Page 280 - merit 48
P. 280

‫العـدد ‪48‬‬                                                          ‫‪278‬‬

                                                                   ‫ديسمبر ‪٢٠٢2‬‬

‫محمد سلماوي‪..‬‬

‫ليس هناك ما يمنع‬
                                                              ‫أحمد فؤاد‬
 ‫درويش من أن يكون المرء‬

‫أرستقراط ًّيا وثور ًّيا!‬

‫َك ْم َلبِ ْث ُت ْم َقا ُلوا َلبِ ْث َنا َي ْو ًما َأ ْو َب ْع َض‬   ‫محمد سلماوي‪ ،‬بعد قراءة لألف‬                                          ‫على مدرس جيد للغة‬              ‫إذا تعرفت‬
‫َي ْو ٍم»‪ .‬وعلى نفس إيقاع الموسيقى‬                                 ‫صفحة من سرده الروائي‪ ،‬حيث‬                                           ‫الإنجليزية وآدابها‪ ،‬من‬
  ‫البلاغية‪ ،‬جاءت الآية رقم (‪)98‬‬                                    ‫«الذات»‪ ،‬ذات مجتمعية‪ ،‬أرضيتها‬
                                                                    ‫أرستقراطية وثقافتها غربية‪ ،‬إلا‬                                        ‫جامعة القاهرة‪ ،‬فقد‬
    ‫« َو َت َر ْك َنا َب ْع َض ُه ْم َي ْو َمئِ ٍذ َي ُمو ُج‬                                                                             ‫تتوقع منه أن يصبح‬
    ‫ِف َب ْع ٍض»‪ ،‬وعلى أرضية فكر‬                                         ‫أنها ذات وطنية ومصرية‪.‬‬                                          ‫ناق ًدا للآداب والفنون‬
    ‫سلماوي‪ ،‬جاءت الآية الكريمة‬                                      ‫سوف أعرض تأملاتي‪ ،‬لمذكرات‬                                            ‫ومل ًّما بإشكاليات علم‬
     ‫رقم (‪ )28‬من سورة الكهف‬                                        ‫سلماوي الأولى «يو ًما‪ ..‬أو بعض‬                                        ‫الجمال‪ ،‬أما أن يكون‬
  ‫« َو ُق ِل ا ْل َح ُّق ِم ْن َر ِّب ُك ْم َف َم ْن َشا َء‬          ‫يوم» في هذه الدراسة‪ ،‬والثانية‬                                     ‫‪-‬أي ًضا‪ -‬كاتبًا للمسرح‬
‫َف ْل ُي ْؤ ِم ْن َو َم ْن َشا َء َف ْل َي ْك ُف ْر»‪ ،‬ورغم‬           ‫«العصف والريحان» في دراسة‬
    ‫حلاوة كلمات ( َي ْو ًما َأ ْو َب ْع َض‬                         ‫قادمة‪ .‬وجميع ألقاب الشخصيات‬                                              ‫وللقصة وللرواية‪،‬‬
 ‫َي ْو ٍم) كعنوان‪ ،‬فلم أكن أفضل أن‬                                                                                                         ‫وصحافيًّا لام ًعا في‬
‫يكون العنوان دينيًّا‪ ،‬وماذا لو كان‬                                     ‫التي سترد موضع الاحترام‪،‬‬                                        ‫شئون العالم‪ ،‬وقياد ًّيا حين قيادة‬
   ‫العنوان [سلماوي والمشاهير]!‬                                          ‫ولكني أذكرها بالاسم فقط‪.‬‬                                        ‫أكثر من مؤسسة‪ ،‬ورجل أعمال‬
‫لأن المذكرات حافلة بالمشاهير على‬                                     ‫ولما كنت أتمتع ‪-‬منذ طفولتي‪-‬‬                                           ‫محنك بما يعظم من إيرادات‬
   ‫مدى القرن العشرين كله‪ ،‬وقد‬                                      ‫بقدر من الحدس‪ ،‬فلقد أدركت أن‬                                           ‫اتحادي كتَّاب مصر والعرب‪،‬‬
   ‫سررت لإهدائها إلى ابنه سيف‬                                         ‫رهافة الحس‪ ،‬هي الصفة التي‬                                         ‫ولا يتزحزح عن عدالة اجتماعية‬
    ‫وإلى ابنته سارة وإلى أحفاده‬                                    ‫لازمت محمد سلماوي في الحياة‬                                               ‫لأبناء الشعب‪ ،‬رغم انتمائه‬
 ‫(الشياطين الخمسة) علي ويحيى‬                                        ‫ومنذ طفولته‪ ،‬وهي صفة نادرة‪،‬‬                                        ‫لشريحة ملاك الأراضي الزراعية‬
‫وإسماعيل سيف‪ ،‬وسليم ورشيد‬                                          ‫يصبح الموهوب بها‪ ،‬أسي ًرا لقلبه‪،‬‬                                       ‫ولأصحاب الأعمال‪ ،‬عاش من‬
                                                                        ‫الذي يشكل وجدانه ويوزع‬                                             ‫خلالهما حياة الأرستقراطية‬
                    ‫الشرقاوي‪.‬‬                                       ‫عواطفه مهما كانت سطوة عقله‬                                         ‫المصرية وليس حياة بورجوازية‬
    ‫الجد الأكبر هو علي بن عسر‪،‬‬                                                                                                         ‫الطبقة الوسطى‪ ،‬ولا يتزحزح في‬
  ‫كان أحد قادة عمرو بن العاص‬                                                         ‫وعميق فكره‪.‬‬                                          ‫موقفه ضد التطبيع مع العدو‪.‬‬
   ‫في فتح مصر‪ ،‬من قبيلة سلمى‬                                           ‫تأثر سلماوي‪ ،‬بآيات معينة‪،‬‬                                          ‫أن يكون كل ما سبق‪ ،‬فهو ما‬
   ‫بجزيرة العرب‪ ،‬استقر وتزوج‬                                         ‫في سورة الكهف‪ ،‬واختار منها‬                                           ‫يصعب توقعه‪ ،‬إلى أن تعرفت‬
    ‫من أهالي مصر وتملك أرا ٍض‬                                       ‫الآية رقم (‪َ « )18‬و َك َذلِ َك َب َع ْث َنا ُه ْم‬                      ‫«بالقدر الكافي» على «ظاهرة»‬
                                                                     ‫لِ َي َت َسا َء ُلوا َب ْي َن ُه ْم َقا َل َقا ِئ ٌل ِم ْن ُه ْم‬
   275   276   277   278   279   280   281   282   283   284   285