Page 155 - merit 39 feb 2022
P. 155

‫حول العالم ‪1 5 3‬‬

                 ‫وترجمته‪:‬‬                  ‫الحديث عن السرديات‬                      ‫للكلمة تقول‪« :‬يقصد هنا‬
           ‫يكون أو لا يكون‬                              ‫الكبرى‪.‬‬                   ‫الإسلام والمسلمين‪ ،‬حيث‬
 ‫أي ًضا في المنهج الشكسبيري‬                                                      ‫كانت «تركيا» ترمز في ذلك‬
    ‫وفى مناهج أخرى كذلك‪.‬‬                    ‫فالمسألة «أن الثقافة‬
        ‫وكان القرار في كلمة‬          ‫المهيمنة لا تترجم من الثقافة‬                    ‫الوقت للدولة العثمانية‬
          ‫ַהׁ ֶּש ְק ְסִּפי ִרית أو‬                                             ‫والشرق والعالم الإسلامي»‪،‬‬
  ‫الشكسبيري‪ ،‬حيث وجدت‬                    ‫الخاضعة سوى الأعمال‬
   ‫أنها تعني المفهوم الشائع‬             ‫التي تلائم ما تحمله عنها‬                    ‫والمقصود من المثال هو‬
    ‫نفسه في الثقافة العربية‪،‬‬             ‫من تصورات سابقة‪ ،‬أي‬                      ‫الوعي بالسياق الحضاري‬
   ‫والغرض القول إن الوعي‬             ‫تمتثل إلى ما لديها من صور‬                  ‫والقدرة على تصويره ونقله‬
‫بالتدافع الحضاري مع الآخر‬                                                       ‫للذات أو للآخر أي ًضا‪ ،‬حيث‬
  ‫وسياقات النصوص‪ ،‬لازم‬                    ‫نمطية مهيمنة؛ في حين‬                  ‫جاءت الدراسة تحت عنوان‪:‬‬
  ‫في الترجمة إلى الآخر ومنه‬          ‫تختار الثقافة الخاضعة عادة‬                 ‫«سيد الرومانتيكية»؛ وأهمية‬
  ‫كذلك‪ ،‬وإن كانت إلى الآخر‬
‫لها الأولوية هنا وفق مفهوم‬             ‫ما تترجمه لمجرد أنه قادم‬                    ‫هذه الدراسات التقديمية‬
‫السردية العربية الكبرى كما‬                 ‫من ثقافة مهيمنة»(‪.)26‬‬                   ‫أن تصلح كي تكون لبنة‬
   ‫طرحت في المثالين الأولين‬                ‫وفي ترجمة أخرى عن‬                       ‫أساسية للخطاب النقدي‬
  ‫في الخطاب الخاص الموجه‬                                                           ‫الموجه للغرب أو للحليف‬
   ‫لسارتر وللحليف الصيني‬              ‫العبرية (مختارات شعرية)‬                      ‫الحضاري لتقديم صورة‬
   ‫أي ًضا‪ ،‬لأن الخطاب الموجه‬               ‫قدم ُت دراسة بعنوان‪:‬‬
      ‫للآخر هو مناط تغيير‬                                                            ‫إيجابية للذات العربية‪،‬‬
 ‫الصورة النمطية‪ ،‬حيث «من‬                  ‫«الصمود‪ :‬الصورة غير‬                     ‫وتقدم خطا ًبا فكر ًّيا جدي ًدا‬
   ‫خلال النشطات الترجمية‬                ‫النمطية للعربي في الأدب‬
    ‫التعجيمية تستطيع الأمة‬                                                            ‫يخرج من المنطق ذاته‬
‫العربية أن تقدم نفسها للعالم‬               ‫الصهيوني»(‪ ،)27‬وفيها‬                  ‫الذي يستخدمه الغرب‪ ،‬من‬
 ‫ثقافيًّا‪ ..‬لأن للعرب خصو ًما‬        ‫مارس ُت اختيا ًرا بالحفاظ على‬
     ‫تاريخيين‬                                                                       ‫هنا لا نقع تحت تروس‬
     ‫معروفين‬                           ‫الأصل كما هو لشيوعه في‬                      ‫ماكينة التنميط الأوروبية‬
    ‫يحرصون‬                           ‫الثقافة العربية‪ ،‬فالنص يقول‬                   ‫في اختياراتها لما تترجمه؛‬
    ‫على تشديد‬                                                                   ‫لكونها ترى في نفسها ثقافة‬
      ‫الحصار‪،‬‬                                        ‫في العبرية‪:‬‬                  ‫مهيمنة‪ ،‬تمتلك وحدها حق‬
   ‫ليتمكنوا من‬
 ‫تشويه صورة‬                          ‫ִל ְהיֹות אֹו לֹא ִל ְהיֹות‬
 ‫الأمة العربية‪..‬‬
 ‫وتأليب الرأي‬                        ‫ַּגם ַּבׁ ִּשי ָטה ַהׁ ֶּש ְק ְסִּפי ִרית‬
   ‫العام العالمي‬                     ‫ְו ַגם ְּבִׁשיטֹות ֲא ֵחרֹות‪.‬‬
  ‫ضدها وضد‬
      ‫قضاياها‬
   ‫العادلة»(‪.)28‬‬
   150   151   152   153   154   155   156   157   158   159   160