Page 130 - merit 40 apr 2022
P. 130
العـدد 40 128
أبريل ٢٠٢2 حنان ماهر
سيميائية الشخصيات..
الشعور والتجريب في رواية «الحديقة
المحرمة» لسهير المصادفة
العنوان «الرواية هي تجربة أدبية تصور بالنثر حياة
عندما نقرأ العنوان يتبادر إلى الذهن كل ما هو محرم مجموعة من الشخصيات تتفاعل مجتمعة لتؤلف إطا ًرا
من أول الشجرة التي كانت في الجنة -والجنة كمفردة عالمًا متخي ًل ،غير أن هذا العالم المتخيل الذي شكله
الكاتب ينبغي أن يكون قريبًا مما يحدث في الواقع
لها نفس المعنى أو التعريف لحديقة -في حالة من
انطباع ديني وإثارة وعي المتلقي عن العنوان .وهو الذي يعيش فيه ،وحياة الشخصيات في الرواية تكون
ليس تجريم ،فدخولها ليس له عقوبة و َمن يدخلها ممكنة الحدوث في واقع الكاتب .والحياة الروائية
يقضي عقوبته ويخرج ،بل هي حديقة يحرم دخولها
حياة ممتدة في الزمان إلى حد ما ،فقد تمتد إلى سنة
من الأساس .وما يزيد من التشويق أن العنوان أو عدة سنوات ،ولا شك أن هذا الامتداد يؤدي إلى
غير شارح لماهية الحديقة المحرمة وأين هي وسبب توسيع التصوير ،وبالتالي إلى اتساع حجم الرواية،
تحريمها؟ نقرأ في ص« :56اسمها الحديقة المح َّرمة أي التي تعد أطول الأشكال القصصية( .كتاب دراسات
في نقد الرواية ،د.طه وادي ،دار المعارف القاهرة ،ط 3
أنه مح َّر ٌم عليك وضع قدمك هذه على أرضها».
أي نص أدبي يكون في علاقة جدلية مع العنوان، ص.)17
وبذلك يتكون مجاله الدلالي ويصبح محف ًزا للرغبة يعرف البعض أن الرواية؛ «هي نص مفتوح وانفتاحها
في معرفة ما هذه الحديقة؟ وأين هي؟ وما سبب
تحريمها؟ والعنوان يصنع أول شعور متبادل بين نابع من كونها دائمة التطور والتحول وقادرة على
استيعاب نصوص متباينة وإعادة إنتاجها ضمن
النص والمتلقي. أنساق سردية جديدة( .كتاب سيمائيات السرد
الروائي من السرد إلى الأهواء ،حليمة وازيد،
منشورات القلم المغربي ،ط 1ص.)7