Page 20 - مجلة تنوير - العدد الرابع
P. 20
لجنة الفلسفة وعلم الاجتماع والأنثروبولوجيا المجلس الأعلى للثقافة
حدودهـا ،دولـة تدعـو إلـى مواطنـة منسـجمة متماسـكة؟ الإعـام المتعـددة؟ كمـا تشـير العبـارة أي ًضـا إلـى أن
هـل لدينـا فـي وطننـا العربـي أو فـي بلادنـا جماعـات الاسـتجابة جـاءت نتيجـة تحـرك داخلـي مـن جانـب
مهاجـرة بالمعنـى الموجـود فـي البـاد الغربيـة؟ وهـل هـذه بعـض الأقليـات فـي العديـد مـن البلـدان؟ لكنـه يؤكـد
الثـورة فـي العلاقـات بيـن الـدول والأقليـات العرقيـة فـي بالق ارئـن أن هـذا الموضـوع أخـذ بعـًدا دولًّيـا ،وأن هنـاك
وطننـا العربـي جـاءت نتيجـة تغيـر طبيعـي داخلـي ذاتـي ،منظمـا ٍت دوليـة شـجعت عليـه ،ووصـل الأمـر إلـى
أم هنـاك عوامـل خارجيـة سـاعدت علـى ذلـك أهمهـا الضغـط علـى الـدول لتبنـي منظـور التعدديـة الثقافيـة،
العـدو القابـع علـى الحـدود؟ هـل تختلـف ظـروف نشـأة إذن لمـاذا هـذا الضغـط الدولـي لتبنـي منظـور التعدديـة
المواطنـة متعـددة الثقافـات فـي بـاد الغـرب عـن بلادنـا؟ الثقافيـة؟ يقـول كيمليـكا »:سـوف تجـد الحكومـات –
هـل البعـد الثالـث للمواطنـة المتعلـق بالهويـة لدينـا يختلف التـي علـى اسـتعداد للنظـر فـي مسـألة تبنـي المواطنـة
عـن الغـرب أم يماثلـه؟ وهـل بالضـرورة لا بـد مـن أن متعددة الثقافات – طابوًار طويلاً من المنظمات الدولية
يشـمل مفهـوم المواطنـة كل الجنـس البشـري فـي إطـار علـى اسـتعداد لتقديـم العـون والمهـا ارت الفنيـة والخبـرة
والدعـم المالـي ،فـي حيـن أن الـدو َل التـي تمسـكت دولـة عالميـة وحكومـة عالميـة؛ أم أن المواطنـة لهـا كيـان
بالنظـم القديمـة فـي التماثـل والتجانـس والاسـتبعاد
حقيقـي أي ًضـا فـي إطـار الـدول القوميـة؟ وهـل تتعـارض
وجـدت نفسـها خاضعـة للرقابـة الدوليـة والنقـد والجـ ازء،3 المواطنـة فـي الدولـة القوميـة مـع المواطنـة العالميـة؟
ألا يمكـن الحفـاظ علـى الهويـة فـي نطـاق دولـة عالميـة عـن أي جـ ازء يتحـدث كيمليـكا؟ وكيـف أصبحـت فكـرة
تحتـرم الخصوصيـات طبًقـا لمبـادئ القانـون الدولـي التعدديـة الثقافيـة عالميـة أو كونيـة؟
يفـرق كيمليـكا بيـن مسـتويين لفكـرة التعدديـة الثقافيـة أي لمبـادئ المسـاواة والعـدل والحريـة؟ ألا يمكـن أن
عندهما تصبح الفكرة عالمية أو كونية .المستوى الأول ندعـو إلـى أخـاق عالميـة 1بـدلاً مـن تسـييس مثـل هـذه
يتعلـق بالانتشـار العالمـي للخطـاب السياسـي للتعدديـة القضايـا؟ أخشـى أن أطـرح العديـد مـن التسـاؤلات التـي
الثقافيـة ،الـذي تقـوم بـه شـبكات دوليـة غيـر حكوميـة،
لا أسـتطيع تقديـم إجابـات عنهـا!!!
يـرى كيمليـكا أنـه اسـتجابة لتحـرك مكثـف مـن بعـض وعلمـاء وباحثـون وواضعـو الخطـط السياسـية؛ الذيـن
الأقليـات ،انتهـى عـدد مـن البلـدان إلـى أن النمـاذج يؤكـدون علـى أهميـة التكيـف مـع الاختـاف والتنـوع.
القديمة لم تعد تتناسـب مع ظروفها التاريخية والسـكانية فضـاً عـن النـدوات والتقاريـر التـي تسـتهدف نشـر
الخاصـة ،2هـذه العبـارة تؤكـد وجـود نمـاذج قديمـة ،هـل أفـكار عـن التعدديـة الثقافيـة وممارسـتها ،وهـي أنشـطة
المقصـود هنـا أن الـدول القوميـة لـم تعـد تتناسـب مـع كثيـرة تتضمـن معرفـة أفضـل الممارسـات فـي البلـدان
عصـر العولمـة ،عصـر السـماوات المفتوحـة ووسـائل المختلفـة ،وبنـاء شـبكات تتجـاوز الحـدود الإقليميـة مـن
الخبـ ارء والدعـاة والمبدعيـن ،وخلـق المربيـن المحلييـن ( )1ي ارجـع فـي ذلك:هانـس كينـج :لمـاذا مقاييـس عالميـة
والبيروق ارطييـن ،والمنظمـات غيـر الحكوميـة والعامليـن للأخـاق؟ الديـن والأخـاق فـي عصـر العولمـة ،ترجمـة ثابـت
فـي أجهـزة الإعـام علـى تحديـات تكيـف السـكان عيـد ،المركـز القومـي للترجمـة ،العـدد ( ،)1999ط أولـى سـنة
.2015
( )3المرجع السابق ،الصفحة نفسها. ( )2ويل كيمليكا ،أوديسا التعددية الثقافية ،ج ،1ص.18
20