Page 184 - merit 39 feb 2022
P. 184
العـدد 38 182
فبراير ٢٠٢2 عصام الزهيري
بمعنى الطاعة والانكسار المدهش في حياة الفنانة حزمة نساء اسمهن «تحية كاريوكا»
الأنثويين ،وإنما بمعنى
الرائدة «تحية كاريوكا» أن
أنها جسدت أفكار الذكورة سيرتها الصاخبة بإثارتها
السلبية عن شخصية
المرأة المتمردة ،أي أنها ودراميتها وامتلائها
بالأحداث قد تزيد صخبًا
كانت أدوا ًرا على النقيض وعم ًقا عن كل ما امتلأت به
مما تعكسه سيرة حياة أفلامها المئتين ومسرحياتها
وشخصية «بدوية» -وهو
الاسم الحقيقي لـ»تحية»- الثلاثين -على وجه
من تمرد نسوي نبيل، التقريب -من أحداث .سيرة
عاصف ومتح ٍّد ومنتصر «كاريوكا» الفنية والحياتية
في آن واحد .مجمل أدوار (بدون فصل ولا انفصال)
«كاريوكا» على شاشة
السينما تبدو بالفعل كما تبقي «المشاهد» مبهو ًرا
لو كانت تجسي ًما متعدد ملتص ًقا بظهر مقعده متله ًفا
الأبعاد لتمثلات الذكر ومخطوف الأنفاس من
الشرقي السلبية لصورة الإثارة ،متماهيًا بشكل لا
المرأة الشريرة (المتمردة)، يصدق مع تداخل الأحداث
وهو تناقض فني مثير وتسارعها وتوترها،
انطوت وقائع حياة «تحية» بصورة توازي -وربما
المثيرة أي ًضا على تناقض تفوق -حال مشاهد
آخر عميق شبيه به. أدوارها السينمائية الخالدة
من ثم تبقى مساحة في تاريخ السينما المصرية.
الرقص -التي اشتهرت لكن التعقيد المخبأ هنا هو
«تحية» بأداءها الساحر أن مجمل أدوار «الست
والمغناطيسي له في مساحة
تحية» السينمائية قد تؤدي
لا تزيد عن متر مربع بجمهور عشاق فنها نفسه
واحد -هي المساحة الأكثر إلى إدانتها بطريقة ظاهرة
أو خفية ،أدوارها الخالدة
صلاحية للكشف عن في «سمارة» و»أهل الهوى»
الأعماق الفنية والأبعاد
السحرية للفنانة الأسطورة، و»لعبة الست» و»شباب
امرأة» و»حبيبي الأسمر»
كما لاحظ الكثيرون و»الناصر صلاح الدين»
رقصت «كاريوكا» في تلك و ..و ..و ،..أمثلة في بحر
المساحة الصغيرة لنفسها
من الأدوار صنعت من
أكثر مما كانت ترقص تحية أسطورة من أساطير
لجمهورها ،وعبرت بسحر السينما في القرن العشرين،
لكنها كانت أدوا ًرا أقرب ما
ورشاقة وليونة تعبيرية
مثيرة عن كل ما لم تتمكن تكون لتجسيم شخصية
«فنانة ممتثلة» على الشاشة
الكلمات من التعبير عنه لا في الواقع ،ليس الامتثال