Page 132 - merit 40 apr 2022
P. 132
العـدد 40 130
أبريل ٢٠٢2
محاولة كشف خبايا الداخل والأعماق النفسية
للشخصيات ،ولذلك نجد استخدام تقنية كتابة الراوي
بضمير المتكلم «الأنا» أي الراوي الوضعي.
وتنوع استخدام زمن الأفعال وتوسيع دلالة الواقع
ليصبح النص التجريبي توليفه بين العوالم الزمنية
الماضي والحاضر والمستقبل ،وما يتضمن النص من
شكل مغاير عن نمطية قواعد الكتابة ،وينشأ ذلك
من ثقافة الكاتبة وقدراتها الإبداعية التي تتناسب مع
الطموح للوصول إلى تقنيات تلائم فكرها ،من تمرد
على الواقع الفعلي والواقع السردي المتبع لكتابة فنية
مغايرة عن النموذج المعتاد.
ومن التجريب استخدام أسلوب الغموض والتلغيز
الذي يحتاج إلى تفكيك علامات لها دلالات معينة،
وربط الوعي لدى الشخصيات بما لديها من تعدد
مستويات للوعي والإدراك تب ًعا لكتابة صراعها
وتناقضات أفعالها -مث ًل ،-بل اختراع لغة جديدة
خاصة بهذا العالم المتخيل .نقرأ ص« :26هل أكون
دون أن أدري وبعد تيه الصحراء لم َّد ٍة تقارب الأربع
سنوات قد وصل ُت إلى بلد ما وراء البحر؟ ولكنني لم
أعبر أي بحار ..تكاد الحروف أ ْن تكون عربيَّة ولكنني
لا أميز كلم ًة واحد ًة منها ،هل أقترب أكثر من صوت
المرأة ،أظ ُّل في مكاني ليل ًة أخرى حتى أفهم؟».
وكذلك نجد مظاهر استخدام التراث الديني والعربي
والمعتقدات الشعبية والملل والأسطورة في دلالة تعدد
مصادر وثقافة السرد ،وحتى نفهم الدلالة والمعنى
يجب أن نضع في اعتبارنا كل هذه المصادر لما لها من
أهمية ثقافية في العموم ،وأهمية لثقافة النص نفسه
في الخصوص .نقرأ على سبيل المثال ص« :134هل
رأي ِت شياطين؟ هل يوجد وادي الج ّن ذاك؟ ته ّز رأسها
برع ٍب ،مؤ ّكد ًة ،وهي تشير بيدها إلى منتصف الحديقة
تما ًما» وص« :154لماذا لم أخبرها بموت النَّ َّحات؟ ربما
بسبب إرث معتقدات نجع ال َّزرايب التي أحملها مثل
ال َّصليب على ظهري» .وكذلك «ربما لأنني لم أح ّب أن
أكون مثل البومة نذير شؤ ٍم» .وهناك ص 135و136
وكذلك ص 193كلها صفحات عن تنبؤ كسيبة لألهم.
نقرأ ص« :136هذه ال َّساحرة لا تعرف عن أرض النَّبع
المق َّدس أكثر م َّما أعرفه ،وكأ َّنها تقرأ الماضي والمستقبل
فقط ،أ َّما الحاضر فمحجو ٌب عنها».
نقرأ ص 240رقية الجدة وحيدة« :كن ُت لا أنام وأنا