Page 118 - merit 40 apr 2022
P. 118

‫العـدد ‪40‬‬       ‫‪116‬‬

                                                    ‫أبريل ‪٢٠٢2‬‬  ‫د‪.‬إشراق سامي‬

                                                                           ‫(العراق)‬

‫الغرائبية وخطاب التيه‪..‬‬

‫في رواية «الحديقة المحرمة»‬

                                                    ‫لسهير المصادفة‬

 ‫وهكذا سلسلة متوالية من الضياع والتيه والحيرة‪،‬‬         ‫تميل رواية (الحديقة المحرمة) للكاتبة سهير‬
‫تنمو خلال الحكي بروية وطولة بال لتخلق المفاجآت‬
                                                     ‫المصادقة مي ًل فلسفيًّا إلى مواجهة الإنسان وأسئلته‬
          ‫وتكسر كل ما هو متوقع في ذهن القارئ‪.‬‬       ‫دون محاولة اللجوء إلى أي ثابت أو أساس فكري أو‬
‫يتراوح السرد بين عالم الرحلة في النبع المقدس‪ ،‬وقد‬   ‫أيديولوجي واضح‪ ،‬إذ يجد القارئ نفسه فيها رهين‬

 ‫اختار عام ‪ 1980‬تاريخ بداية له‪ ،‬وبين النجع الذي‬      ‫رحلة غرائبية يرافق خلالها الشخصية الرئيسة في‬
 ‫يشكل العالم الواقعي بعلاقاته وانتمائه الواضح إلى‬   ‫الرواية (ألهم)‪ .‬وألهم هذا سيجد نفسه هار ًبا في ليلة‬
                                                     ‫دامية من ليالي إحدى القرى غير المعروفة في مصر‬
        ‫الأراضي المصرية في زمن محدد هو الآخر‪.‬‬
    ‫الرحلة ودخول العالم الغريب سيتكفل في سرده‬         ‫ويسميها في السرد (نجع الزرايب)‪ ،‬نعلم أن حد ًثا‬
  ‫كشكول دونت فيها الشخصية سيرتها‪ ،‬يخصص‬              ‫كبي ًرا وداميًا حصل هذه الليلة دون أن ندرك أسبابه‬
   ‫له أكثر من فصل تحت عنوان (كتاب ألهم)‪ .‬وهي‬
‫هذه طريقة مستعملة في مثل هذا النوع من الكتابات‬         ‫وتفاصيله التي سيقوم السرد فيما بعد بحلحلتها‬
  ‫الروائية‪ ،‬أي الكتابة التي تحاول الربط بين عالمين‬                         ‫وشرحها وبيان تفاصيلها‪.‬‬

                                       ‫مختلفين‪.‬‬       ‫سيتحقق الجانب الفلسفي عبر رحلة تيه وضياع‪:‬‬
     ‫العالمان في رواية (الحديقة المحرمة) منفصلان‬    ‫ضياع‪ /‬مكاني‪ /‬كما حصل مع الشخصية الرئيسة‬
  ‫تما ًما من حيث التفاصيل العامة‪ ،‬لأن أحدهما قرية‬
  ‫مصرية بكل ما تحفل من غياب للعدالة الاجتماعية‬                                                ‫ألهم‪.‬‬
                                                        ‫ضياع في‪ /‬الهوية‪ /‬كما هو الحال مع ابنته من‬
       ‫ومظاهر الاستبداد والتأخر والحزن‪ ،‬والآخر‬        ‫مريم التي سميت فيما بعد باسم أخيه عبد القادر‪.‬‬
    ‫هو صورة مصغرة للجنة‪ ،‬ففيها وصف لجمال‬                ‫ضياع‪ /‬للحقيقة‪ /‬بعد أن رمي ألهم بدماء ثلاثة‬
  ‫النبع الفيروزي والأشجار والوفرة‪ ،‬وأي ًضا حرية‬
     ‫المعاشرة وعدم وجود ملابس بالمعنى التقليدي‬                            ‫شبان هم أخوة مريم ظل ًما‪.‬‬
                                                     ‫ضياع‪ /‬للراوبط‪ /‬الأخ يغدر ويفتك بأخيه كما فعل‬
              ‫الساتر‪ ،‬فض ًل عن اختفاء كلمة موت‪.‬‬
                                                                                         ‫عبد القادر‪.‬‬
   113   114   115   116   117   118   119   120   121   122   123