Page 254 - merit 48

‫العـدد ‪48‬‬ ‫‪252‬‬

‫ديسمبر ‪٢٠٢2‬‬ ‫وغيرها‪.‬‬
‫قدم كبير المفكرين‬
‫يجب اعتبارها تفسيرات‬ ‫تقديم تفسيرات تمييزية‬ ‫الإصلاحيين في إيران‪،‬‬
‫وبالتالي يمكن اعتبارها‬ ‫ضد المرأة؛ هذه ليست‬ ‫الفيلسوف «عبد الكريم‬
‫قابلة للتحدي‪ .‬هنا تدعمه‬ ‫تفسيرات دينية‪ ،‬لكنها‬ ‫سروش»‪ ،‬للمجتمع العلمي‬
‫استنتاجات الراحل آية الله‬ ‫الشيعي ذي العقلية‬
‫مطهري الذي اعتبر بالمثل‬ ‫تفسيرات معرفية‪ .‬أنا أدافع‬ ‫الإصلاحية‪ ،‬وسيلة‬
‫أن الحديث من مصدر‬ ‫عن موقفي ضد من يقول‬ ‫حاسمة للشروع في‬
‫بشري‪ .‬جادل بعض علماء‬ ‫تحديات النصوص مثل‬
‫الدين بأنه حتى القرآن‬ ‫إنني أشكك في الدين‪ ،‬فأنا لا‬ ‫الفقه والشريعة‪ ،‬من خلال‬
‫يجب أن يدرس بمنهج‬ ‫أشكك في الدين‪ ،‬إنما أشكك‬ ‫الإصرار على التمييز بين‬
‫في الأفكار الدينية الخاطئة‪.‬‬ ‫الدين والمعرفة الدينية‪،‬‬
‫تفسيري‪.‬‬ ‫أي الإسلامية‪ .‬بينما ُيعبر‬
‫نتيجة لحجج سروش‪،‬‬ ‫يخضع التفسير الديني‪،‬‬ ‫عن الأول في النصوص‬
‫يمكن الآن تصوير التفسير‬ ‫وفقا لـ»سروش»‪ ،‬للتدقيق‬ ‫الأساسية (القرآن والحديث‬
‫وتعليم الأئمة في رأيه)‪،‬‬
‫علنًا على أنه مرتبط‬ ‫مثل أي تخصص علمي‬ ‫تمثل المعرفة الدينية دراسة‬
‫بزمن محدد ونسبي في‬ ‫آخر‪« :‬نظ ًرا لأن تفسير‬ ‫النصوص الأساسية‪،‬‬
‫الجمهورية الإسلامية‪.‬‬ ‫النص اجتماعي بطبيعته‬ ‫وتضم أدب الشريعة‬
‫تذهب مير حسيني إلى‬ ‫ويعتمد على مجتمع الخبراء‪،‬‬ ‫والفقه‪ .‬إن الاعتراف بأن‬
‫مثل جميع أنشطة التعلم‪،‬‬ ‫الدين والمعرفة الدينية‬
‫حد القول إن «رجال‬ ‫فسيكون كيا ًنا ديناميكيًّا‬ ‫ليسا متطابقين كان له‬
‫الدين يجب أن يعترفوا‬ ‫تأثير حاسم‪ ،‬وهو أن‬
‫مستق ًّل‪ ،‬مستخل ًصا‬ ‫القضايا المتعلقة بإصلاح‬
‫بأن فهمهم للشريعة‬ ‫من المفسرين الفوريين‬ ‫الإسلام يمكن معالجتها‬
‫عرضة للتغيير‪ ،‬وإنهم‬ ‫الفرديين؛ يحتوي على أفكار‬ ‫دون المساس بقدسية الدين‬
‫يجب أن يجدوا حج ًجا‬ ‫صحيحة وخاطئة‪ ،‬مؤكدة‬
‫جديدة‪ ،‬وإلا يجب عليهم‬ ‫ومشكوك فيها‪ ،‬وبناء عليه‬ ‫نفسه‪.‬‬
‫التخلي عن ادعاء الحكم‬ ‫فإن الخطأ لا يقل أهمية عن‬ ‫حجة الإسلام سعيد زاده‪،‬‬
‫[!] باسم الشريعة»‪ .‬لقد‬ ‫الأفكار الصحيحة من وجهة‬ ‫رجل الدين الحديث الذي‬
‫قوضت أفكار سروش‬ ‫نظر تطورية‪ .‬إنه فرع من‬
‫أساس حقوقهم الحصرية‬ ‫فروع المعرفة لا أقل ولا‬ ‫برز من خلال كتابته‬
‫في السلطة الدينية‪ .‬وعلى‬ ‫التقدمية في زنان‪ ،‬يردد‬
‫الرغم من أن سروش‬ ‫أكثر‪.‬‬ ‫صدى تمايز سروش عندما‬
‫نفسه لم يطور نه ًجا جدي ًدا‬ ‫ويمضي في القول إنه نظ ًرا‬ ‫يقول‪ :‬الإسلام هو ما جلبه‬
‫للمساواة بين الجنسين‪،‬‬ ‫لأنه سياقي‪ ،‬فلا يمكن لأي‬ ‫النبي للناس من الله‪ .‬هذا‬
‫تفسير أن ي َّدعي «الحقيقة»‪،‬‬ ‫كل ما أعترف به كإسلام‪.‬‬
‫فقد توصل إلى نهج‬ ‫ليس لدينا أي إسلام آخر‪.‬‬
‫مزدوج للنصوص المقدسة‬ ‫إن مهمة المجتمع العلمي‬ ‫ما قاله أصحاب النبي‬
‫يمكن للنسويات الاستفادة‬ ‫هي التداول حول صحة‬ ‫ليس إسلا ًما‪ ،‬ولا تأويلات‪.‬‬
‫على مدار ‪ 1400‬عام‪ ،‬تم‬
‫منه‪ .‬من ناحية أخرى‪،‬‬ ‫التفسيرات المقترحة‪.‬‬
‫م َّكن التمايز بين الدين‬ ‫على عكس سروش‪ ،‬يعتقد‬
‫والمعرفة الدينية النساء من‬ ‫سعيد زاده أن القرآن فقط‬
‫التأكيد على إمكانية التغيير‬ ‫هو الذي يجب استبعاده‬
‫في التفسير الإسلامي‪،‬‬
‫بينما من ناحية أخرى‪،‬‬ ‫من البحث العلمي‪ ،‬في‬
‫حين أن جميع الكتابات‬
‫الدينية الأخرى‪ ،‬بما في‬
‫ذلك الحديث وتعليم الأئمة‪،‬‬