Page 279 - merit 48
P. 279
277 ثقافات وفنون
رأي
نزار قباني محمد غنيمي هلال أحمد شوقي الاعتراض الشاذ في قول
(الفرزدق):
ليس التكحل في العينين كال َك َح ِل ألا من يشتري سه ًرا بنوم
من يهن يسهل الهوان عليه أنا ابن جلا تعال فإن عاهدتني لا تخونني
ما لجرح بميت إيلام نكن مثل من –يا ذئب -يصطحبان
إذا ما القارظ الع َنز ّي آبا
عش عزيزا أو مت وأنت كريم أخاك أخاك إن من لا أخا له وقوله:
ومن جهلت نفسه قدر ُه كسا ٍع إلى الهيجا بغير سلا ِح وأنت امرؤ –يا ذئب -والغدر كنتما
رأى غيره منه ما لا يرى خلا لك الجو فبيضي واصفري
أخيين كانا أرضعا بلبا ِن
إذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه وعند جهينة الخبر اليقي ُن ومن الاعتراض الشاذ أي ًضا قول
وإذا كانت النفوس كبارا وفي شعر المتنبي أبيات لا حصر
تعبت في مرادها الأجسام لها سارت مسار الأمثال ،حتى (المتنبي):
وفاؤكما -كالربع أشجاه طاسمه-
ولا ب َّد دون الشهد من إبر النح ِل ليعرفها كثير من عامة الناس بأن تسعدا والدمع أشفاه ساجمه
وإذا أتتك مذمتي من ناق ٍص غير المشتغلين بدراسة اللغة
فهي الشهادة لي بأني كام ُل والأدب ،وقد أُف ِرد لها كتاب ينسب ومن التكرار الشاذ المبالغ فيه:
للصاحب ،وتناولها الجرجاني ما للنوى ج َّذ النوى قطع النوى
هذا ما رأيته أحد معايير التقييم والثعالبي وغيرهما ،وأكتفي
الجمالي ،أي الحكم على الشعر كذاك النوى ق َّطاعة لوصا ِل
بالجودة ،أو الرداءة ،ولعل ببعض منها: وقد سخر (الأصمعي) من هذا
دراسات أخرى أوسع استقراء تأتي الرياح بما لا تشتهي السف ُن البيت فقال“ :لو سلط الله على هذا
وأكثر إحاطة تمضي في هذا البيت شاة لأكلت كل هذا النوى»!
مصائب قوم عند قوم فوائ ُد
الطريق .وغني عن البيان أن لدينا إذا أنت أكرمت الكريم ملكته وأيد (الصاحب) رأيه هذا.
معايير أخرى لا تقل أهمية ،وهذه وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا ومما لا أستحسنه بعض أنواع
وربما صحت الأجسام بالعل ِل
قصة أخرى العطف ،كما في قول (نزار):
ولا تح ّم َس نهداها لقا
ليس غريبا أن أبياتا كثيرة تعد
(مطبوعة) قد اشتهرت وشاعت
كأنها أمثال ،بل صار بعضها
أمثا ًل ،وقد أورد (الميداني) أقوا ًل
في (مجمع الأمثال) ،كل منها
بيت أو بعض من بيت مما أراه
(مطبو ًعا) ،ولا شك أنها تميزت بما
تحمله من المعاني والأفكار ،ولكنها
ما كانت لتجري على الألسنة ما
لم تكن (مقبولة شك ًل) مثلما هي
(مقبولة موضو ًعا) ،ومن ذلك أنها
مطبوعة خالية من التكلف؛ ومما
ذكره (الميداني):
إياك أعني واسمعي يا جارة
بغاث الطير أكثرها فراخا
ما أشبه الليلة بالبارحة
إن غدا لناظره قري ُب
إن السلامة منها ترك ما فيها