‫تصديق بسبب تهميشها‬
‫الوضع بد ًل من تخفيفه‪-‬‬             ‫خلال الحرب العراقية‬            ‫من السياسة العامة في‬
                                 ‫الإيرانية بإعالة أنفسهن‪،‬‬       ‫فترة ما بعد الثورة‪ ،‬حين‬
       ‫إلى ارتفاع معدلات‬       ‫واضطرت العديد منهن إلى‬          ‫تم وصم النشاط النسائي‬
  ‫الجريمة‪ ،‬وتزايد تعاطي‬       ‫اللجوء إلى الدعارة أو غيرها‬      ‫الحازم بأنه غير إسلامي‪.‬‬
‫المخدرات‪ ،‬والإجهاض غير‬                                         ‫كانت النساء اللاتي تركن‬
‫القانوني‪ ،‬وتدهور كبير في‬          ‫من مصادر الدخل غير‬           ‫في المناصب العامة المؤثرة‬
                                              ‫القانونية‪.‬‬        ‫(معظمهن من البرلمانيات‬
        ‫الوضع الصحي‪.‬‬                                              ‫والسياسيات البلديات)‬
‫وكلما أصبح فشل النظام‬              ‫في حين طالب القانون‬              ‫يمتثلن للنظام إلى حد‬
                                     ‫الرسمي المستند إلى‬       ‫كبير‪ .‬في أواخر الثمانينيات‬
  ‫في السياسة الاجتماعية‬                                           ‫فقط‪ ،‬سيغامر المحامون‬
 ‫واض ًحا‪ ،‬كان من الصعب‬           ‫الشريعة بإعادة حضانة‬               ‫والأساتذة والفنانون‬
                               ‫الأطفال إلى عائلة الزوج في‬        ‫والصحفيون في الفضاء‬
  ‫قمع التحديات المفصلية‬        ‫حالة وفاته‪ ،‬لم تكن العديد‬         ‫العام‪ ،‬حيث سيسمحون‬
   ‫للتشريعات القائمة على‬                                            ‫لأنفسهم بالتشكيك –‬
  ‫الشريعة‪ .‬كان على علماء‬         ‫من العائلات مستعدة أو‬        ‫صراح ًة‪ -‬في سياسة النظام‬
                                                                ‫تجاه القضايا الاجتماعية‬
                                                               ‫والأسرية‪ .‬بينما كان نظام‬
                                                              ‫بهلوي قد دافع عن الأسرة‬
                                                                ‫المكونة من طفلين‪ ،‬تخلت‬
                                                                ‫الجمهورية الإسلامية عن‬
                                                               ‫أي نوع من وسائل تحديد‬
                                                              ‫النسل‪ ،‬وشجعت ‪-‬في ضوء‬
                                                                   ‫الحرب‪ -‬على الإنجاب‪.‬‬
                                                              ‫نما عدد سكان إيران بنسبة‬
                                                               ‫‪ ٪70‬إلى ما يقرب من ‪60‬‬
   242   243   244   245   246   247   248   249   250   251   252