Page 142 - merit 39 feb 2022
P. 142
العـدد 38 140
فبراير ٢٠٢2 المعابر التاريخية للصورة
النمطية بين الجماعات
يجعل الترجمة في المجمل وإشكالياته أو الترجمة والأمم لتلك المجالات
هي مجموعة قرارات من إلى العربية ،إلى موضوع
«الترجمة للآخر» وأهميته الحديثة ،كما يمكن القول
المترجم ،تنطلق مما هو للذات العربية المعاصرة، إن الصورة النمطية للذات
ثقافي /حضاري وتنعكس ووضع الأمر في سياق العربية المشوهة في الغرب
دراسات التدافع الحضاري والعالم قبل القرن التاسع
كذلك على ما هو لغوي في ظل ما تتعرض له المنطقة عشر ،اعتمدت على الترجمة
متعدد المستويات ،فربما العربية من تحديات راهنة
«أثناء المقارنة بين النص صعبة ،تشمل أهمية تحديد والدراسات الإنسانية
المصدر والنص الهدف، موقفها من العالم ودراسة التي قام بها علماء الغرب
يمكن أن نلاحظ أن النص أنماط التدافع الحضاري وباحثوهم ،في إطار توجه
الهدف قد خضع لبعض نظري وفكري عام عرف
التحولات والتغييرات أثناء فيه في العموم ،وأنماط
مسار عملية الترجمة ،وهذه التدافع المحيطة بالذات بالاستشراق أو دراسة
التحولات والتغيرات هي العربية ومستودع هويتها الشرق ،والمفهوم هنا واضح
نتيجة للقرارات التي يتخذها في الخصوص ،لتضع على باعتبار الغرب مرك ًزا للعالم.
أساسها استراتيجية أو ومن دراسات المستشرقين
المترجم ..على المستوى سياسة للترجمة تخدم وتراجمهم ك َّون العالم الغربي
اللغوي ومستوى التراكيب مشروعها الحضاري،
وتستشرف الطريق نحو صورة نمطية مشوهة عن
ومستوى المعنى»(.)3 المستقبل واحتمالاته. العربي /الشرقي /المسلم،
من هنا وعند النظر للترجمة
-2الترجمة من الذات في هذا السياق وبهدف تسللت مع تحول المعابر
للآخر باعتبارها دالة تغيير الصورة النمطية وظهور المجالات الستة
للذات العربية ،يمكن القول الحديثة التي أبرزهم:
حضارية إن الترجمة في الأساس هي الإعلام ،والسينما ،والخطاب
فعل مزدوج يعكس تصور السياسي المباشر .فقد
في سبيل تغيير الصورة المترجم عن ذاته وعن الآخر كان من ضمن الاتجاهات
النمطية للذات العربية من في الوقت نفسه ،سواء في الرئيسية للاستشراق (على
أثناء الترجمة المسته ِدفة سبيل المثال في دول المنطقة
خلال عملية «الترجمة لجمهور الذات ،أو الترجمة اللغوية الألمانية) ،أن قام
للآخر» ،يجب علينا الاهتمام المسته ِدفة لجمهور الآخر، دور «الاستشراق العملي
ففي كل سطر على المترجم بهدف تكوين مترجمين
بدراسة ما يجب ترجمته أن يتخذ قرا ًرا في تصوره ودبلوماسيين من أبناء
للآخر وتحديده جي ًدا ،وفق للجماعة البشرية التي ينتمي المنطقة [الألمانية] للعمل
إليها ،وفي تصوره للجماعة لخدمة تلك الدول ،ولتولي
مفاهيم الصورة النمطية البشرية التي تمثل الآخر. مهام العلاقات الدبلوماسية
السائدة عنا في الغرب وفق فهنا الترجمة هي موقف مع الدول العثمانية ومع
من المترجم تجاه النص الأقاليم العربية ،ثم مع الدول
المجالات الستة الرئيسة الذي يتعامل معه ،بما
السابق بيانها ،وذلك لنقارن العربية»(.)2
من هنا تأتي أهمية موضوع
بين الموجود بالفعل أو ما الانتقال من قضايا التعريب
قد يجري ترجمته للآخر
حاليًا ،وبين المطلوب بالفعل
ترجمته ،والحجم النسبي
بين عملية الترجمة عن الآخر
من جهة وإلى الآخر من جهة