Page 181 - merit 39 feb 2022
P. 181

‫ذكرت "شهرزاد بن يونس في مقارنة‬                                      ‫شهرزاد بن يونس‬
‫سيميولوجيا لحركتي العين واليد‪ ،‬مجلة‬
 ‫العلوم الإنسانية‪ ،‬إن اللغة المنطوقة لا‬                           ‫الرقصات ذات استخدام‬
‫تعد الوسيلة الرئيسة في تواصل الإنسان‬                          ‫السوط وغيرها‪ .‬إن الخطوات‬
‫مع الآخرين‪ ،‬لأنه بحاجة إلى وسيلة أخرى‬
 ‫يعبر بها عن أفكاره ومشاعره ورغباته‬                            ‫الحركية للرقصات الشعبية‬
                                                                ‫هذه ما هي إلا تجريد لفعل‬
   ‫كالرضا‪ ،‬والمحبة‪ ،‬والبغض‪ ،‬والتحية‬
 ‫والمعاداة‪ .‬ولعل لغة الإشارة بأنواعها‬                             ‫الحدث ذاته‪ ،‬وكلما كانت‬
                                                                 ‫الخطوات قريبة في شكلها‬
   ‫المختلفة المتعددة ي ّسرت له سبل‬
        ‫التواصل في كل الأماكن‪..‬‬                                      ‫التجريدي داخل ذهن‬
                                                                  ‫المتلقي من حقيقة الحدث‬
   ‫والإشارة الودية كالعناق‬             ‫اللغوي‪ ،‬فقد اهتم به‬     ‫في تسلسله‪ ،‬أكد الفرد مدى‬
 ‫والمصافحة‪ ،‬وهي تسهم في‬           ‫الدارسون مع بداية القرن‬      ‫تواصلها بين أفراد مجتمعه‬
  ‫تكوين حكم عن مدى حبنا‬          ‫التاسع عشر عند مجموعة‬
   ‫واهتمامنا بشخص ما‪ ،‬أو‬           ‫من الباحثين على رأسهم‬            ‫مثلها مثل كلمات اللغة‬
   ‫العكس من خلال إشارات‬                                         ‫وجملها‪ .‬إن مفهوم الشكل‬
 ‫الغضب‪ ،‬كتقطيب الحاجبين‬             ‫(دشين ‪ )Duchenne‬و‬            ‫الحركي لدى الفرد ما هو‬
                               ‫(شارلز بال ‪،)Charles Bell‬‬       ‫إلا ترجمة لصورة موجودة‬
        ‫والوضعية العدائية‪.‬‬      ‫اللذين انصب اهتمامهما على‬
   ‫‪ -‬السيطرة (القوة)‪ :‬مثل‬                                           ‫داخل ذهنه تتطابق مع‬
     ‫تفخيم الصوت‪ ،‬وبعض‬             ‫الاستجابة العاطفية التي‬     ‫صورة داخل ذهن المشاهد‪.‬‬
    ‫الإشارات الجسدية التي‬         ‫تظهر على قسمات الوجه‪.‬‬         ‫وتترجم إلى مفهوم ومعنى‬
   ‫تعبر عن القوة في التبليغ‪،‬‬     ‫ويؤكد هذان الدارسان على‬        ‫على حسب البيئة التي نشأ‬
‫وإحكام السيطرة على المتلقين‬       ‫أن هذا النوع من الاتصال‬     ‫فيها سواء المؤدي والمشاهد‪،‬‬
 ‫وتوجيههم نحو الفكرة التي‬        ‫يستعمل لتبليغ ثلاثة أبعاد‬       ‫أو المؤدي أو المشاهد‪ .‬كما‬
   ‫يبغى المتكلم إقناع المتلقي‬  ‫من المعنى من خلال العلاقات‬       ‫أن هذه الصورة لا تترجم‬
                                ‫بين الناس‪ ،‬وهي الاستجابة‬
                       ‫بها‪.‬‬      ‫والمحبة والسيطرة‪ ،‬ويمكن‬          ‫حرفيًّا في معظم الأحوال‬
  ‫ولقد أطلق على هذا الشكل‬                                     ‫ولكن تترجم تجريد ًّيا للمعنى‬
 ‫الأدائي الحركي علم الحركة‬            ‫توضيحهما في الآتي‪:‬‬
    ‫الجسدية أو علم الكينات‬          ‫‪ -‬الاستجابة‪ :‬تتمثل في‬                   ‫النفسي منها‪.‬‬
 ‫(‪ )Kinesics‬كما يطلق عليه‬       ‫الاتصال بالعين والتعبيرات‬         ‫ونظ ًرا لهذه الأهمية التي‬
                                                                  ‫يحظى بها التواصل غير‬
     ‫أحيا ًنا اسم لغة الجسد‪.‬‬            ‫الوجهية الإيحائية‪،‬‬
    ‫ويعرف معجم علم اللغة‬             ‫والوضعيات الجسدية‬
     ‫التطبيقي مصطلح كاين‬            ‫المناسبة لإبداء الاهتمام‬
    ‫‪ Kine‬بأنه‪« :‬حركة ذات‬
                                                ‫بالآخرين‪.‬‬
                               ‫‪ -‬المحبة‪ :‬تتمثل في الابتسامة‬
   176   177   178   179   180   181   182   183   184   185   186