Page 25 - مجلة تنوير - العدد الرابع
P. 25

‫لجنة الفلسفة وعلم الاجتماع والأنثروبولوجيا‬                     ‫المجلس الأعلى للثقافة‬

‫المبـدأ‪ ،‬كمـا أن حـق تقريـر المصيـر ارسـخ فـي تأسـيس الديمق ارطيـة بيـن الجماعـات التـي اسـتُبعدت مـن قبـل‪،‬‬
‫ميثـاق الأمـم المتحـدة‪ ،‬وأعيـد تأكيـده فـي البنـد رقـم “‪ ”1‬وتقلـل مـن خطـر العـودة إلـى الحكـم السـلطوي‪ ،‬وتبنـي‬

‫العـام ‪ 1966‬فـي الميثـاق الدولـي للحقـوق المدنيـة مشـروعية لعمليـة التماسـك الديمق ارطـي‪ ،‬وتخـدم بالفعـل‬

‫كمعمـل للتجـارب المبتكـرة للمواطنـة الديمق ارطيـة‪،4‬‬            ‫والسياس ـية‪.1‬‬

‫أقـول‪ :‬عـن أي مواطنـة ديمق ارطيـة يتحـدث كيمليـكا؟ هـل‬         ‫لكـن هـل ُيطَّبـق حـ ُّق تقريـر المصيـر والحكـم الذاتـي‬
         ‫أصبحـت العـ ارق المحتلـة معمـل للتجـارب؟؟‬             ‫علـى الأقليـات القوميـة؟ أي ُيفهـم مـن ذلـك أن لهـا‬
                                                               ‫الحـق فـي تأسـيس دولـة خاصـة؟ يقـول كيمليـكا علـى‬
‫مـع ذلـك يـرى أن أجـ ازء كبيـرة مـن أفريقيـا وآسـيا‬

‫الرغـم مـن أن البنـد رقـم”‪ ”1‬يقـول إن لجميـع الشـعوب والشـرق الأوسـط لا تتعامـل مـع حقـوق الأقليـات كجـزء‬

‫الحـق فـي تقريـر المصيـر‪ ،‬فالواقـع أن الشـعوب التـي مـن العمليـة الديمق ارطيـة‪ ،‬يسـتخدم كيمليـكا مصطلـح‬

‫اسـتطاعت أن تُطالـب بهـذا الحـق هـي الشـعوب “مـا بعـد الاسـتعمار” كمصطلـح يغطـي البـاد الأفريقيـة‬
‫الخاضعـة للاسـتعمار مـن و ارء البحـار (الاسـتعمار والآسـيوية والشـرق الأوسـط كي يميزها عن دول ما بعد‬

‫الخارجـي)‪ ،‬أمـا الأقليـات القوميـة داخـل أ ارضـي دولـة الشـيوعية فـي أوروبـا الشـرقية‪ ،‬والديمق ارطيـات المسـتقرة‬

‫مجـاورة فلـم يحـدث أن اعتـرف بهـا كـ “شـعوب” منفصلـة فـي أوروبـا الغربيـة ودول المسـتعم ارت الأوربيـة فـي‬

‫لهـا حـق تقريـر المصيـر‪ ،‬وبغـض النظـر عـن تمايزهـا العالـم الجديـد فـي الأمريكتيـن وأسـت ارليا‪ .5‬وهـذا مـن أجـل‬

‫ثقافًّيـا وتاريخًّيـا‪ ،‬فجماعـات مثـل الأسـكتلنديين والأكـ ارد‪ ،‬طـرح السـؤال‪ :‬لمـاذا واجهـت التعدديـة الثقافيـة الليب ارليـة‬

‫قـد يظنـون أنهـم شـعب منفصـل أو متميـز‪ ،‬وقـد يقبـل مقاومـة فـي دول مـا بعـد الاسـتعمار؟ ليؤكـد أن محاولـة‬

‫معظـم المؤرخيـن وعلمـاء الاجتمـاع هـذه الصفـة‪ ،‬غيـر دول مـا بعـد الاسـتعمار لفـرض سياسـات متمركـزة‬

‫أن المجتمـع الدولـي لا يعتـرف بهـم علـى هـذا النحـو‪ ،‬أو متجانسـة لبنـاء الأمـة علـى سـكانها المتنوعييـن‬

‫خشـية أن يتضمـن ذلـك الحـق فـي إقامـة دولـة مسـتقلة‪ ،2‬والمختلفيـن علـى نحـو عرقـي وثقافـي هـو أمـر يتناقـض‬

‫فـإذا كان الأمـر كذلـك لمـاذا مسـاعدة الأكـ ارد فـي العـ ارق مـع أي تصـور مقبـول عـن المجتمعيـة‪ ،‬كمـا يتعـارض‬

‫علـى تكويـن دولـة خاصـة بهـم؟ أليـس هـذا ينـدرج تحـت مـع التعدديـة الثقافيـة الليب ارليـة‪.6‬‬

‫يعـرض كيمليـكا التوتـر الأساسـي بيـن الأهـداف‬                  ‫“دهـاء العقليـة الاسـتعمارية”؟ يشـير كيمليـكا إلـى أن‬
‫بعيـدة المـدى والضـرو ارت قصيـرة المـدى التـى تظهـر‬            ‫بعـ َض الـدول التـي يوجـد بهـا شـك ٌل مـن أشـكال الحكـم‬
‫مـن خـال التجربـة الأوربيـة‪ ،‬سـواء فـي تشـكيل معاييـر‬          ‫الذاتـي الإقليمـي الـذي جـاء محصلـة الصـ ارع العنيـف‬
‫حقـوق الأقليـات الأوربيـة أو فـي تطبيـق هـذه الحقـوق‬           ‫والحـرب الأهليـة‪ ،‬وكثيـًار مـا تـم تبنيـه تحـت ضغـط دولـي‬
‫علـى أرض الواقـع والصعوبـات التـي تكتنفهـا‪7‬؛ ليخلـص‬            ‫(كمـا هـو الحـال فـي السـودان وإندونسـيا وسـريلانكا‬
                                                               ‫وبورمـا والفلبيـن وإثيوبيـا والع ارق‪...‬إلـخ)‪3‬؛ حيـث يـرى‬

‫أن هـذا نـوع مـن التحـول يسـاعد علـى تحسـين المشـاركة (‪ )4‬المرجع السابق‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.104‬‬

                         ‫(‪ )5‬المرجع السابق‪ ،‬ج‪،2‬ص‪.105‬‬            ‫(‪ )1‬أوديسا التعددية الثقافية‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.50‬‬
                         ‫(‪ )6‬المرجع السابق‪ ،‬ج‪،2‬ص‪.107‬‬           ‫(‪ )2‬المرجع السابق‪ ،‬ج‪ ،2‬ص ص‪.51-50‬‬
‫(‪ )7‬ارجع في ذلك‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ج‪ 2‬التجربة الأوروبية ص‬
                                                                      ‫(‪ )3‬المرجع السابق‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.104‬‬
                                             ‫ص‪.98-13‬‬
                                                           ‫‪25‬‬
   20   21   22   23   24   25   26   27   28   29   30