Page 150 - merit 39 feb 2022
P. 150

‫العـدد ‪38‬‬                             ‫‪148‬‬

                                 ‫فبراير ‪٢٠٢2‬‬                       ‫يتمثل في مساحات الهيمنة‬
                                                                      ‫الأيديولوجية من خلال‬
‫المركز القومي للترجمة‬
                                                                   ‫الماركسية‪ ،‬بوصف روسيا‬
      ‫الأوروبية المشتبكة مع‬      ‫لغوي يتمثل في اللغة العبرية‬       ‫كما يعتبرها البعض وريثة‬
  ‫تدافعات الصراع) وذلك في‬           ‫في مستوى إقليمي قريب‪،‬‬
‫مستوى دولي داعم للمستوى‬                                              ‫لإرث الاتحاد لسوفييتي‬
                                 ‫وأهم الإشكاليات هنا ستكون‬        ‫السابق‪ ،‬وباعتبار أن البعض‬
            ‫الإقليمي الأول‪.‬‬        ‫القدرة على تمثل الآخر لكن‬      ‫ما زال خاض ًعا لأثر الهيمنة‬
‫وعند النظر للعلاقة مع الآخر‬        ‫وفق تصور الذات للصراع‬          ‫الأيديولوجية تلك مع الحلف‬
                                    ‫ووجهة نظرها‪ ،‬حيث «إن‬
   ‫الغربي في تمثله الأمريكي‬          ‫الترجمة أ ًّيا ما تكون هي‬                     ‫الروسي‪.‬‬
‫تحدي ًدا‪ ،‬أو الآخر الصهيوني‬      ‫فعل تمثيل‪ ،‬كما أن أي تمثيل‬         ‫إنما سيكون مصدر تغيير‬
 ‫ببعده اليهودي والأوروبي‪،‬‬           ‫هو فعل ترجمة‪ ،‬كذلك هي‬          ‫الصورة النمطية الأساسي‬
 ‫سنجد أن اللحظة التاريخية‬            ‫ترجمة الأدب من العربية‬        ‫حيث الغرب منشأ الصورة‬
 ‫الراهنة مركزها هو مشروع‬            ‫للعبرية فعل تمثيل للآخر‪،‬‬      ‫النمطية السلبي عن العربي‪،‬‬
                                    ‫غير أن الترجمة في الحالة‬
   ‫تفكيك الذات العربية الذي‬      ‫الثقافية اليهودية الفلسطينية‬         ‫من خلال دراسة أنماط‬
     ‫قاده الغرب منذ الحرب‬         ‫تجري بشروط غير متكافئة‬         ‫التدافع التاريخي بيننا وبينه‪،‬‬
                                    ‫بسبب العلاقات اللاهوتية‬
‫العالمية الأولى مرو ًرا بالحرب‬   ‫والكولونيالية ما بين العربية‬        ‫لتوقع المسارات والمآلات‪،‬‬
 ‫العالمية الثانية ثم إقامة دولة‬                ‫والعبرية»(‪.)20‬‬      ‫فأهمية وضع فعل الترجمة‬
‫للصهيونية ويهود أوروبا في‬            ‫وتتدافع اللغة العربية مع‬
 ‫فلسطين‪ ،‬فالتدافع مع الآخر‬          ‫اللغات الغربية أي ًضا (تبدأ‬     ‫في إطار «دراسات التدافع‬
‫الغربي‪ /‬الصهيوني هو المتن‬              ‫بالإنجليزية والفرنسية‬     ‫الحضاري» يرجع إلى أننا قد‬
‫ومصدر أزمة الذات العربية‪،‬‬             ‫وتمر على معظم اللغات‬        ‫نعطيها مفهو ًما يقوم على أن‬
  ‫وخلق صورة نمطية سلبية‬                                          ‫الوجود في العالم ليس وجو ًدا‬
                                                                  ‫فرد ًّيا‪ ،‬بل هو وجود مزدوج‬
   ‫عنها للغاية بين مواطنيه‪،‬‬
     ‫وهو ما سيتطلب اعتبار‬                                             ‫يقوم على إدراك لطبيعة‬
                                                                   ‫الذات وهويتها‪ ،‬في علاقتها‬
                                                                 ‫بإدراك طبيعة الآخر وهويته‪،‬‬

                                                                      ‫وأن احتمالات المستقبل‬
                                                                  ‫بالنسبة لجماعة بشرية ما‪..‬‬

                                                                      ‫بقدر ما ترتبط بظروفها‬
                                                                       ‫الذاتية وتاريخ تطورها‬
                                                                   ‫الخاص‪ ،‬فهي ترتبط بالقدر‬
                                                                    ‫ذاته بالظروف الموضوعية‬
                                                                      ‫خارجها وبموقف الآخر‬

                                                                             ‫وتاريخ تطوره‪.‬‬
                                                                       ‫خاصة في المناطق ذات‬
                                                                      ‫الصراع اللغوي المزدوج‬
                                                                    ‫(بين لغتين) أو أكثر‪ ،‬كما‬
                                                                       ‫هو الحال في صراعات‬
                                                                     ‫وتدافعات الذات العربية‪،‬‬
                                                                    ‫التي تشهد تداف ًعا مع آخر‬
   145   146   147   148   149   150   151   152   153   154   155