Page 30 - مجلة تنوير - العدد الرابع
P. 30
لجنة الفلسفة وعلم الاجتماع والأنثروبولوجيا المجلس الأعلى للثقافة
وهـو بالطبـع يشـير إلـى االحـروب والن ازعـات المسـلحة والتنميـة وحقـوق الإنسـان ،وشـرع معهـد الأمـم المتحـدة
بوصفهـا ن ازعـات عرقيـة فـي العديـد مـن البلـدان ،وكيـف لأبحـاث التنميـة الاجتماعيـة UNRISD *2فـي إعـداد
أصبحـت الهويـات العرقيـة والقوميـة مياديـن للتبـاري مشـروع لمـدة 3سـنوات حـول “النـ ازع العرقـي والتنميـة”،
بعـد التدفـق المسـتمر للعمـال المهاجريـن واللاجئيـن ثـم تبعـه مشـروع آخـر فـي عـام 1993عـن “التعدديـة
إلـى أوروبـا وشـمال أمريـكا ،ممـا أدى إلـى إنشـاء العرقيـة والسياسـة العامـة” ،وإنشـاء “مبـادرة حـل الصـ ارع
أقليـات عرقيـة جديـدة ودائمـة فـي هـذه المناطـق ،فمنـذ والعرقيـة” ( **3)INCOREفـي جامعـة الأمـم المتحدة،
الحـرب العالميـة الثانيـة وخاصـة منـذ السـبعينيات ،فـإن وتوالـت المبـاد ارت تهـدف تعميـم أفضـل الممارسـات
السـكان الأصلييـن مثـل الإنويـت (الإسـكيمو) ،السـيمي وتطبيعهـا ،وقـد وضعـت أفضـل الممارسـات بعيـًدا عـن
(لابـس) ،السـكان الأصلييـن لأمريـكا وأسـت ارليا ،ينظمـون الأفـكار المركـزة الداعيـة إلـى تجانـس الدولـة القوميـة
أنفسـهم سياسـًّيا ،ويطالبـون بالاعتـ ارف بهوياتهـم العرقيـة الموحـدة ،نحـو مفهـوم متعـدد المسـتويات للسـيادة،
واسـتحقاقاتهم الإقليميـة مـن قبـل الدولـة ،أي ًضـا بعـد مفهـوم للمواطنـة أكثـر تقبـاً للتنـوع كاسـتجابة للتحديـات
انفـ ارط عقـد الاتحـاد السـوفيتي ظهـرت قضايـا القوميـة التـي أثارتهـا أشـكال حديثـة ومتميـزة للهويـة العرقيـة
ومشـكلات الأقليـات بقـوة غيـر مسـبوقة ،فـي حيـن أن وللسياسـات العرقيـة ،4كمـا يتحـدث عـن الجهـود التـي
العكس كان يحدث في أوروبا؛ فقد بدأت الدول القومية أسـفرت عـن شـبكة عالميـة مـن الناشـطين والأكاديمييـن
فـي أوروبـا الغربيـة فـي التحـرك نحـو اندمـاج اقتصـادي والمثقفيـن و ُصنـاع السياسـة الذيـن كانـوا علـى معرفـة
سياسـي ،واحتمـالاً ثقافًّيـا أقـرب ضمـن إطـار الاتحـاد وثيقـة باتجاهـات وممارسـات التعدديـة الثقافيـة الليب ارليـة،
الأوروبـي منـذ بدايـة الألفيـة الثالثـة .لكـن هنـا أي ًضـا ،ويعتبـر إقامـة مثـل هـذه الشـبكة العالميـة مـن المنظمـات
أصبحـت الهويـات القوميـة والعرقيـة قضايـا مهمـة فـي غيـر الحكوميـة هـي إنجـاز مدهـش ،5لكنـه يـرى أن هـذا
السـنوات الأخيـرة ،حيـن يخشـى العديـد مـن الأوروبييـن النجـاح الظاهـر يخفـي و ارءه فشـاً أعمـق ،6مـا هـي
مـن فقـدان هويتهـم القوميـة والعرقيـة والتوحـد الثقافـي بعـد أسـباب هـذا الفشـل العميـق فـي نظـر كيمليـكا؟
يـرى كيمليـكا أن محـاولات تدعيـم التعدديـة الثقافيـة الاندمـاج الأوروبـي المحكـم ،الأمـر الـذي جعـل موضـو َع
الليب ارليـة قـد فشـلت فـي معظـم الـدول التـي أطلـق عليهـا العرقيـة يخضـع للد ارسـة ،وفـي الوقـت نفسـه طـرح الجـدل
“عالم ما بعد الاستعمار” أي دول آسيا وأفريقيا والشرق
الأوسـط؛ لأن أفـكار الحكـم الذاتـي الإقليمـي تجـري حـول التعدديـة الثقافيـة وإدمـاج المهاجريـن أسـئلة حـول
الهويـة القوميـة.1
يـرى ويـل كيمليـكا أن المواطنـة متعـددة الثقافـات مقاومتهـا بقـوة فـي معظـم بلـدان مـا بعـد الاسـتعمار،
ارتبطـت بمشـكلة الأقليـات التـي قفـزت إلـى قمـة الأجنـدة مثلمـا يحـدث فـي معظـم بـاد مـا بعـد الشـيوعية ،بـل
السياسـية فـي عـام 1990-1989فـي كل أوروبـا (2)UN Research Institue For Social Development
والأمـم المتحـدة حيـث حـل النـ ازع العرقـي بيـن الـدول (3) Initiative on Conflict Resolution and Ethnicity.
محـل تنافـس القـوى العظمـى كتهديـد للسـام والاسـتق ارر ( )4ويـل كيمليـكا ،أوديسـا التعدديـة الثقافيـة،ج 2ص ص-100
.101
( )5المرجع السابق ،ص.101 ( )1المرجـع السـابق ص ص ،11-9يطـرح الكتـاب العديـد مـن
التسـاؤلات التـي يمكـن للأنثروبولوجييـن الاجتماعييـن أن يسـألوها
( )6المرجع السابق الصفحة نفسها. والمتعلقـة بالظواهـر العرقيـة.
30