Page 245 - merit 48
P. 245

‫‪243‬‬  ‫الملف الثقـافي‬

‫ورجال الدين الإصلاحيين‪،‬‬        ‫الحركة استخدام حججهم‬             ‫السنوات الكبرى للتعبئة‬
‫تحولت الصحف إلى جهات‬              ‫لصالح أهدافها‪ ..‬كانت‬       ‫الاجتماعية في إيران‪ ،‬أواخر‬
                                 ‫الوسيلة السائدة في هذا‬
     ‫فاعلة لم تكن مرتبطة‬            ‫المسعى هي الصحافة‬           ‫الستينيات والسبعينيات‪.‬‬
  ‫بالحركة من قبل‪ .‬علاوة‬            ‫النسائية‪ ،‬حيث وفرت‬             ‫كان هذا التطور نتيجة‬
‫على ذلك‪ ،‬فإن تنظيم الجدل‬
   ‫الإصلاحي في الصحافة‬         ‫منتدى لنشر وتوزيع مثل‬            ‫لإلحاح قضايا المرأة التي‬
   ‫النسائية قد م َّكن النساء‬    ‫هذه الحجج والدعوة لها‪.‬‬              ‫ظهرت خلال الحرب‬
                                                                      ‫العراقية الإيرانية‪.‬‬
       ‫من ذوات الخلفيات‬             ‫في سياق دمج مناهج‬
‫العلمانية والدينية ‪-‬على حد‬           ‫إصلاحية محددة في‬          ‫إن «عدم القدرة» الواضح‬
                              ‫مجموعة مطالبها‪ ،‬استفادت‬          ‫للشريعة الإسلامية ‪-‬كما‬
  ‫سواء‪ -‬من الانخراط فيه‬             ‫الحركة النسائية من‬          ‫هي مطبقة في إيران‪ -‬في‬
  ‫على اختلاف مستوياتهن‬         ‫الخطاب الديني الإصلاحي‬        ‫معالجة المشاكل الاجتماعية‬
 ‫المهنية‪ ،‬وبالتالي إثراء ذلك‬    ‫الأوسع والحجج المحددة‬           ‫للمجتمع الإيراني‪ ،‬دفعت‬
‫الجدل بالحجج المنبثقة عن‬        ‫المتعلقة بالنوع الاجتماعي‬
 ‫مناهج أخرى غير الشرع‬         ‫الواردة فيه‪ ،‬من أجل تعزيز‬             ‫النساء باستمرار إلى‬
                                 ‫وتحسين وضع المرأة في‬            ‫الشروع في نقاش حول‬
               ‫الإسلامي‪.‬‬       ‫الجمهورية الإسلامية‪ .‬لقد‬         ‫التطبيق المناسب للشرع‪،‬‬
        ‫في ثنايا هذا المقال‪،‬‬  ‫ساهمت الصحافة النسائية‪،‬‬
    ‫سوف نلقي نظرة على‬               ‫بشكل كبير‪ ،‬في جلب‬               ‫وشرعية التفسيرات‬
   ‫وضع المرأة قبل الثورة‬       ‫النقاش حول إعادة تفسير‬                ‫الرسمية للنصوص‬
  ‫وبعدها‪ ،‬ونصف بإيجاز‬         ‫النصوص الدينية إلى العلن‪،‬‬         ‫الإسلامية الأساسية من‬
    ‫كيف كشفت التطورات‬          ‫وبالتالي استحضار بيئتها‬          ‫قبل رجال الدين الشيعة‪.‬‬
 ‫الاجتماعية في الثمانينيات‬    ‫الأكاديمية والكتابية المنعزلة‬         ‫ربما من خلال تعلم‬
    ‫والتسعينيات عن عدم‬              ‫إلى مجال عام أوسع‬           ‫دروس الخلاف في نظام‬
‫تطبيق الشريعة الإسلامية‬                                      ‫ثيوقراطي؛ اتبعت الناشطات‬
‫بشكل كاف‪ .‬كما سنناقش‬                            ‫وأشمل‪.‬‬         ‫اللجوء إلى التفكير الديني‬
    ‫بعد ذلك تطور الحراك‬       ‫سيتم التركيز في هذا المقال‬       ‫منذ أوائل التسعينيات‪ ،‬في‬
    ‫النسائي على الرغم من‬                                       ‫محاولة لاستخدام وإعادة‬
      ‫سياسات الانضباط‪،‬‬             ‫على الاتجاه المتزايد في‬      ‫تفسير الإسلام من أجل‬
     ‫والتعاون المتزايد بين‬       ‫الحركة النسائية لتقديم‬         ‫المطالبة بمزيد من أحكام‬
       ‫النشطاء العلمانيين‬       ‫مفاهيم أكثر مساواة على‬        ‫المساواة في كل من القانون‬
      ‫والدينيين‪ ،‬محاولين‬                                        ‫المدني والجنائي والإطار‬
   ‫كشف الحجج الرئيسية‬              ‫أساس إعادة التفسير‬
   ‫التي تناولتها الصحافة‬          ‫الإسلامي في الصحافة‬                        ‫المؤسسي‪.‬‬
    ‫النسائية‪ ،‬واستعراض‬            ‫النسائية‪ ،‬بالاعتماد على‬      ‫بما أن النساء مستبعدات‬
         ‫مصادر الشريعة‬             ‫المناقشات التي تحدث‬         ‫من الوصول إلى المناصب‬
     ‫الإسلامية وكيف يتم‬            ‫عادة في وسائل إعلام‬         ‫الدينية التي من شأنها أن‬
 ‫الطعن جزئيًّا في شرعيتها‬          ‫دينية محددة دون أن‬           ‫تمنحهن سلطة الانخراط‬
  ‫في النقاش‪ .‬أخي ًرا‪ ،‬سوف‬         ‫يلاحظها أحد من عامة‬          ‫في إعادة التفسير المعترف‬
      ‫نلقي نظرة على دور‬        ‫الناس بوضوح‪ .‬من خلال‬
  ‫الصحافة النسائية كأداة‬      ‫الجمع بين النساء المتدينات‬          ‫به للنصوص المقدسة‪،‬‬
                                                                 ‫فقد اعتمد هذا اللقاء إلى‬
                                    ‫والنشطاء العلمانيين‬        ‫حد كبير على رجال الدين‬
                                                              ‫الإصلاحيين‪ ،‬الذين تعلمت‬
   240   241   242   243   244   245   246   247   248   249   250