Page 199 - رجال حول الرسول صلى الله عليه وسلم
P. 199
www.islamicbulletin.comرﺟﺎل ﺣﻮل اﻟﺮﺳﻮل ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ
ويمكث خالد ھناك الى ما شاء ﷲ ان يمكث ،ثم يعود مع اخوانه راجعين الى بلادھم ،سنة سبع،
فيجدون المسلمين قد فرغوا لتوھم من فتح خيبر..
ويقيم خالد بالمدينة وسط المجتمع المسلم الجديد الذي كان أحد الخمسة الأوائل الذين شھدوا ميلاده،
وأسسوا بناءه ،ولا يغزو النبي غزوة ،ولا يشھد مشھدا ،الا وخالد بن سعيد من السابقين..
وكان خالد بسبقه الى الاسلام ،وباستقامة ضميره ونھجه موضع الحب والتكريم..
كان يحترم اقتناعه فلا يزيفه ولا يضعه موضع المساومة.
قبل وفاة الرسول جعله عليه السلام واليا على اليمن..
ولما ترامت اليه أنباء استخلاف أبي بكر ،ومبايعته غادر عمله قادما الى المدينة..
وكانه يعرف لأبي بكر الفضل الذي لا يطاول..
بيد أنه كان يرى أن أحق المسلمين بالخلافة واحد من بين ھاشم:
العباس مثلا ،أو عل ّي ابن أبي طالب..
ووقف الى جانب اقتناعه فلم يبايع أبا بكر..
وظل أبو بكر على حبه له ،وتقديره اياه لا يكرھه على أن يبايع ،ولا يكرھه لأنه لم يبايع ،ولا يأتي ذكره
بين المسلمين الا أطراه الخليفة العظيم ،وأثنى عليه بما ھو أھله..
ثم تغيّر اقتناع خالد بن سعيد ،فاذا ھو يشق الصفوف في المسجد يوما وأبو بكر فوق المنبر ،فيبايعه
بيعة صادقة وثقى..
**
ويسيّر أبا بكر جيوشه الى الشام ،ويعقد لخالد بن سعيد لواء ،فيصير أحد أمراء الجيش..
ولكن يحدث قبل أن تتحرك القوات من المدينة أن يعارض عمر في امارة خالد بن سعيد ،ويظل يلح على
الخليفة أن يغيّر قراره بشأن امارة خالد..
ويبلغ النبأ خالد ،فلا يزيد على قول:
" وﷲ ما س ّرتنا ولايتكم ،ولا ساءنا عزلكم"!!..
ويخ ّف الص ّديق رضي ﷲ عنه الى دار خالد معتذرا له ،ومفسرا له موقفه الجديد ،ويسأله مع من من
الق ّواد والأمراء يجب أن يكون :مع عمرو بن العاص وھو ابن عمه ،أ /مع شرحبيل بن حسنة؟
فيجيب خالد اجابة تن ّم على عظمة نفسه وتقاھا:
" ابن ع ّمي أح ّب ال ّي في قرابته ،وشرحبيل أح ّب في أح ّب ال ّي في دينه"..
ثم اختار أن يكون جنديا في كتيبة شرحبيل بن حسنة..
ودعا ابو بكر شرحبيل اليه قبل أ ،ستح ّرك الجيش ،وقال له:
" انظر خالد بن سعيد ،فاعرف له من الحق عليك ،مثل مل كنت تح ّب أن يعرف من الحق لك ،لو كنت
مكانه ،وكلن مكانك..
انك لتعرف مكانته في الاسلام..
وتعلم أن رسول ﷲ توفى وھو له وال..
199