Page 40 - merit 48
P. 40

‫العـدد ‪48‬‬                                       ‫‪38‬‬

                                                  ‫ديسمبر ‪٢٠٢2‬‬

‫د‪.‬كمال اللهيب‬

‫ماكيت القاهرة‪..‬‬
‫من عتبات النص‬
‫إلى الميتافكشن‬

‫من الملامح البارزة في الرواية احتواء المقاطع الحوارية بين‬
‫الشخصيات على مساحات واسعة من الإحالة على الخطابات الفنية التي‬
‫جاءت سياقاتها متنوعة بحسب طبيعة شخصيات الحوار؛ «أوريجا»‬
‫صانع مصغرات‪ ،‬و»نود» صانعة أفلام‪ ،‬و»بلياردو» رسام جرافيتي‪،‬‬
‫و»مانجا» رسامة كوميكس‪ ،‬وكان العامل السردي المشترك في تلك‬
‫الحوارات هو شخصية «المسز»‪ ،‬وهي المديرة الفنية للجاليري‪ ،‬وممثلة‬
‫السلطة الفنية أو الثقافية داخل المؤسسة‪ .‬وأي ًضا نجد ذلك الملمح الذي‬
‫نطلق عليه تعرية الأداة؛ فعو ًضا عن أن يكون الفن إخفا ًء للفن‪ ،‬يصبح‬
‫الفن كش ًفا لشروط الفن‪ ،‬والأمثلة عليه كثيرة في الرواية‪ ،‬منها الإشارات‬
‫السردية إلى تمييز الماكيتات المختلفة‪ ،‬بتغيير حجم الخط الذي يكتب‬
‫به اسم الشخصية التي تقطن في الماكيت‪.‬‬

                              ‫ماكيت‪:‬‬                  ‫يشكل عنوان العمل الإبداعي امتدا ًدا‬          ‫عندما‬
                                                    ‫بنائيًّا ودلاليًّا للنص ويكون له نصيب‬
  ‫يمثل الدال «ماكيت» الشطر الأول من العنوان‪،‬‬         ‫من الجينات الكامنة في سائر خلاياه‪،‬‬
  ‫ويمكننا توصيف الماكيت بإيجاز بأنه موضوع‬
‫مكاني يمث ُل موضو ًعا مكانيًّا‪ ،‬ولكن بنسب وأبعاد‬  ‫فإنه يكون بمثابة عتبة نصية أولى تكتنز‬
‫مختلفة‪ ،‬ومن ذلك التوصيف الموجز سنستخلص‬
‫حزمة من العلاقات الزمنية والبنائية يمكنها ربط‬         ‫مفاتيح الدخول إلى مستويات النص‬

                      ‫الماكيت بموضوع تمثيله‪.‬‬       ‫البنائية والدلالية‪ ،‬وهذا ما يتحقق في عنوان رواية‬
  ‫على المستوى الزمني فإن الماكيت قد يوجد قبل‬
                                                  ‫«ماكيت القاهرة»(*) لطارق إمام‪ ،‬لذا ستكون وقفتنا‬

                                                                               ‫الأولى مع العنوان‪.‬‬
   35   36   37   38   39   40   41   42   43   44   45