Page 284 - merit 48
P. 284

‫طه حسين قامة شامخة لا يجود‬

                                 ‫الزمان بمثلها في كل العصور‪،‬‬

                                 ‫فقد كان من أعظم مشاعل التنوير‪،‬‬

                                 ‫وأنا شخص ًّيا أرى أن طه حسين هو‬
                                 ‫أهم شخصية في تاريخنا المعاصر‬

                                 ‫ويليه جمال عبد الناصر‪ .‬ويروى‬

                                 ‫سلماوي أن طه حسين كان أول‬

                                 ‫مرشح عربي رسمي في تاريخ جائزة‬

                                 ‫نوبل‪ ،‬حسبما علمت من السكرتير‬

‫طه حسين‬                          ‫العام الدائم للجنة نوبل في‬
                                  ‫ستوكهولم‪ ،‬ستوري‪ ‬آلين‪.‬‬

    ‫الركود التي تعيشها البلاد»‪،‬‬  ‫العام الجديد‪ ،‬واتفقا على «استعداد‬     ‫لأن أنخرط في السياسة‪ ،‬دفا ًعا‬
   ‫حالة اللاحرب واللاسلم‪ ،‬وقد‬    ‫الكاتب للسفر على نفقته الخاصة‪،‬‬       ‫عن التحرر الوطني والاستقلال‬
‫طال أذى السادات أكثر من مائة‬       ‫وإذا أعجب هيكل بالشغل‪ ،‬تدفع‬
   ‫كاتب وصحفي وأديب وقعوا‬         ‫الأهرام لسلماوي نفقات الرحلة‪،‬‬         ‫والعدالة الاجتماعية والقومية‬
‫على البيان‪ ،‬ما عدا توفيق الحكيم‬                                        ‫العربية»‪ ،‬وهي «السنوات التي‬
    ‫الذي أعفاه السادات من هذه‬          ‫وقد دفعت الأهرام للمحرر‬
    ‫المذبحة‪ ،‬على أساس أن هيكل‬        ‫الشاب المغامر كل ما أنفقه في‬         ‫وجدت نفسي فيها ككاتب‪،‬‬
                                  ‫نيويورك وشجعه هيكل بمكافأة‬              ‫ووجدت اتجاهي السياسي‪،‬‬
      ‫هو من أوقعه في هذا الفخ‪.‬‬    ‫فاقت التوقعات‪ .‬وفي ‪ 1976‬نشر‬            ‫ووجدت حب حياتي زوجتي‬
 ‫وبعد العديد من خدمات‪ ،‬قدمها‬     ‫سلماوي أول كتبه [محرر الشئون‬        ‫الفنانة التشكيلية نازلي مدكور»‪.‬‬
‫سلماوي للحكيم‪« ،‬فاجأه الحكيم‬          ‫الخارجية] وقدم له عبد الملك‬   ‫وفي عام ‪« 1969‬وبعد مماطلة من‬
 ‫بالقول‪ :‬أنا حاعزمك على الغدا‪/‬‬                                       ‫أهلها وصمت من أهلي‪ ،‬قررنا أن‬
 ‫قلت‪ :‬بكل سرور واسمح لي أن‬                                ‫عودة‪.‬‬        ‫نتزوج أو ًل‪ ،‬ثم نخطر أسرتينا‬
‫أتصل بصالة التحرير أو ًل‪ /‬قال‬         ‫في مارس ‪ ،1973‬نقل الكاتب‬
                                 ‫بقرار من السادات‪ ،‬كموظف بهيئة‬                               ‫ثانيًا»‪.‬‬
   ‫منزع ًجا‪ :‬لا‪ ..‬لا‪ ..‬ما أقصدش‬  ‫الاستعلامات‪ ،‬وعاد للأهرام بقرار‬      ‫كان هيكل يسعى لتدعيم القسم‬
 ‫النهاردة‪ /‬قلت‪ :‬أمال أمتى قال‪:‬‬        ‫من نفسه يوم ‪ 6‬أكتوبر‪ ،‬مع‬
‫أي يوم تانى! ويضيف سلماوي‪:‬‬       ‫فرحته بانتصار الجندي المصري‪.‬‬             ‫الخارجي بالأهرام بكفاءات‬
                                  ‫ومن حواديت برج الأهرام‪ ،‬يقول‬          ‫جديدة‪« ،‬حيث رشحني محمد‬
     ‫وبعد سنوات لم يأ ِت اليوم‬     ‫سلماوي «كنت أسعى إلى الدور‬        ‫حقي‪ ،‬ورغم أن الصحافة لم تمر‬
 ‫التاني»‪ .‬ولقد ضحكت كثي ًرا من‬      ‫السادس‪ ،‬لأن عشقي الأول هو‬       ‫في خاطري‪ ،‬إلا أن العمل بالأهرام‪،‬‬
  ‫ُظرف الكاتب ومن هلع الحكيم‬        ‫الأدب والفكر والثقافة‪ ،‬كنت قد‬     ‫كان سيجعلني في صنع الواقع‪،‬‬
                                     ‫عرفت توفيق الحكيم ووقعت‬
   ‫على القرش‪ ،‬ثم شاءت الأقدار‬     ‫على بيان كتبه الحكيم حول حالة‬           ‫والمرتب أضعاف الجامعة»‪.‬‬
  ‫أن يتزوج إسماعيل ابن توفيق‬                                           ‫وبعد أقل من عام شارك هيكل‬
‫الحكيم من هداية سلماوي [أخت‬                                         ‫الكاتب في مغامرة تغطية سلماوي‬
‫الكاتب]‪ ،‬وأن يتوفى إسماعيل بعد‬                                      ‫لاختيار الأمم المتحدة لسكرتيرها‬
  ‫سنوات ثلاث فقط‪ ،‬وأن تتزوج‬
   279   280   281   282   283   284   285   286   287   288   289