Page 259 - merit 48
P. 259

‫‪257‬‬  ‫الملف الثقـافي‬

‫إيران ‪ 1979‬واليوم‪ ..‬ما تبقى من الثورة!‬   ‫شباط‪ /‬فبراير لم يكن‬             ‫التمرد ضد‬
                                        ‫أحد يشك في أن الأمور‬          ‫نظام الشاه إلى‬
                                   ‫أدى‬‫يمكن أن تزداد سو ًءا بعد‬      ‫الثورة الإسلامية‬
                                      ‫نظام الشاه‪« :‬كان السبب‬
                                                                        ‫في إيران عام‬
                                           ‫الرئيسي للتمرد على‬      ‫‪1979‬م‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬تطورت‬
                                      ‫النظام هو القمع‪ ،‬والدافع‬
                                      ‫وراء المعارضة الدينية هو‬       ‫البلاد بشك ٍل مختلف عما‬
                                                                       ‫تمناه غالبية المتظاهرين‬
                                        ‫نفسه بالنسبة للمثقفين‬          ‫في ذلك الوقت‪ .‬كثير من‬
                                       ‫والكتاب والطلاب؛ غياب‬         ‫الإيرانيين حتى اليوم غير‬
                                                                    ‫راضين عن حكومتهم‪ .‬هل‬
                                           ‫الحرية والانتخابات‬      ‫هناك أوجه تشابه مع عشية‬
                                      ‫الحرة من جهة‪ ،‬والسجناء‬          ‫الثورة قبل أربعين عا ًما؟‬
                                      ‫السياسيين والتعذيب من‬          ‫في الحادي عشر من شهر‬
                                                                      ‫شباط عام ‪1979‬م‪ ،‬ظهر‬
                                                 ‫جهة أخرى»‪.‬‬          ‫شكل جديد من الحياة في‬
                                                                     ‫إيران‪ .‬ساب ًقا كان الشعب‬
                           ‫زعيم ثوري في المنفى‬                     ‫يطارد حاكمه المكروه خارج‬
                                ‫في فرنسا‬
                                                                                      ‫البلاد‪.‬‬
     ‫كريستيان بوتكرايت‬                        ‫ولكن كيف يمكن‬          ‫بعد قرار الشاه‪ ،‬عاد روح‬
                                      ‫للديمقراطيين والشيوعيين‬
     ‫ترجمته عن الألمانية‪:‬‬                                              ‫الله الخميني من المنفى‪.‬‬
                                        ‫والليبراليين أن يسمحوا‬     ‫مؤسس جمهورية الخميني‬
     ‫مثال سليمان (سوريا)‬              ‫لبلادهم بالوقوع في أيدي‬
                                      ‫الملالي‪ ،‬لماذا تحولت الثورة‬      ‫الإسلامية‪ ،‬التى لا تزال‬
                                                                         ‫قائمة حتى اليوم‪ ،‬بدأ‬
                                         ‫إلى ثورة إسلامية؟ «لم‬
                                          ‫تكن الثورة الإسلامية‬      ‫التغيير الأكثر جذرية الذي‬
                                         ‫في عام ‪ 1979‬تعني أن‬        ‫شهدته إيران على الإطلاق‪،‬‬
                                      ‫الإيرانيين يريدون حكومة‬
                                                                      ‫كما يقول عالم السياسة‬
                                            ‫إسلامية‪ ،‬أو إدخال‬             ‫في طهران ‪Sadegh‬‬
                                         ‫الشريعة الإسلامية أو‬
                                       ‫الحجاب الإلزامي للنساء‬           ‫‪« :zibakalam‬إذا جاء‬
                                          ‫أب ًدا‪ ،‬ببساطة لن يرى‬       ‫الأجانب الآن ولم يعرفوا‬
                                          ‫الإيرانيون أي تناقض‬      ‫شيئًا عن أحداث عام ‪1979‬‬
                                         ‫بين الإسلام والحكومة‬      ‫وكلمات الخميني وغيره من‬
                                         ‫الديمقراطية» كما يقول‬     ‫القادة‪ .‬يجب أن يكون لديهم‬
                                           ‫صادق زيباكالام من‬          ‫انطباع بأن هدف الثورة‬
                                                                   ‫كان تدمير الولايات المتحدة‬
                                                ‫جامعة طهران‪.‬‬       ‫والإطاحة بنظام ذلك الوقت‬
                                       ‫لم يكن هناك ذكر لهذا في‬      ‫وإنشاء جمهورية إسلامية‬

                                        ‫البداية‪ ،‬يقول زيبا كلام‬         ‫كما هو الحال في دول‬
                                        ‫«إ َّن الزعيم الثوري روح‬                     ‫أخرى»‪.‬‬
                                        ‫الله الخميني ‪-‬الذي أدار‬
                                                                          ‫في الحادي عشر من‬
   254   255   256   257   258   259   260   261   262   263   264