Page 14 - مجلة تنوير - العدد الرابع
P. 14

‫المواطنـة متعـددة الثقافـات‬

‫أ‪.‬د‪ .‬فاطمة إسماعيل‪ -‬أستاذ الفلسفة ‪-‬كلية البنات ‪ -‬جامعة عين شمس‬

‫السياسـي بالقانـون والديمق ارطيـة والعدالـة والحريـة‬                      ‫إن موضـو َع المواطنـة ‪ ،citizenship‬بوصفـه فكـًار‬
‫وبتأثيـ ارت العولمـة‪ 4‬فـي عصرنـا ال ارهـن وبالخصوصيـة‬                     ‫وممارسـة‪ ،‬لـه تاريـ ٌخ ممتـد عبـر الثقافـات المختلفـة‪،‬‬
‫والكونيـة‪ ،‬وبمـا أسـماه المفكـرون الغربيـون “سياسـة‬                       ‫وعبـر الحضـا ارت جميعهـا‪ ،‬وعبـر تاريـخ الفلسـفة‪ ،‬فهـو‬

‫موضـوع لـه أبعـاد متعـددة‪ :‬تاريخيـة ودينيـة وأخلاقيـة الاعتـ ارف” ”‪ ،politics of Recognition‬الاعتـ ارف‬

‫وقانونيـة وسياسـية‪ ،‬وتناولـت الفلسـفة السياسـية – عبـر بالتنوعـات الثقافيـة‪ ،‬والاعتـ ارف بحقـوق الأقليـات‪،‬‬

‫تاريخهـا – معظـم هـذه الأبعـاد علـى تنوعهـا‪ .1‬وفـي وحقـوق الشـعوب الأصليـة‪ ،‬الاعتـ ارف بالتعدديـة الثقافيـة‬

‫عصرنـا ال ارهـن اهتمـت فلسـفة السياسـة بهـذا الموضـوع ‪ ،Multiculturalism‬وبمواطنـة مـا بعـد الاسـتعمار‬

‫اهتما ًمـا كبيـًار‪ ،‬كمـا تنـاول العديـد مـن المفكريـن – ‪.....postcolonial citizenship‬إلـخ‪ ،‬إننـا نقـ أر عـن‬
‫الغربييـن خاصـة – فكـرة المواطنـة – عبـر نشـأتها – مفاهيـم تشـكلت معانيهـا فـي سـياقات فكريـة متعـددة‬

‫ومتنوعة ومختلفة‪ ،‬مفاهيم تتعلق بالأمة والوطن‪ ،‬والهوية‬                                                   ‫كمصطلـح وعبـر تطورهـا التاريخـي‪.2‬‬

‫والوطنيـة والمواطنـة‪ ،‬بـل نقـ أر عـن صـ ارع الحضـا ارت‪،‬‬                   ‫وفكـرة المواطنـة ذات تشـعبات عديـدة‪ ،‬فهـي ترتبـط‬
‫بـل مرحلـة المـا بعـد‪ ،‬والمـا و ارء‪ ،‬فنجـد عناويـن مـن مثل‪:‬‬               ‫بالوطـن والمواطـن‪ ،‬والمواطنيـة‪ ،‬بالفـرد والمجتمـع‬
‫“ما و ارء الحضا ارت المتصارعة”‪Beyond clashing‬‬                             ‫بالثقافـة باللغـة والهويـة‪ ،3‬والقوميـة والدولـة بالنظـام‬
‫‪ ،Civilizations‬ومواطنـة مـا بعـد الاسـتعمار‬
‫‪ ،Postcolonial citizenship‬ممـا يجعلنـا نتسـاءل‬                            ‫(‪ )1‬ارجـع فـي ذلـك‪ :‬ليـو شـت اروس‪ ،‬جوزيـف كروبسـي‪ ،‬تاريـخ‬
‫عـن الفـرق بيـن مواطنـة التعدديـة الثقافيـة ومواطنـة مـا‬                  ‫الفلسـفة السياسـية‪ ،‬الجـزء الأول مـن ثيوكيديـدس حتـى اسـبينو از‪،‬‬
                                                                          ‫ترجمـة‪ :‬محمـود سـيد أحمـد‪ ،‬م ارجعـة وتقديـم‪ :‬إمـام عبـد الفتـاح‬
                                  ‫بعـد الاسـتعمار؟‬                        ‫إمـام‪ ،‬المجلـس الأعلـى للثقافـة‪ ،‬المشـروع القومـي للترجمـة‬
                                                                          ‫(‪ ،2005،)809‬والجـزء الثانـي مـن جـون لـوك حتـى هيدجـر‪،‬‬

                                                                                                                      ‫ط‪.2/810 2‬‬

‫بالجانـب الميدانـي التطبيقـي‪ ،‬كذلـك يناقـش اللغـة فـي الهويـات‬            ‫‪(2) Derek Heater: (1996),World Citizenship and‬‬
‫الإثنيـة‪ /‬العرقيـة والدينيـة‪ /‬الطائفيـة‪ ،‬مركـًاز علـى بنـاء الهويـة‪.‬‬      ‫‪Government Cosmopolitan Ideas in the History‬‬
‫(‪ )4‬عـن العولمـة يمكـن الرجـوع إلـى‪ :‬فـخ العولمـة الاعتـداء علـى‬          ‫‪of Western Political Thought, published in‬‬
‫الديمق ارطيـة والرفاهيـة‪ ،‬تأليـف‪ :‬هانـس ‪ -‬بيترمارتيـن‪ ،‬ها ارلـد‬           ‫‪Great Britain 1996 by MACMILLAN PRESS‬‬
‫شـومان‪ ،‬ترجمـة‪ :‬د‪ .‬عدنـان عبـاس علـى‪ ،‬م ارجعـة وتقديـم‪ :‬أ‪.‬د‪.‬‬              ‫‪LTD.‬‬
‫رمـزي زكـي‪ ،‬عالـم المعرفـة (‪،)238‬أكتوبـر ‪ .1998‬وكذلـك‪:‬‬                    ‫يتنـاول كتـاب‪“ :‬المواطنـة العالميـة والحكومـة‪ :‬أفـكار عالميـة‬
‫مـا العولمـة الاقتصـاد العالمـي وإمكانـات التحكـم‪ ،‬تأليـف‪ :‬بـول‬           ‫(كوزموبوليتانيـة) فـي تاريـخ الفكـر السياسـي الغربـي”‪ ،‬تحريـر‪:‬‬
‫هيرسـت‪ ،‬ج ارهـام طومبـون‪ ،‬ترجمـة‪ :‬د‪ .‬فالـح عبـد الجبـار‪،‬‬                  ‫ديريـك هيتـر ‪Derek Heater‬؛ هـذا الموضـوع عبـر مسـاره‬
‫عالـم المعرفـة(‪ ،)273‬سـبتمبر ‪ .2001‬وكذلـك‪ :‬مـن الحداثـة‬                   ‫زمنًّيـا‪،‬‬  ‫ترتيًبـا‬  ‫مرتبـة‬  ‫خـال مجموعـة مـن المقـالات‬     ‫التاريخـي‪ ،‬مـن‬
‫إلـى العولمـة رؤى ووجهـات نظـر فـي قضيـة التطـور والتغييـر‬                                                    ‫ثـم الرواقييـن وهكـذا‪.‬‬  ‫يبـدأ باليونـان‪،‬‬
‫الاجتماعـي‪ ،‬تأليـف‪ :‬ج‪.‬تيمونـز روبيرتـس‪ ،‬أيمـي هايـت‪ ،‬ترجمـة‪:‬‬
‫سـمر الشيشـكلي‪ ،‬م ارجعـة‪ :‬محمـود ماجـد عمـر‪ ،‬عالـم المعرفـة‪،‬‬              ‫(‪ )3‬ي ارجـع فـي ذلـك‪ :‬جـون جوزيـف‪ :‬اللغـة والهويـة‪ ،‬قوميـة –‬
‫الجـزء الأول‪ ،)309( ،‬نوفمبـر ‪ ،2004‬والجـزء الثانـي (‪،)310‬‬                 ‫إثنيـة ‪ -‬دينيـة‪ ،‬ترجمـة‪ :‬د‪ .‬عبـد النـور خ ارقـي‪ ،‬عالـم المعرفـة‪،‬‬
‫ديسـمبر ‪ ..2004‬أي ًضـا‪ :‬جغ ارفيـات العولمـة قـ ارءة فـي تحديـات‬           ‫بق ـوة‬  ‫ل‪7‬غو‪0‬يـ‪0‬ة‪.2،‬وا ُيسـشتـدحادلةالكعاـت ـزلب‬  ‫العـدد(‪ ،)342‬أغسـطس‬        ‫الكوي ـت‪،‬‬
‫العولمـة الاقتصاديـة والسياسـية والثقافيـة‪ ،‬تألـف‪ :‬د‪ .‬ورويـك‬              ‫اللغـة‬                                            ‫الهويـة باعتبارهـا ظاهـرة‬  ‫علـى فهـم‬
‫مـواري‪ ،‬ترجمـة‪ :‬د‪ .‬سـعيد منتـاق‪ ،‬عالـم المعرفـة (‪ )397‬فب اريـر‬            ‫عـن مخاطبيهـا‪ ،‬ومؤوليهـا‪ ،‬وسـياقها التـي وردت فيـه‪ ،‬ويتنـاول‬
                                                                          ‫طبيعـة الهويـات القوميـة‪ ،‬ويحلـل المسـاهمات التـي قدمهـا العديـد‬
                                                  ‫‪.2013‬‬                   ‫مـن المفكريـن بخصـوص نظريـة القوميـة اللغويـة‪ ،‬كمـا يهتـم‬

                                                                      ‫‪14‬‬
   9   10   11   12   13   14   15   16   17   18   19