Page 163 - merit 39 feb 2022
P. 163

‫حول العالم ‪1 6 1‬‬

 ‫عليها في الأساس فهم فكرة‬       ‫مع التأكيد على عدم صدور‬             ‫تغييرها من خلال مشروع‬
‫تدافع الذات مع الآخر‪ ،‬ويمر‬       ‫ترجمة من اللغات الأخرى‬            ‫الترجمة إلى الآخر‪ ،‬عل ًما بأن‬
‫العديد منها بمتلازمة نفسية‬         ‫دون أن تصحبها دراسة‬
                                                                      ‫هذا الخطاب الجديد الذي‬
     ‫وفكرية يمكن أن نطلق‬            ‫تبرز سياقها في ثقافتها‬          ‫سيتم ترجمته لن يقوم على‬
   ‫عليها متلازمة «الاستلاب‬       ‫وحضارتها الأم‪ ،‬وأهميتها‬           ‫ترجمة الأدب وبعض أمهات‬
   ‫الحضاري» للآخر والتي‬           ‫وعلاقتها بالثقافة العربية‬        ‫الكتب أو كلاسيكيات المكتبة‬
    ‫ارتبطت بمرحلة النهضة‬        ‫والمصرية (من خلال مدخل‬             ‫العربية كالمحاولات السابقة‪،‬‬
   ‫الأوروبية وما خرج عنها‬                                         ‫إنما سيقوم على اختيار نقاط‬
                                   ‫التدافع الحضاري)‪ ،‬وفي‬          ‫ومحكات بعينها لها ثقلها عند‬
      ‫من منتجات حضارية‬          ‫مرحلة متقدمة من الوعي أو‬             ‫الموازنة الحضارية‪ ،‬وعمل‬
   ‫وأيديولوجية‪ ،‬رأى بعض‬                                            ‫دراسات جديدة وفق خطاب‬
    ‫العرب فيها الاشتراطات‬         ‫العمل الذكي الفعال‪ ،‬يمكن‬         ‫علمي موضوعي جديد يعي‬
  ‫المطلقة القابلة للتعميم على‬  ‫اعتبار الخطاب الذي ستقدمه‬
    ‫كل زمان ومكان‪ ،‬بغض‬         ‫تلك المقدمات للأعمال الغربية‬           ‫خطاب الآخر ويدركه من‬
   ‫النظر عن السياق الخاص‬       ‫المترجمة‪ ،‬لبنة أخرى تضاف‬             ‫منظور التدافع الحضاري‪،‬‬
                               ‫لمهمة التعريف بالذات العربية‬       ‫ثم ترجمتها إلى اللغات المعنية‬
       ‫بالجماعات الإنسانية‬     ‫وتصورها للمشروع الغربي‬
      ‫الموجودة خارج المركز‬                                                            ‫بالآخر‪.‬‬
                                 ‫وفق سياقها الذاتي‪ ،‬حينما‬             ‫‪ -‬تحويل مراكز الترجمة‬
                ‫الأوروبي‪.‬‬         ‫يصل ذلك الخطاب للحظة‬             ‫العربية (المركز العلمي لهيئة‬
‫‪ -‬وضع استراتيجية جديدة‬           ‫ومساحة التفوق لكي ُيقدم‬             ‫الكتاب نموذ ًجا) إلى مركز‬
                                ‫للذات ثم يتم ترجمته للآخر‬
  ‫للترجمة العربية وضبطها‬                                                ‫أبحاث متكاملة تتصف‬
‫داخل إطار مراكز الترجمة‪/‬‬                    ‫في الوقت ذاته‪.‬‬           ‫بالفاعلية والحركية‪ ،‬فمث ًل‬
                                    ‫‪ -‬الانفتاح نحو وجهات‬
  ‫البحث المقترحة بما يواكب‬       ‫حضارية جديدة خاصة في‬                   ‫عند الترجمة عن الآخر‬
‫الاحتياج الحضاري التنموي‬          ‫الثقافة والأدب والمقاربات‬        ‫يجب أن يرتبط ذلك بمصفاة‬
‫الجديد للبلاد العربية ومصر‬       ‫الفكرية والمعرفية الأفريقية‬
‫في ظل استشرافها لمستقبلها‬                                            ‫وهدف ربط خطة الترجمة‬
                                     ‫واللاتينية والآسيوية‪،‬‬          ‫من اللغات الأخرى بأهداف‬
    ‫وبحثها عن سبل رصف‬                ‫لاستكشاف احتمالات‬
  ‫الطريق إليه‪ ،‬واستكشافها‬        ‫المشترك الحضاري والبناء‬               ‫بحث سبل نهضة الذات‬
‫إرهاصات النهضة ونماذجها‬          ‫عليها‪ ،‬والخروج من هيمنة‬             ‫العربية‪ ،‬بالتحديد الأعمال‬
                               ‫المركز الأوروبي فكر ًّيا وأدبيًّا‬  ‫الغربية التي تتعلق بمجالات‪:‬‬
        ‫المعرفية التي تصلح‬        ‫التي سيطرت على العقلية‬              ‫الدراسات الاستشرافية‪،‬‬
 ‫للتطبيق على الحالة العربية‪،‬‬     ‫العربية في القرن العشرين‪،‬‬
                                ‫وخلقت أصنا ًما أيديولوجية‬                ‫والدراسات المستقبلية‬
     ‫والسيناريوهات الممكنة‬        ‫ومعرفية وثقافية يصعب‬                 ‫والحضارية‪ ،‬والنظريات‬
  ‫في هذا الاتجاه الذي يربط‬
‫المعرفة بالاحتياج الحضاري‬                                               ‫الإنسانية والاجتماعية‬
                                                                   ‫الجديدة في الألفية الجديدة‪،‬‬
        ‫الآني للبلاد العربية‬
   158   159   160   161   162   163   164   165   166   167   168