Page 200 - مائة من عظماء أمة الإسلام غيروا مجرى التاريخ
P. 200

‫‪ 004‬هل لمحظما ‪ 4‬اهة الاللللاكا‬  ‫‪002‬‬

‫بالأخذ بالقصاص من القتلة ‪ ،‬فخرجت أم المؤمنين عائشة وطلحة رَاضَ!لمءَوالزبير إلى‬

‫البصرة لقتل الخونة من أهل العراق وإنهاء القضية من جذورها قبل أن تتطور‪ ،‬وتوجه‬

    ‫علي إلى العراق ليتباحث مع أمه عائشة وإخوانه من الصحابة في سُبل الإصلاح ‪ .‬فاجتمع‬
‫الفريقان (عائشة وطلحة والزبير من جهة ‪ ،‬وعلي من جهة) في العراق ليتباحثا في سُبِل‬

   ‫الأخذ بدم عثمان ‪ ،‬وأوشك الطرفان فعلا على إيجاد حل لهذه المسألة ‪ ،‬ووافق علي على‬
     ‫إبعاد كل مجرمٍ ممن سارك في قتل عثمان من جيشه ‪ ،‬فأصبح القتلة معزولون وحدهم‪،‬‬

   ‫واتفق المسلمون على عقد الصلح في اليو! التالي ‪ ،‬فعقد أولئك المجرمون اجتماغا سرئا‬
   ‫بعد أن أدركوا أن علئا سيصالح أمه عائشة ومعها طلحة والزبير‪ ،‬فتشاوروا في الأمر‪ ،‬فقال‬

  ‫بعضهم ‪ :‬قد عرفنا رأي طلحة والزبير فينا‪ ،‬وأما رأي علي فلم نعرفه إلى اليوم ‪ ،‬فإن كان‬
‫قد اصطلح معهم ‪ ،‬فإنما اصطلحوا على دمائنا‪ ،‬فإن كان الأمر هكذا ألحقنا عليا بعثمان !‬

  ‫عند هذه الأثناء يظهر ذلك الشيطان الذي تحدثنا عنه سابقا‪ ،‬لقد ظهر (عبد اللّه بن سبأ)‬

     ‫من بين القتلة وقال لهم ‪ :‬لو !لتموه لاجتمعوا عليكم فقتلوكم ‪ .‬فقال أحدهم ‪ :‬دعوهم‬
‫وارجعوا بنا كل إلى قبيلته ‪ ،‬فيحتمي بها‪ ،‬فوقف اليهودي عبد اللّه بن سبأ مرة أخرى ليقول‬

 ‫لهم ‪ :‬لو تمكّن علي بن أبي طالب من الأمر لجمعكم بعد ذلك من كل الأمصار وقتلكم!‬
‫ثم وقف عبد اللّه بن سبأ أمامهم وكانه إبليمس أبو الشياطين فقال لهم وهم يبتسم ابتسامة‬

     ‫خبيثة ‪" :‬ليس هناك حلٌ إلاّ أن أن تشعلوا نار الفتنة من جديد بين جيش علي وجيش‬
‫عائشة قبل أن يعقدوا الصلح غدا كما هو متفق ‪ ،‬فلتذهب مجموعة منكم في عتمة الليل‬
‫ولتتوجه إلى جيش علي ‪ ،‬وفئة أخرى إلى جيش عائشة ‪ ،‬وتبدأ كل فئة في القتل في الناس ‪،‬‬

    ‫وهم نيام ‪ ،‬ثم يصيح من ذهبوا إلى جيش علي ويقولون هجم علينا جيش عائشة ‪ ،‬ويصيح‬
                                         ‫من دْهب إلى جيش عائشة ويقولون ‪ .‬هجم علينا جيش علي " !‬

    ‫وفعلأ نجحت خطة ذلك اليهودي ابن السوداء في إحداث الفوضى ‪ ،‬وقتل حواري‬

       ‫رسول اللّه الزبير ابن العوام ‪ ،‬ثم قتل طلحة بن عبيد اللّه وهو يقاتل بيد واحدة بعد أن شلت‬

    ‫يده الأخرى وهو يدافع بها عن رسول اللّه !ص في أحد‪ ،‬ونظر علي لدماء المسلمين وهي‬
     ‫تسي! فصرحْ علي بن أبي طالب راحم!لنِ!بر في الناس أن كُفّوا‪ ،‬فلم يستمع أحد إليه في معمعة‬
  ‫المعركة ‪ ،‬ثم أخذ يبكي وهو يقول ‪ :‬يا ليتني مت قبل هذا بعشرين سنة ‪ .‬فعاود النداء‬
   195   196   197   198   199   200   201   202   203   204   205