Page 145 - merit 39 feb 2022
P. 145
حول العالم 1 4 3
أن «الأهداف الاستراتيجية أو موروثة من الماضي ،من والأخذ عنها حتى لا يصبح
للأمة العربية ..تتمثل في وجهة النظر هذه لا يمكن هناك مكان لشيء آخر سوى
التنمية الشاملة ،ومقاومة
اعتبار الترجمة والسياسات الوافد من الآخر /الأجنبي،
الهيمنة الأجنبية ،ودمقرطة الحاكمة لها فع ًل عشوائيًّا لأنه «من خلال الترجمة
النظام السياسي العربي،
يخضع للمصادفة أو الهوى، يتعرف الأنا على الآخر كما
ومن هذه الأهداف ..تنطلق أو فع ًل ترفيهيًّا اختيار ًّيا يكشف له أي ًضا عن ثقافته
أي محاولة لتحديد الحاجات يكمل به بعض المنشغلين
الخاصة»(.)10
الثقافية العربية ولوضع بالأدب أو الفنون وجاهتهم إن فلسفة الترجمة أو نظرية
الخطوط العامة لاستراتيجية أو ادعائهم بالتحضر الفردي الترجمة أو سياسة الترجمة
أو خطة عربية للترجمة»(.)12
وعادة في كل العصور يبقى ومواكبة آخر المستجدات، هنا حاكمة؛ تقوم على أنه
الأدب نفسه في أصله كان يجب اعتبار الترجمة هنا
هناك متن صامد في الأدب على علاقة عضوية بالمجتمع وسيلة في التدافع الحضاري
والفنون يرتبط بحالة المجتمع تصبح قيمة مضافة لوجود
ومحاولة دفعها نحو الأفضل والجماعة البشرية التي الذات العربية ،لا أن تصبح
ينتمي إليها ،قبل أن تظهر قيمة بالخصم منها لصالح
ومواجهة ظروفه غير تيارات «رد الفعل» للأزمات الآخر والاستلاب له ،وأعتقد
المواتية ،حيث تكون «الترجمة أن هذه هى الأزمة الحقيقية
تجاه المجتمع في أوقات في سياسات الترجمة في
عنص ًرا من عناصر الثقافة الضعف والانحدار والهزيمة، العديد من تجارب العالم
تدخل في إطار تنمية المجتمع وقبل أن يطور هؤلاء نظريات العربي ،وفهمها لمحددات
معاكسة للمجتمع تتمرد عليه التدافع بين الذات والآخر من
وتندرج في الحل التكاملي كنوع من رد الفعل السلبي. خلال الترجمة ،فالترجمة هي
،The integral solution عملية «عن طريقها يمكن نقل
الذي يستلزم مراعاة التنسيق من هنا يجب أن تكون أحدث ما توصل إليه العلم..
والشمول والتفاعل والتوازن سياسات الترجمة في العالم وكذلك نقل تراثنا العربي إلى
العربي والنظريات المرتبطة البلاد التي لا تعرف العربية،
بين الأجهزة المختصة، بها نابعة من التصور الثقافي بل تتكلم لغات أخرى»(.)11
والأجهزة المعنية بالتنمية العربي الشامل في المرحلة
المجتمعية والقائمين عليها من الراهنة وتقوم على خدمتها، -3الترجمة للآخر
كبنية ثقافية عربية
الحكومة والأهالي»(.)13 وأعتقد أننا في مرحلة
من هنا تكون الترجمة تاريخية شديدة التدافع مع هناك وجهة نظر عضوية
بوصفها فع ًل ثقافيًّا –أو كما ترى التواشج والتواصل بين
يجب أن تكون– على صلة الآخر الإقليمي والدولي،
بالمشروع الوجودي الخاص تتطلب ضبط المشروع معظم أبنية الثقافة الخاصة
بالجماعة البشرية التي بجماعة بشرية ما ،بحيث
تنتمي إليها ،وتهتم بمشروع الثقافي وسياسة الترجمة يكون لكل منها دور خاص
نهضتها والبحث فيما في سياق دعم الوجود
ينفعه ويفيد موقفه الآني في مشروع الوجود الخاص
في العالم ،ووفق التدافعات العربي ومواجهة التحديات بهذه الجماعة وما يواجهه
الحضارية وأنماطها التي الحضارية التي تحيط به، من تحديات آنية أو مستقبلية
تشتبك معها هذه الجماعة، وهناك الكثيرون ممن يدعون
فالمحدد الرئيسي لمسار وجهة النظر هذه في عضوية
الترجمة وسياساتها لجماعة العلاقة بين المشروع الثقافي
ككل وبين أبنيته الفرعية
المكونة له ،فيرى البعض مث ًل