Page 154 - merit 39 feb 2022
P. 154

‫العـدد ‪38‬‬                            ‫‪152‬‬

                                ‫فبراير ‪٢٠٢2‬‬                        ‫الشهير جان بول سارتر‬
                                                                    ‫المعنون « “‪Réflexions‬‬
‫صدرت له مصحوبة بدراسة‬             ‫بعض الملفات‪ ،‬وانطلا ًقا من‬      ‫‪sur la Question Juive‬‬
  ‫نقدية أي ًضا‪ ،‬قابلني في أحد‬     ‫فكرة وجود سردية عربية‬
   ‫المواضع إشارة وردت في‬        ‫كبرى‪ ،‬تحقق منطق الند للند‪،‬‬           ‫أو «تأملات في المسألة‬
    ‫النص الأصلي‪ ،‬لو لم أكن‬         ‫وفي الملتقى الثقافي لتطوير‬      ‫اليهودية»‪ ،‬الذي ترجمته‬
  ‫على خلفية تاريخية بالنص‬         ‫العلاقات المصرية الصينية‬           ‫عن النسخة الإنجليزية‬
 ‫والسياق الحضاري الخاص‬          ‫الذي دعى له الجانب الصيني‬      ‫المعنونة ‪Anti-Semite and‬‬
 ‫به‪ ،‬لما استطعت اتخاذ القرار‬     ‫(الأكاديمية المركزية للإدارة‬   ‫‪ ،)22(Jew‬اخترت أن أقدم له‬
                                                                 ‫بدراسة نقدية تقدم سردية‬
‫الخاص بترجمتها وفق المراد‬             ‫الثقافية ببكين)‪ ،‬وكنت‬    ‫كبرى مضادة لفلسفة سارتر‬
  ‫منها‪ ،‬كان النص الإنجليزي‬        ‫واح ًدا من (‪ )15‬دعوة فقط‬     ‫السياسية في الكتاب‪ ،‬بعنوان‪:‬‬
                                ‫وجهت للمشاركين المصريين‬              ‫سارتر بين الصهيونية‬
                     ‫يقول‪:‬‬                                           ‫وسلب الحق الوجودي‬
‫‪And all must love the‬‬                 ‫الذين زاروا الأكاديمية‬
‫‪human form,‬‬                       ‫الصينية على مدى أكثر من‬                   ‫للفلسطينيين»‪.‬‬
‫‪In heathen, Turk, or‬‬               ‫‪ 10‬سنوات‪ ،‬وفي حين قدم‬          ‫وهى دراسة نقدية راعيت‬
‫‪Jew.‬‬                              ‫معظم المشاركين ملاحظات‬
‫‪Where Mercy, Love,‬‬                                                   ‫فيها الرجوع للمصادر‬
‫‪and Pity dwell,‬‬                     ‫على البرامج الثقافية التي‬    ‫الغربية والصهيونية وليس‬
‫‪There God is dwelling‬‬              ‫قدمت في الأكاديمية‪ ،‬قمت‬
‫‪too(25).‬‬                            ‫بتقديم خطاب يعتمد على‬             ‫العربية فقط‪ ،‬وراعيت‬
                                   ‫مبادرة شاملة تضم عموم‬           ‫استخدام الخطاب العقلي‬
     ‫وكانت المشكلة أن كلمة‬
‫‪ Turk‬هنا ليس المقصود منها‬            ‫المشـتركين في مشروع‬             ‫المنطقي للرد على البناء‬
                                       ‫طريق الحرير الجديد‪،‬‬        ‫النظري الذي قدمه سارتر‬
    ‫مجرد التركي وفقط‪ ،‬إنما‬          ‫وأسميتها «مبادرة تبادل‬        ‫لدعم الصهيونية وتوطين‬
‫كانت دلالة أو إشارة للمسلم‬          ‫المزيج الثقافي»(‪ ،)23‬وقمت‬     ‫يهود أوروبا في فلسطين‪،‬‬
                                   ‫بترجمتها للغة الإنجليزية‬
   ‫عمو ًما في التصور النمطي‬       ‫التي اخترت أن أتحدث بها‬            ‫وهنا مث ًل أرى أن هذه‬
  ‫الأوربي في ذلك الحين‪ ،‬من‬      ‫للوفد الصيني‪ ،‬وألا أستخدم‬          ‫الدراسة تصلح للترجمة‬
‫هنا اخترت الحفاظ على البنية‬           ‫مترجمة اللغة الصينية‬     ‫للآخر وتكوين خطاب مضاد‬
  ‫التاريخية والآنية في الوقت‬          ‫الحاضرة من العربية‪،‬‬      ‫للصورة النمطية للعربي عند‬
   ‫نفسه‪ ،‬عن طريق ترجمتها‬            ‫وجاءت المبادرة في ثلاث‬         ‫الآخر الغربي المعادي لنا‬
                                   ‫صفحات تقريبًا وترجمتها‬        ‫باسم الحرية والديمقراطية‬
     ‫في المتن بالمعنى المباشر‪،‬‬                                 ‫وقيم المسألة الأوروبية كلها‪،‬‬
  ‫وفي الحاشية بيان المقصود‬                     ‫تحت عنوان‪:‬‬        ‫ولقد اقترحت لها عنوا ًنا في‬
                                ‫‪Initiative of “Cultural‬‬           ‫مسودة لترجمتها بعنوان‪:‬‬
    ‫بالسياق التاريخي منها‪،‬‬      ‫”‪Mix Exchange‬‬                  ‫‪Sartre between Zionism‬‬
                      ‫هكذا‪:‬‬     ‫‪on the New Silk‬‬                ‫‪and Denying the Ex-‬‬
                                ‫)‪Road(24‬‬                       ‫‪istential Right of the‬‬
     ‫ولا بد للجميع أن يحب‬                                      ‫‪Palestinians‬‬
           ‫الشكل الإنساني‪،‬‬             ‫وفي موضع آخر عند‬              ‫وفي مثال آخر عند بناء‬
                                       ‫ترجمتي لديوان رائد‬           ‫الخطاب الموجه للآخر‪/‬‬
      ‫فى الوثنية‪ ،‬التركية‪ ،‬أو‬   ‫الرومانتيكية الإنجليزي وليم‬     ‫الحليف‪ /‬الصيني نسبيًّا في‬
                  ‫اليهودية‪.‬‬     ‫بليك للعربية (أغنيات البراءة‬
                                ‫والتجربة)‪ ،‬وفي الترجمة التي‬
   ‫أينما تكمن الرحمة‪ ،‬الحب‪،‬‬
                  ‫والشفقة‪،‬‬

          ‫يكمن إلههم أي ًضا‪.‬‬
  ‫وأضفت في الهامش إشارة‬
   149   150   151   152   153   154   155   156   157   158   159