Page 172 - merit 39 feb 2022
P. 172

‫العـدد ‪38‬‬                                 ‫‪170‬‬

                                   ‫فبراير ‪٢٠٢2‬‬                             ‫وطلاوة الحديث‪ ،‬وسعي‬
                                                                           ‫رجال القانون والسياسة‬
  ‫على غراره في رسم صورة‬             ‫بدورها‪ ،‬لكنها ُتدفع من قبل‬
‫المرأة‪ -‬الشيطان‪ .‬ففي شباب‬           ‫والديها إلى مكيدة تجلب لها‬                  ‫والأدب إلى رفقتها‪.‬‬
                                     ‫الثراء بالإيقاع بثر ِّي لبنان‪.‬‬       ‫ولقد أُشير إلى تحية باسم‬
     ‫امرأة‪ ،‬الذي ُيعتبر فيل ًما‬       ‫وفي النهاية تعود تحية إلى‬            ‫العالمة في أفضل فيلم لها‪،‬‬
‫كلاسيكيًّا متأ ِّخ ًرا‪ ،‬تلعب تحية‬    ‫الريحاني في خاتمة عاطفية‬           ‫ألا وهو لعبة الست (‪)1946‬‬
                                   ‫كثي ًرا ق َّل أن سمحت بها بقيَّة‬       ‫الذي كان أيضا من بطولة‬
   ‫دور أرملة قاسية تتض َّور‬        ‫أفلامها الأخرى‪ .‬وهي تؤ ِّدي‬
  ‫جو ًعا للجنس وتؤ ِّجر غرفة‬        ‫في هذا الفيلم رقصة قصيرة‬                 ‫نجيب الريحاني‪ ،‬أعظم‬
 ‫لقروي جميل وساذج وصل‬              ‫ومثيرة إلى ح ِّد الإدهاش‪ ،‬غير‬        ‫الممثلين والكوميديين العرب‬
 ‫من القاهرة حديثًا طلبًا للعلم‬        ‫أ َّن المراد لهذه الرقصة هو‬
‫في الأزهر‪ ،‬فتغويه وتتزوجه‪،‬‬           ‫أن تكون أم ًرا ثانو ًّيا تقريبًا‬       ‫في القرن العشرين‪ ،‬ذلك‬
‫غير أ َّنه يفيق من سحر تحية‬                                                 ‫المزيج المُذهل من شابلن‬
  ‫الشبيه بسحر سيرسي‪ ،‬ما‬                 ‫بالقياس إلى فطنة تحية‪،‬‬             ‫وموليير‪ .‬ففي ذلك الفيلم‬
 ‫إن يلتقي ابنة صدي ٍق للعائلة‬               ‫وذكائها‪ ،‬وجمالها‪.‬‬          ‫تلع ُب تحية دور راقصة شابة‬
‫شبيهة بالملاك‪ ،‬فيتن َّكر لتحية‪،‬‬                                          ‫موهوبة وذكية‪ ،‬يستخدمها‬
‫ويهجرها سعيًا وراء الصبية‬          ‫ويبدو أ َّن المُخرجين قد دأبوا‬      ‫أهلها الأنذال للإيقاع بالرجال‬
  ‫المأمونة المملة‪ .‬غير أ َّن هذه‬      ‫بعد ذلك الفيلم على تثبيت‬          ‫الأغنياء‪ .‬أما الريحاني‪ ،‬الذي‬
  ‫الحكاية العادية تشتمل على‬          ‫تحية في نسخة أشد رداءة‬               ‫يلعب دور معلم عاطل عن‬
                                     ‫من هذا الدور‪ ،‬الذي راحت‬           ‫العمل‪ ،‬ف ُمغر ٌم بها وهي تحبه‬
    ‫مشهد عظيم تسحب فيه‬               ‫تعيده فيل ًما بعد فيلم‪ .‬فهي‬
     ‫تحية زوجها الشاب من‬
   ‫احتفال في الشارع ترقص‬            ‫المرأة الأخرى‪ ،‬نقيض البطلة‬
   ‫فيه راقصة فتيَّة خلبت ل َّب‬     ‫الفاضلة‪ ،‬المقبولة محليًّا‪،‬‬
‫الطالب الغ ِّر‪ .‬تأخذه تحية إلى‬
   ‫البيت‪ ،‬و ُتجلسه‪ ،‬وتقول له‬          ‫والأقل إثارة بكثير‪.‬‬
 ‫إ َّنها س ُتريه الآن كيف يكون‬       ‫غير أ َّن مواهب تحية‬
  ‫الرقص على أصوله‪ .‬وهكذا‬             ‫ُتش ُّع حتى ضمن تلك‬
   ‫تق ِّدم عر ًضا خا ًّصا ُملتهبا‬     ‫الحدود‪ .‬فهي تدفعك‬
 ‫ح ًّقا‪ُ ،‬مثبتة أنها لا تزال –ولو‬
  ‫صارت في أواسط عمرها‪-‬‬                  ‫للاعتقاد بأ َّنها أشد‬
   ‫الراقصة الأبرع‪ ،‬والأذكى‪،‬‬          ‫إثارة كرفيقة وعشيقة‬
  ‫والموضوع الجنسي الأش ُّد‬            ‫من المرأة التي تتز َّوج‬
                                      ‫البطل‪ ،‬فتبدأ بالتفكير‬
               ‫إثارة للرغبة‪.‬‬
      ‫مثل كثير من المُغتربين‬           ‫بأ َّن ذكاءها وإغراءها‬
     ‫الذين مثَّلت تحية واح ًدا‬     ‫الشديدين هما ما يفرض‬
  ‫من رموز شبابهم الجنسيَّة‬
      ‫العظيمة‪ ،‬كنت أفترض‬                ‫تصويرها في صورة‬
     ‫أ َّنها ستظ ُّل ترقص ربما‬         ‫المرأة الخطيرة‪ ،‬العالمة‬
   ‫إلى الأبد‪ .‬فتصور الصدمة‬            ‫التي هي أعلم‪ ،‬وأذكى‪،‬‬
  ‫العنيفة حين ُعد ُت إلى هناك‬           ‫وأش ُّد انفتا ًحا من أن‬
     ‫صيف العام ‪ ،1975‬بعد‬           ‫يحتملها أي رجل في مصر‬
     ‫غياب عن مصر لخمس‬                ‫المعاصرة‪ .‬وما إن جاءت‬
                                      ‫الخمسينيات حتى غدت‬
                                    ‫تحية النموذج الذي تنسج‬
                                      ‫عشرات الأفلام المصرية‬
   167   168   169   170   171   172   173   174   175   176   177