Page 261 - merit 48
P. 261

‫‪259‬‬                ‫الملف الثقـافي‬

‫كريستيان بوتكرايت‬  ‫صادق زيبا كلام‬  ‫راؤول موتكا‬                    ‫المشكلة الرئيسية‬
                                                                 ‫كانت القمع والدولة‬
     ‫الإسلامية نعم أو لا»‪.‬‬           ‫أمر لم يكن في ذهن سوى‬
     ‫«حقيقة وجود الدولة‬            ‫القليلين‪ ،‬يذكر ريحايي البالغ‬       ‫البوليسية‬
  ‫الإسلامية هنا‪ ،‬كان ينظر‬
   ‫إليها من قبل الليبراليين‬            ‫من العمر ‪ 70‬عا ًما «كان‬         ‫والواقع أن حقيقة أن‬
 ‫على أنها عودة إلى التقاليد‬          ‫معظم الناس ببساطة ضد‬            ‫الرئيس الأمريكي آنذاك‬
 ‫دون أي حديث عن إدخال‬                                                ‫جيمي كارتر دعم الشاه‬
      ‫الشريعة الإسلامية‪.‬‬                       ‫النظام الحالي»‪.‬‬    ‫بشكل واضح في نهاية عام‬
     ‫ودعمتها أجزاء كبيرة‬             ‫«لم يكن غير المتعلمين ولا‬      ‫‪ 1977‬لم تكن بالضرورة‬
   ‫من قوى المعارضة غير‬                ‫المتعلمين يدركون السبب‬       ‫مساعدة له‪« :‬بفضل حكم‬
‫الإسلامية أو في هذه الحالة‬           ‫الحقيقي لثورتهم‪ ،‬لم يكن‬          ‫الشاه العظيم أصبحت‬
     ‫القوى المنتصرة بفعل‬           ‫لدى الناس أهداف ملموسة‪،‬‬          ‫إيران بقعة من الاستقرار‬
    ‫الاستفتاء»‪ ..‬كما يقول‬                                          ‫في واحدة من أكثر المناطق‬
   ‫راؤول موتيكا من معهد‬                 ‫فقط الأتقياء بقوا خلف‬    ‫اضطرا ًبا في العالم‪ ،‬لجلالتهم‬
                                           ‫قادتهم وخططهم»‪.‬‬
        ‫اسطنبول للشرق‪.‬‬                                                 ‫تحية عظيمة؛ لحكمهم‬
   ‫ووف ًقا للأرقام الرسمية‬              ‫في ذلك الوقت لم يردد‬     ‫الاحترام والمحبة التي أبداها‬
 ‫ص َّوت أكثر من ‪ 98‬بالمائة‬           ‫أحد شعارات مثل «تسقط‬
                                   ‫إسرائيل» أو الموت «للولايات‬        ‫لهم الشعب الإيراني»‪.‬‬
     ‫بنعم‪ .‬لأنه‪ ،‬كما يقول‬                                         ‫منذ أيلول‪ /‬سبتمبر ‪1978‬‬
  ‫عالم السياسة في طهران‬                 ‫المتحدة الأمريكية» جاء‬
  ‫صادق زيبا كلام‪« :‬كانت‬                 ‫ذلك في وقت لاحق بعد‬         ‫كانت المظاهرات الشعبية‬
                                    ‫سقوط النظام بعدما أجرى‬            ‫المنظمة تحظى بشعبية‬
    ‫إحدى النقاط الرئيسية‬           ‫الخميني استفتا ًء على الشكل‬
    ‫لانتقاد نظام الشاه هي‬             ‫الجديد للحكومة في نهاية‬        ‫كبيرة‪ ،‬على الرغم من أن‬
                                     ‫آذار‪ /‬مارس ‪ 1979‬وكان‬          ‫الناس لم يضطروا للجوع‬
                                        ‫«التصويت للجمهورية‬
                                                                      ‫كما يقول البروفيسور‬
                                                                  ‫صادق زيبا كلام‪ ،‬ولم يكن‬
                                                                  ‫معظم الإيرانيين متعصبين‬
                                                                  ‫دينيًّا أي ًضا‪ .‬لم تكن المشاكل‬
                                                                  ‫الاقتصادية أو الثقافية هي‬
                                                                   ‫السبب في أن الناس كانوا‬
                                                                   ‫ضد نظام الشعب‪ ،‬كما أن‬
                                                                   ‫مشكلة الشاه لا علاقة لها‬
                                                                 ‫بمحلات الخمور أو النوادي‬

                                                                      ‫الليلية أو النساء اللاتي‬
                                                                 ‫يرتدين تنانير قصيرة‪ ،‬كانت‬
                                                                  ‫المشكلة الرئيسية هي القمع‬

                                                                     ‫والدولة البوليسية التي‬
                                                                             ‫أنشأها الشاه‪.‬‬

                                                                      ‫في ذلك الوقت لم يهتف‬
                                                                  ‫أحد بسقوط إسرائيل‪ ،‬وهو‬
   256   257   258   259   260   261   262   263   264   265   266