Page 201 - مائة من عظماء أمة الإسلام غيروا مجرى التاريخ
P. 201
02، لمحلإو ا هال!د القا ايأ" ،00
علي عالٍ :كفوا عباد اللّه ،كفوا عباد اللّه .ولكن أحدًا لم يكن يستمع ! فاحتضن بصوت
ابنه الحسن وهو يبكي ويقول :ليت أباك مات منذ عشرين سنة .فقال له الحسن :يا أبي
قد كنت أنهاك عن هذا .فقال علي :يا بني إني لم أرَ أن الأمر يبلغ هذا !
إ وبذلك انتهت أحداث داموقعة الجمل " (نسبة للجمل التي كانت تركبه أم المومنين
عائشة ) ،وقام علي بتكريم أمه عائشة وإرجاعها إلى المدينة .وبعد ذلك جاء الصحابي
الجليل معاوية بن أبي سفيان ائك!3لثِهيم بجيش الشام نحو العراق ليقتل الخونة من أهل
العراق ،ففعل أتباع ابن سبأ ما فعلوه من قبل في إسعال نار الفتنة بين الطرفين ،فوقعت
أحداث "موقعة صفين " ،ولكن عليًا الهاسمي وابن عمه معاوية الأموي أدركا أن هناك
أصابعًا خارجية لا تريد للفتوحات الإسلامية أن تستمر ،فاتفقا على وقف القتال وقبول
التحكيم ،فرجع معاوية إلى الشام ،ورجع علي إلى الكوفة ،لتبدأ بذلك أصعب مرحلة
في حياة علي بن أبي طالب ئىا! على الإطلاق ،وهي مرحلة إقامته بأرض العراق ،هذه
المرحلة التي رأى فيها علي رانًه! مختلف ألوان الخيانات القذرة من شيعته ،حتى تمنى
لو أنه لم يرَهم في حياته ،أولئك القوم الخونة من أتباع ابن سبأ هم الذين قتلوه فيما بعد
وقتلوا ابنه الحسين وطعنوا ابنه الحسن ،فكان أهل العراق من الشيعة على العكس تمامًا
من أهل الشام الذين كانوا يسمعون ويطيعون لمعاوية من دون أي جدالٍ ،وصدق
الصادق المأمون محمد ع!ي! حين دعا لدمثعام وأعرض عن العراق في الحديث الصحيح
الذي أورده الشيخ الألباني من حديث عبد اللّه بن عمر أن رسول اللّه ع!ي! قال " :اللهم
بارك لنا في مكتنا اللهم بارك لنا في مدينتنا اللهم بارك لنا في سامنا وبارك لنا في صاعنا
عنه فرددها ثلاثا كل وبارك لنا في مدنا .فقال رجل :يا رسول الله ! وفي عراقنا؟ .فأعرض
ذلك يقول الرجل :وفي عراقنا؟ فيعرض عنه فقال :بها الزلازل والفتق وفيها يطلع قرن
الشيطان ".
ولندع علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه وأرضاه يصف لنا بنفسه الحالة النفسية
السيئة التي وصل إليها من الشيعة في العراق وكيف أنه كان يتمنى أن يستبدل كل عشرة
منهم بواحدٍ من أهل الشام الأبطال من جند معاوية وذلك من خلال كلامٍ له ورد في
كتاب نهج البلاغة (وهو كتاب سيعي أصلًا):